شتم الشعب الفلسطيني

شتم الشعب الفلسطيني
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير
فوجئت بتلفزيون فلسطين يجري حواراً، يتناول شتم الشعب الفلسطيني، وتَنُكر بعض النشطاء والإعلاميين العرب لقضية القدس، وتناول الرد على هذه المسائل السيد محمود العالول (أبو جهاد) نائب رئيس حركة فتح، وقال: إن السلطة الفلسطينية، أخذت موقفاً قوياً ضد أمريكا بسبب قضية القدس، ونحن لا نريد عداوة مع أمريكا، وإنما أن تتركنا بحالنا نصارع الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف العالول: أن ظاهرة شتم الشعب الفلسطيني، وفي هذا التوقيت بالذات، تتطلب رداً من النشطاء الفلسطينيين والعرب، لأن بعض الجهات الدولية تتلقف هذه الشتائم وتضعها في غير إطارها، لأن مثل هذه التفوهات مصدرها حكومات عربية.

والحقيقة؛ أن هذه التفوهات مصدرها أشخاص لا نعرف عنهم شيئاً، هم من النكرات ولا وزن لهم.

وهنا سأله مذيع تليفزيون فلسطين عن وزير خارجية البحرين الذي زعم قائلاً: إن قضية القدس ثانوية مقارنة بإيران، ولماذا نفتعل مشكلة مع أمريكا؟

وهنا سأل أبو جهاد وقال: هل نحن افتعلنا مشكلة مع أمريكا أم هي من افتعلت المشكلة؟!

وهنا تدخل المذيع، وقام بشتم وزير خارجية البحرين.

والحقيقة أن ما حصل ليس جديداً، فخلال حرب غزة تطوع بعض الصحفيين العرب لشتم الشعب الفلسطيني، وطالبوا علناً من فضائياتهم، أن يقوم نتنياهو بسحق غزة كبعض الإعلاميين المصريين مثل أحمد موسي وتوفيق عكاشة ولميس الحديدي.

إن العلاقات التي تربط الشعب الفلسطيني مع الشعوب العربية والحكومات دون استثناء هي علاقات طيبة جداً، ولا تتأثر بهذه الخزعبلات والمهاترات.

والقضية الآن قضية كبرى، وهي قضية القدس، ولا يجوز أن نحرفها إلى مهاترات جانبية، حتى لو كانت هذه المهاترات بعيدة عن الشعب الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس، توحد العرب والمسلمين، وكما حصل مؤخراً في الملاسنة الإعلامية بين الرئيس التركي طيب رجب أردوغان مع الإمارات حول قضية القائد التركي فخر الدين، وقضية المدينة المنورة، فنحن نريد جهود تركيا والإمارات، والجميع أيضاً؛ لدعم قضية القدس عبر بوابة السلطة الفلسطينية.

إن ما حصل بين تركيا والإمارات هو من باب نبش القبور، ولا داعي له على الإطلاق، فالتاريخ المشترك، يجمع تركيا مع كل الدول العربية والإسلامية، وهو تاريخ مشترك به من الأشياء التي نحب أن نتذكرها، وأشياء لا نحب أن نتذكرها، ولكن التاريخ طواها بحلوها ومرها، والكرة الآن بملعب الدول العربية والإسلامية لإنقاذ القدس، ولا أحد يُكن العداء لتركيا بل بالعكس، عندما دعا الرئيس التركي لقمة إسلامية ببلاده، شاركت بها كل الدول العربية والإسلامية، وذلك بهدف إنقاذ القدس، وما نريده هو أن تترجم القمة لدعم القدس عملياً، ويتم التنسيق الفاعل مع السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس أبو مازن.

التعليقات