ترامب يفرض عقوبات مالية على دول العالم

ترامب يفرض عقوبات مالية على دول العالم
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

من المعروف أن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب، خصصت مستشارين للرئيس الأمريكي من أقرب المقربين عائلياً، وأراد ترامب أن يحول الإدارة الأمريكية لإدارة العائلة أي على طريقة أكثر الأنظمة تخلفاً بالعالم.

وبالتالي؛ اتخذ ترامب أسوأ القرارات على مر التاريخ الأمريكي، وهي قرارات تناسب فقط مصالح ترامب الشخصية مع اليهود وغيرهم، ولم تراعِ هذه القرارات مصالح دول العالم، ولا حتى مصالح الشعب الأمريكي، حتى وصل به الأمر إلى اتخاذ قرار بنقل السفارة الأمريكية من تل بيب للقدس، رافعاً يده عملياً عن إيجاد حل سلمي وعادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل انحاز إلى طرف انحيازاً أعمى، ووقف ضد كل من يعارض القرار من دول العالم، بأن لوح باتخاذ عقوبات اقتصادية وغيرها ضد أي دولة في العالم، تعارض القرار، فماذا ترك ترامب لأسوأ الديكتاتوريات في أفريقيا؟! لا شيء.


ومع فارق الديكتاتوريات في أفريقيا وميليشياتها، تواجه دولة أخرى مجاورة، وتريد إخضاعها بالقوة، أما في أمريكيا فيستغل ترامب قوة أمريكيا المالية والعسكرية لإخضاع دول العالم خارج حدودها، وبالتالي العالم المحيط بنا ليس فوضى، وليس حلبة مصارعة فاشلة لترامب، وإذا بادر ترامب بذلك فإن العالم كله سيتحد بتحالفات كبرى وضخمة، ضد المصالح الأمريكية في العالم، ولن تجني إسرائيل وأمريكا سوى الدمار والخراب.

ولا يجب على ترامب وإدارته أن يستهتروا بقوة العالم، فإن العالم شعر بالضيق والخطر من السياسة الأمريكية، وإنه سينقلب حتماً وبدون سابق إنذار ضد أمريكا وإسرائيل، وقد بدأت البوادر لذلك من خلال المؤتمر الإسلامي بتركيا، الذي قاده رجب طيب أردوغان، والقمم العربية المتتالية، إضافة إلى الأمم المتحدة التي صوت معظمها، بل وغالبيتها العظمى ضد قرار ترامب، وهذا الذي استفز الرئيس الأمريكي ترامب، وإذا شعر الشعب الأمريكي بأن مصالحه قد تضررت، فإنه سيتجه إلى إسقاط هذه الإدارة الأمريكية، وقد سبق للشعب الأمريكي، أن أيد كلينتون، وتحمل فضائحه الأخلاقية مقابل أن كلينتون حسن الوضع الاقتصادي للشعب الأمريكي، بينما أسقط جورج بوش المنتصر عسكرياً بالعراق لأن المواطن الأمريكي، يبحث عن تحسين وضعه المالي والاقتصادي، والخدمات التي تقدمها الحكومة له.

واسترضاء إسرائيل بشكل أعمى لن يفيد المواطن الأمريكي بشيء، وعلى إسرائيل أن تحل مشاكلها مع الشعب الفلسطيني، سواء بالقدس أو غيرها بشكل عقلاني ومريح لكل الأطراف.

التجربة الروسية ما تزال ماثلة للأذهان، فقد كان الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانينيات القوة الثانية بالعالم اقتصادياً وعسكرياً، وفجأة انهار الاتحاد السوفيتي، ولم يجد ما يدفع به رواتب موظفيه، ولا نستبعد أن يصيب هذا الانهيار أمريكا، وهذا ما تكون إسرائيل قد جرّت أمريكا إليه، وهنالك من العرب والمسلمين يرون بأن انهيار أمريكا يجب أن يسبق انهيار إسرائيل وإذا انهارت أمريكا؛ فإن إسرائيل ستنهار تلقائياً لأن إسرائيل تعيش بفضل الدعم الأمريكي والأوروبي حتى الآن.

والعالم ليس سبهللة، فهناك قواعد وأسس يسير عليها، ومحددات لسير دول العالم، وليس دائماً القوة العسكرية هي الأساس، وإذا تجمعت دول العالم اقتصادياً وعسكرياً، فإن العالم سيصبح قوة هائلة ومخيفة.

وتفكير ترامب الحالي بفرض عقوبات على دول العالم، سيدخله بحرب مدمرة اقتصادياً وعسكرياً ضد العالم كله.

وهناك تجارب متعددة لزعماء حاولوا تحدي العالم كله، والدخول بحروب وصراعات مدمرة، فانتهى بهم الأمر إلى الانتحار.

التعليقات