مهزلة المساعدات الأمريكية

مهزلة المساعدات الأمريكية
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

عندما ربطت مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة تقديم المساعدات الأمريكية للدول التي تدعم موقف ترامب من القدس، كشفت عن وجهها السافر في انحياز أمريكي لإسرائيل، واستفزت العالم كله، حتى إن رجب طيب أردوغان قال: الديمقراطية ليست للبيع، وقال مندوب فنزويلا: إن العالم ليس للبيع.

وفي وجه آخر لأكذوبة المساعدات الأمريكية، فإن المساعدات التي تقدمها لمصر والأردن وإسرائيل سنوياً، لأنهم قد وقعوا اتفاقيات سلام، بينما تأخذ أمريكا باليد الأخرى عشرات الأضعاف من الأموال العربية، وتُعطي الفتات لمصر والأردن، وحتى إسرائيل، وباقي المساعدات لمؤسسات غير حكومية أو مساعدات بسيطة في دول بالعالم تعاني الفقر والمجاعة، بفعل السياسة الاستعمارية الأمريكية، ثم تخرج أمريكا تتباكى على أوضاع تلك الشعوب، سواء العربية أو غيرها.

وفي الآونة الأخيرة، أخذت أمريكا من دول عربية كما هو معروف حوالي خمسمائة مليار دولار دفعة واحدة، فأي مساعدات قدمتها لمصر والأردن ودول عربية أخرى مقارنة بهذا الرقم، إنها مهزلة، وتتباكى مثل بكاء التماسيح.

وكان الأجدر بالدول العربية المقتدرة مالياً، أن تضاعف مساعداتها للدول العربية المحتاجة بالمال والسلاح، حتى لا تحتاج لمهزلة أمريكا، وعندها كانت الدول العربية، ستصبح قوى عظمى بالعالم، وستقف في وجه أي عدوان خارجي، وليست بحاجة إلى أمريكا، ولكن ها هي أمريكا، تأخذ أموالاً عربية، وتنقلب على الدافعين، ولا تراعي لهم ذمة.

أما قضية القدس، والتي قالت السلطة الفلسطينية، إنها تحتاج إلى مليار دولار كمساعدات، لم يصلها شيء من الدول العربية السخية وأمريكيا، ويُترك أهل القدس يواجهون مصيرهم، ومصير القدس لوحدهم، حتى إن بعض الإعلام العربي سكت عنهم.

التعليقات