اختتام مؤتمر "الأزمات والنزاعات في الوطن العربي"

اختتام مؤتمر "الأزمات والنزاعات في الوطن العربي"
رام الله - دنيا الوطن
اختتم  مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا اليوم الأحد  17 ديسمبرمؤتمر "الأزمات والنزاعات في الوطن العربي: نحو تجاوب محلي"بعد يومين من العروض والنقاشات التي انتظمت ثلاثة محاور هي: ثلاثة محاور هي: البحث في حل وتحويل مسارات النزاع من خلال التجاوب المحلي، التجاوب المحلي للإغاثة وإعادة الإعمار، وترسيخ الهيكل والطابع المحلي والإقليمي للمعرفة المتخصصة في حل النزاع والعمل الإنساني.وبمشاركة نخبة من الباحثين من مختلف البلدان العربية والغربية.

وتناول الخبراء في جلسات اليوم الثاني والأخير عددا من النماذج المهمة للأزمات والصراعات فى المنطقة في سوريا واليمن والعراق واليمن ولبنان والسودان. 

وفي الجلسة الرابعة من اليوم الأخير،  تناولت سحر الفكي تحديات ربط الإغاثة بالتنمية خلال حالات العمل الإنساني المعقدة والطارئة بالتطبيق على السودان، فيما تحدث سعد سلوم عن بناء قدرات الأقليات العرقية فى مواجهة العنف لافتا إلى اهمية تطوير وبناء قدرات الهياكل غير الرسمية للحوار والمصالحة وحلّ النزاع، ولا سيما حين تقع الأقليات في وسط النزاع بين جماعات أكبر تتصارع حول الأراضي والموارد الأخرى، وحين تكون للنزاع أسباب دينية أو إثنية أو حتى الصراع على مستوى سياسي، ويمكن لمثل هذه الهياكل أو الأطر تعزيز حلول تتلاءم مع الثقافات المحلية، وتسد الفراغ الذي يتركه عجز الدولة او غيابها في تسوية المنازعات بالوسائل السلمية وتحد من الحاجة إلى الوساطة الدولية من جهة ثانية. 

من جانبه أشار محمد الجسيم الى دور القيادات والزعامات المحلية فى بناء  السلام تطبيقا على شبكة أمان سورية فى حل النزاعات على المستوى المحلي، حيث خلص إلى أن النزاع في سورية أحدث تغييرا في مفهوم القائد المحلي لدى أفراد المجتمع، حيث لم يعد الاستناد إلى الشرعية التقليدية (دينية/قبلية/ عائلية) هو المحدد ليكون الفرد قائدا محليا؛ إنما اختلفت الأولويات لتكون الأولوية هي الموقف السياسي للقائد التقليدي من السلطة، ففي الدرجة التي يتسق القائد التقليدي مع رأي عموم الأفراد السياسي بعد الحراك، بالقدر الذي يعتبر قائدا محليا عند الأفراد. وهذا الأمر حسب الجسيم ينطبق على كل مناطق السيطرة بما فيها مناطق سيطرة السلطة السورية.

أما ظريف شاكر وفي ورقته المعنونة ب" المجتمع المدني في الوطن العربي وحوكمة بناء السلم في مرحلة ما بعد النزاعات المسلحة: "دراسة في الحالة الليبية"، فحاول تفحص القدرات الكامنة والمحتملة، التي من الممكن أن يلعبها المجتمع المدني في حوكمة بناء السلم والمحافظة على استدامته في المجتمعات المتأثرة بالصراعات المسلحة، مع ملاحظة أن أهمية الأدوار التي تؤديها هذه التنظيمات المجتمعية،  تختلف باختلاف مراحل النزاع المختلفة، ونجاحها يبقى مرهونا بتجاوزها لمختلف العراقيل التي تحد من عملها في الميدان، ومدى وجود نوع من التقبل والتسهيل لمهامها من قبل أطراف الصراع، والقوى الإقليمية والدولية المعنية، وهذا بغض النظر عن الخصوصيات الثقافية والمحلية التي قد يأتي فيها شكل الوساطة، الذي تؤديه هذه التنظيمات المجتمعية،  كما هو في الحالة الليبية على سبيل المثال. مؤكدا على أن نجاح التدخل الذي تقوده مؤسسات المجتمع المدني في مختلف مراحل الصراع المسلح، ومساهمتها في الحوار والوساطة وحل النزاعات، ينبغي أن يأخذ في الحسبان  مجموعة من الاعتبارات؛ منها ما هو متعلق بالطرف الوسيط بحد ذاته، وكذا أهمية السياق الوطني والإقليمي، وحتى الدولي الذي يهمه نجاح هذه الوساطة المجتمعية؛ وهذا ما بينته الحالة الليبية مثلا.

 وتناولت الجلسة الخامسة في محور " العدالة الانتقالية المحلية" عددا من الأوراق، وهي " الإقليم عمليات العدالة الانتقالية" للباحث شافانا موسى، و "المقاربات المفسرة لإدارة الحكم المحلي وتحقيق السلم وفق منظور العدالة الانتقالية" للباحث بوحنية قوي، و "علم ظاهريات (الفينومينولوجيا ) تكنولوجيا الاتصال بالإنترنت من أجل التغيير الاجتماعي نحو المصالحة" للباحث إياد الدجاني، فيما تحدث الباحث محمد عوض عثمان حول "الانتقال من الحرب إلى السلام في السودان: طرق التشاركية بين المجتمعات". فيما توزعت الأوراق المتبقية على موضوعين هما : الاستجابة المحلية والدولة الهشة، و المرأة والشباب في الاستجابة المحلية.

التعليقات