إسرائيل تجر أمريكا إلى عزلة دولية

إسرائيل تجر أمريكا إلى عزلة دولية
رئيس التحرير عبد الله عيسى
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

لايزال النموذج بجنوب أفريقيا ماثلاً للعيان، بعد أن قاطعه النظام الدولي العالمي، وتم تصنيف نظام جنوب أفريقيا كنظام عنصري، حتى تم إطلاق سراح الزعيم الأسود نيلسون مانديلا، وتغيرت الأمور إلى نظام ديمقراطي، بعد صدامات شديدة بين النظام العنصري في جنوب أفريقيا السابق، والمؤتمر الوطني الأفريقي منذ السبعينات، وحتى إطلاق سراح مانديلا.

وتشبث نظام أفريقيا العنصري حتى آخر لحظة بإصرار على انتهاج السياسة العنصرية ضد السود، بما فيها وساطة وزير خارجية أمريكا الأسبق كسنجر، حيث رفض رئيس وزراء نظام جنوب أفريقيا إيان سميث الوساطة في حينه بالسبعينات. 

واستمر نظام جنوب أفريقيا بسياسته العنصرية، حتى تزايدت الضغوط عليه من كل حدب وصوب، فوافق أخيراً على إجراء انتخابات، وإزالة القوانين العنصرية، كما هو الحال بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، ولكن إسرائيل لم توافق على إزالة القوانين العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، بل حاولت جر أمريكا إلى العزلة الدولية، وخير دليل على ذلك، ما حصل بالأمم المتحدة، حيث لم يوافق على إعلان ترامب إلا دولتان في العالم، وهما: أمريكا وإسرائيل بما يتعلق بالقدس، وهذا يعني أنه دليل واضح على أن إسرائيل تجر أمريكا إلى عزلة دولية، وهذه السياسة لن تجدي نفعاً لإسرائيل أو لأمريكا، وسوف تستمر الأمم المتحدة بإصدار القرار تلو القرار ضد إسرائيل وأمريكا، إذا استمرت بهذه السياسة، وستكون هناك تكتلات دولية كبرى بالعالم، مثل الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، وغيرهما لفرض عزلة دولية على إسرائيل وأمريكا.

وأعتقد؛ أن الرئيس الأمريكي ترامب بنى أفكاره فيما يتعلق بالقدس على معطيات وهمية غير صحيحة، ولا أساس لها من الواقع، كما هو حال نتنياهو، فقد ظن الطرفان الإسرائيلي والأمريكي، أن قراراً كهذا سيحدث زوبعة إعلامية عابرة، وأن العالم العربي والإسلامي والعالم كله، سيقف مكتوف الأيدي أمام قرار كهذا، باعتبار أن القدس أساساً محتلة منذ عام 1967 وعملياً إسرائيل تتعامل مع القدس كعاصمة إسرائيل، وقرار ترامب لم يغير من الواقع شيئاً، وهذا ما ورد بكلمة ترامب التي وجهها للعالم وللشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي والشعب الأمريكي، ولكن هذه الكلمة لم تغير من الحقيقة شيئاً.

وقام الرئيس التركي رجب طيب أروغان بالدعوة لقمة إسلامية بإسطنبول، واتخذ قرارات جدية ضد إسرائيل وأمريكا، وقام برلمان الاتحاد الأوروبي باستنكار هذه الخطوة، ورفضها رفضاً قاطعاً، إضافة إلى التلميح إلى قيام أوروبا مستقبلاً بدور وسيط السلام النزيه بدلاً من أمريكا، لأن أمريكا لم تعد تصلح كوسيط نزيه لعملية السلام، كما أكد على ذلك الرئيس الفلسطيني أبو مازن.


قضية القدس ستتواصل متدحرجة مثل كرة الثلج، وشيئاً فشيئاً ستوصل إسرائيل وأمريكا إلى عزلة دولية تامة، مالم يتم التراجع الأمريكي الإسرائيلي عن هذا القرار. 


التعليقات