بذكرى شهدائها.. قباطية تقدم نموذج في التضحية

رام الله - دنيا الوطن
تحرّك النّبض السّاكن في القلوب الحيّة بقباطية المقاومة، ليعلن عن ميلاد لحظة الثأر لمن سبق من الشهداء، والإقدام لمن يود اللحاق، ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي ترجل الفارسان محمد سباعنة ونور الدين سباعنة نحو الوطن ليلبوا نداءه الحزين، ويتحسسون ترابه فيروونه بالدم لتنبت على أرضه شجرة شامخة لا ينتزعها أحد.

رفقاء الدم والشهادة

ففي السابع والعشرين من ديسمبر عام 2016، استشهد محمد رفيق سباعنة ونور الدين محمد سباعنة من بلدة قباطية في محافظة جنين بعد تنفيذهما عملية طعن مزدوجة أدت لإصابة جنديين صهيونيين بجراح على حاجز حوارة قرب نابلس، وبحسب شهود عيان فإن عشرات الرصاصات اخترقت جسدَي الشهيدين من مسافة صفر؛ فقد تعمد جنود الاحتلال الإجهاز عليهما رغم إصابتهما، كما منعوا سيارات الإسعاف من نقل الشهيدين لينزفا حتى الشهادة".

قباطيا رمز الثورة

لم يكن الشهيدين محمد ونور الدين سباعنة فقط ممن انتفض ليثأر لجراح القدس، ونداء حرائرها، فمنذ بداية انتفاضة القدس المباركة في أكتوبر 2015 م، قدمت بلدة قباطية جنوب غرب مدينة جنين عدة شهداء ارتقوا جميعا في أكثر من عملية بطولية في مناطق مختلفة من فلسطين، حيث كان أحدها عملية (الفدائيون الثلاثة، أحمد زكارنة ومحمد كميل وأحمد أبو الرب) بالقدس المحتلة، والتي أسفرت عن قتْل مجندة إسرائيلية وإصابة عدد آخر.

وقد أكدت هذه الكوكبة من شهداء بلدة قباطية الأفذاذ خلال انتفاضة القدس، بتضحيتهم وجهادهم، أنهم لن تعيقهم المسافات إن أرادوا التضحية، وبدمائهم أثبتوا أن بلدتهم كانت وستبقى في الخطوط الأمامية لمقاومة الاحتلال حتى دحره عن كامل التراب الفلسطيني.