المطران حنا: الارهاب ظاهرة خارجة عن السياق الانساني والروحي والحضاري

المطران حنا: الارهاب ظاهرة خارجة عن السياق الانساني والروحي والحضاري
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس عصر اليوم بأننا نود ان نعبر عن شجبنا واستنكارنا بالجريمة الارهابية النكراء التي ارتكبت اليوم في احدى الكنائس في الباكستان وقد ادى هذا الحادث المأساوي الى استشهاد وجرح العشرات .اننا من رحاب مدينتنا المقدسة نبعث برسالة تعزية وتضامن ومحبة واخوة الى هؤلاء المكلومين والمحزونين اثر هذه العملية الارهابية التي اتت لكي تحرف انظار العالم المسيحي والكنائس المسيحية في عالمنا عشية الاعياد الميلادية المجيدة عما يحدث في فلسطين وفي مدينة القدس بنوع خاص .

انه الارهاب ذاته الذي استهدف قبل ايام احدى مساجد سيناء وكذلك الكنائس والمسيحيين في مصر ، انه الارهاب ذاته الذي استهدف سوريا واستهدف العراق واليمن وليبيا وغيره من الاماكن ، المخطط واحد والمستفيد واحد.

ان اولئك الذين يتبنون ثقافة الموت والعنف والارهاب واستهداف الابرياء في كنائسهم ومساجدهم وغيرها من الاماكن العامة انما هم خارجون عن السياق الانساني والحضاري والاخلاقي وهؤلاء يخدمون بأفعالهم وتصرفاتهم اجندات معادية لقضايا العدالة في عالمنا وفي مقدمتها قضية فلسطين .

ان القوى الاستعمارية في عالمنا اوجدت لنا ظاهرة الارهاب لكي تدمر مجتمعاتنا وتشرذم شعوبنا وتحولنا من امة واحدة الى قبائل وعشائر وطوائف متناحرة فيما بينها والاعتداء الارهابي الذي تم اليوم في الباكستان كما وغيرها من العمليات الارهابية التي ارتكبت انما تأتي في هذا السياق .

العالم بأسره يتحدث عن القدس وقد عبر احرار العالم عن رفضهم وتنديدهم وشجبهم للاعلان الامريكي الاخير المتعلق بالقدس .

الكنائس المسيحية في عالمنا اعلنت رفضها لاعلان ترامب المشؤوم والفلسطينيون يواجهون بصدورهم العارية قمع الاحتلال وهمجيته وظلمه واحرار امتنا العربية من المحيط الى الخليج يتظاهرون تضامنا مع القدس باعتبارها عاصمة لفلسطين ويتضامنون مع شعبنا الفلسطيني الذي قضيته هي قضية العرب الاولى كما انها قضية المسيحيين والمسلمين في كل مكان.

ان الارهاب هدفه حرف البوصلة عن فلسطين وخلط الاوراق خدمة للاجندات الاستعمارية المعادية والتي هدفها تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع القدس .

يبدو ان اولئك الذين فجروا الكنيسة في الباكستان اليوم القدس ليست موجودة على اجندتهم كما ان اولئك الذين يفجرون ويمارسون الارهاب في اكثر من موقع في عالمنا انما لا تهمهم قضايا العدالة ولا تهمهم قضية فلسطين وعاصمتها القدس ، فهذه امور ليست موجودة في اجندتهم ولا في برامجهم .

وامام هذا الارهاب المنظم الذي يستهدف عالمنا ومشرقنا والابرياء الامنين في كنائسهم وفي مساجدهم نحن مطالبون لكي نسعى دوما من اجل توحيد الصفوف لكي نكون معا وسويا في خندق واحد في دفاعنا عن القدس وفي دفاعنا عن فلسطين ، ان هذا الارهاب الذي استهدف بعضا من اقطارنا العربية وادى الى تدمير دور العبادة وقتل وتهجير الابرياء انما هدفه الاساسي تحقيق وتمرير الاجندات الاستعمارية في منطقتنا ، انه السياسبيكو الجديد الهادف لتقسيم المقسم وتجزئة المجزء بهدف حرف البوصلة عن القضية الفلسطينية التي هي قضية كل انسان حر في هذا العالم .

نكرر ادانتنا للجريمة النكراء التي ارتكبت اليوم في احدى الكنائس في باكستان كما ونستنكر ظاهرة الارهاب التي استهدفت المسيحيين والمسلمين في مشرقنا العربي في كنائسهم ومساجدهم وتاريخهم وتراثهم ، انها استهدفت لحمتهم ووحدتهم وتعاضدهم وتلاقيهم في الدفاع عن اوطانهم وفي الدفاع عن فلسطين القضية التي تجمعنا جميعا كأبناء للامة العربية الواحدة.

اناشد كنائس العالم الكاثوليكية والارثوذكسية والانجيلية وقد اقتربنا من اعياد الميلاد المجيد بأن يذكروا شعبنا في صلواتهم وان يلتفتوا الى مدينة القدس المهددة والمستباحة في هويتها وتاريخها وتراثها ومقدساتها واوقافها الاسلامية والمسيحية .

ان الارهاب حيثما كان واينما وجد انما هدفه حرف الانظار عن القضايا العادلة التي يجب ان يهتم بها انساننا في هذا العصر .

ان كل قطرة دم بريئة تسيل في عالمنا انما هي عزيزة على قلوبنا ، لم يخلق الانسان لكي يكون قاتلا ومجرما وارهابيا ، لم يخلق الانسان لكي يفجر ويذبح ويقتل الابرياء ، لم يخلق الانسان لكي يكون اداة شر في عالمنا، لقد خلقنا الله جميعا لكي نكون دعاة خير وتفان في خدمة الانسانية ، خلقنا الله لكي نكون دعاة محبة واخوة وتلاق بين الانسان واخيه الانسان .

ان معالجة الارهاب والافكار المتخلفة العنصرية التي ينادي بها هؤلاء الارهابيين انما تحتاج الى انتفاضة فكرية ثقافية .