شباب غزة يتطلعون في عام المصالحة إلى حياة كريمة

شباب غزة يتطلعون في عام المصالحة إلى حياة كريمة
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
كغيرهم من الغزيين، يتطلع الشباب على أعتاب 2018 إلى حياة فلسطينية جديدة خالية من كل العقوبات والإشكاليات التي تجرعوها على مدار 11 عشر عاما مجبرين لا خيارات أمامهم أو خلفهم سوى الاستمرار قدما .

يأمل غالبية الشباب  ان تطوى صفحة الانقسام الفلسطينى إلى الأبد ويفتح لهم في عام المصالحة افق الحياة الملون ليخوضوا تجارب الحياة العادية وفق الظروف المتاحة ليرسموا خطط حياتهم بكل هدي وتيقن .

روان أبو سلطان خريجة كلية الحقوق في جامعة الإسلامية، لم تجد طريقة للتعبير عن احتياجاتها من المصالحة الفلسطينية  سوى التوجه مع مجموعة من صديقاتها إلى معبر بيت حانون ورفع يافطة كتب عليها "انهوا الانقسام البغيض.

وأعربت عن أملها بأن تشكل المصالحة بارقة أمل جديدة لمستقبل الشباب، الذين عانوا الكثير خلال السنوات العشر الماضية، على كافة المستويات.

بينما عبر سعيد الحويطى عن تفاؤله باتفاق الفرقاء وقدوم حكومة الوفاق الوطني إلى القطاع وتسلم مهام عملها، لتشكل مرحلة جديدة من الأمل الذي غاب عن أعين الخريجين وكافة قطاعات المحافظات الجنوبية، جراء الانقسام البغيض الذي كان سببا في تحطيم معنويات الشباب والحد من تطلعاتهم إلى المستقبل.

وقال الحويطى: "مررت بسبع سنوات عجاف بعد تخرجي من الجامعة، وحرمت من استكمال دراستي العليا ، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها أسرتي كباقي الأسر الغزية في ظل الانقسام، وغياب فرص العمل وإغلاق المعابر".

وأعرب عن أمله بأن تلتفت الحكومة إلى حل مشاكل الشباب من خلال وتوفير فرص عمل، منوها إلى أنه يعمل منذ خمس سنوات بعقد مؤقت في الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة براتب لا يفي باحتياجات أسرته، خاصة وانه الوحيد الذي يعمل بين أشقائه الأربعة، إضافة إلى والده المريض والعاطل عن العمل منذ بدء انتفاضة الأقصى وحرمان العمال من العمل في أراضي الـ48.

في حين تقول الناشطة الشبابية فداء المدهون ان الشباب من أكثر القطاعات في المجتمع الغزي تضررا بسبب تعطيل الحياة السياسية، والذي أدى بدوره إلى غياب دور الشباب وحرمانهم من المشاركة في مؤسسات صنع القرار.

وأوضحت أن الانقسام أدى إلى غياب الأفق السياسي، الذي نتج عنه وجود حالة اقتصادية غير مستقرة ساهمت في زيادة البطالة خاصة بين صفوف الخريجين.

وأكدت  المدهون "لـ"حملة الشباب والمصالحة " ان الشباب يتطلعون ويعلقون آمالا كبيرة على المرحلة القادمة بعد تحقيق المصالحة وقدوم حكومة الوفاق الوطني وتمكينها من أداء مهامها، على أمل ان يأخذوا دورهم وفرصتهم التي فقدوها خلال فترة الانقسام، بما يمكنهم من الحصول على فرص عمل والمشاركة في العملية الإنتاجية.

وعبر الخريج سراج أبو دية عن أمله بأن تساهم المصالحة الفلسطينية في فتح آفاق لتطوير ودعم القطاع الخاص إلى جانب القطاع الحكومي، الأمر الذي بدوره يستفتح الطريق أمام خلق فرص عمل للخريجين ليتمكنوا من المشاركة في دفع عجلة الاقتصاد والمشاركة في العملية الإنتاجية.

وقال أبو دية الحاصل على شهادة بكالوريوس "تجارة إنجليزي" من الجامعة الإسلامية  انه الخريج بين أشقائه الأربعة ، وكان يأمل ان يحصل على فرصة عمل ليشكل سندا وداعما لوالده في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا انه وجد نفس عبئا على والده الذي يعمل مقابل راتب زهيد لا يكفي لبناء أسرة تعيش حياة كريمة.

الجدير بالذكر ان استطلاعا للرأي أجراه موقع "فلسطين نت" أظهر آراءً متباينة حول إمكانية نجاح جهود المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس فـ "29% " من المشاركين ابدوا تفاؤلهم بنجاح المصالحة، فيما قال 39% إنهم غير متفائلين، و27% متفائلين بحذر من إمكانية نجاح المصالحة، وأجاب 5% بلا أعلم.

وأجري هذا الاستطلاع بعد زيارة رامي الحمد الله لقطاع غزة والبدء بتطبيق اتفاقية المصالحة والتي تنص على تسليم المؤسسات الحكومية في غزة إلى السلطة الفلسطينية.

 

التعليقات