معبر (إيرز) والطريق إلى الأردن

معبر (إيرز) والطريق إلى الأردن
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

رغم التسهيلات الكبيرة التي مازالت الأردن تقدمها للشعب الفلسطيني بقطاع غزة والضفة الغربية، بالتنقل والسفر إلى الأردن ومنها إلى الدول العربية والأوروبية إلا أن إسرائيل ماتزال تضع العقبات أمام الفلسطينيين بنفس الذريعة وهي حجة الأمن.

ولم تحدث أي حوادث أمنية تذكر طوال السنوات الماضية تمس أمن إسرائيل بسبب هذه المعابر، وهذا الأمر تستوعبه الأردن جيداً وتحافظ على أمنها وحدودها بشكل جيد، ولا تتسبب بأضرار للدول المجاورة، كما تفعل السلطة الفلسطينية أيضاً بنفس الوتيرة والتنسيق الأمني.

وبالتالي لا تعمل الأردن أو السلطة الفلسطينية أو انتماء مواطن فلسطيني لفصيل ما بأن تستنفر الأردن والسلطة، كما تفعل إسرائيل بهذا المواطن، الذي قد يكون مسافراً للعلاج أو لإكمال دراسته الجامعية أو لسبب عائلي، وليس بالضرورة حاملاً معه بندقية أو حزاماً ناسفاً، أي لأسباب إنسانية بحتة، كما هو الحال بقطاع غزة أو الضفة الغربية، فلا يعني وجود أي شخص ينتمي إلى فصيل مقاوم، أنه يحمل بندقية أو حزاماً ناسفاً.

فتعامل السلطة الفلسطينية أو الأردن مع مثل هذه الحالات يتم بعقلانية وتفهم للوضع الفلسطيني، وللحالات المقاومة أيضاً، بحيث يسمحون لهم بالسفر والتنقل للحالات الإنسانية خاصةً، ويقوم بذلك من الجانب الفلسطيني الوزير حسين الشيخ أو السيد نظمي مهنا، وهناك جهات مختصة بالأردن، تقوم بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني ومساعدة الحالات الإنسانية.

ومن هنا يأتي تطلع الفلسطينيين لـ (معبر رفح) باعتباره النافذة التي لا يسيطر عليها الجانب الإسرائيلي، ويُترك الأمر للجانبين الفلسطيني والمصري، وخاصة لقطاع غزة، فهو نافذة أهل قطاع غزة على مصر والعالم كله.

بينما يعاني أهلنا بقطاع غزة من الاختناق بسبب سيطرة إسرائيل على المعابر كمعبر (بيت حانون/ إيرز) وغيره، وهي معابر مخصصة لتنقل الأفراد أو للتجارة، وبينما تتحدث إسرائيل عن تسهيلات مزعومة بقطاع غزة عبر معبر (بيت حانون/ إيرز) والمعابر التجارية مثل معبري كارني وكرم أبو سالم.

هذه بعض الظروف القاسية جداً التي يواجها الشعب الفلسطيني في تنقلاته كأفراد وكتجار، وهي بحاجة لإعادة نظر من قبل إسرائيل، ومزيد من الضغط من قبل الجانبين الأردني والفلسطيني على الجانب الإسرائيلي لمنح تسهيلات حقيقية وجدية لأبناء الشعب الفلسطيني، وليس الحديث عن تسهيلات ضخمة غير فعلية وغير جدية.

وكلما صرح مسؤول بالإدارة المدنية الفلسطينية، بأنه لا يوجد تسهيلات من الجانب الإسرائيلي، يخرج كبار المسؤولين الإسرائيليين، ويقولون إنها أكاذيب، ونحن نقدم تسهيلات،.. إننا نريد أن نرى التسهيلات على الأرض واقعية تمس حياة الناس، وليس مجرد زوبعات إعلامية.

وقد تكررت هذه المسألة بوصف موقع "دنيا الوطن" بنشر أكاذيب عن تضييقات إسرائيلية ضد أفراد فلسطينيين وتجار، خاصة في الآونة الأخيرة، وكانت ضد تصريحات السيد صالح الزق، الذي نشر لـ "دنيا الوطن" وخرج مسؤول إسرائيلي كبير يقول: إن تصريحات الزق لـ "دنيا الوطن" تصريحات كاذبة.

وقال الزق لـ "دنيا الوطن" إنه كلما نشر مثل هذه التصريحات، يخرج مسؤول إسرائيلي ويقول: "دنيا الوطن" كاذبة، وبالحقيقة يقول الزق: في كل مرة يكذبّون تصريحاتي، رغم أنها تصريحات دقيقة وصحيحة، ولا أعلم لماذا ينفون هذه التصريحات، وباستطاعتهم أن ينفوها عملياً بالسماح للناس بالسفر، وتقديم تسهيلات حقيقية بدلاً من المهاترات الإعلامية.

التعليقات