كيف يفكر جيل الآيباد؟

كيف يفكر جيل الآيباد؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- زهر  النجار
لعل هذا الجيل الجديد الذي أصبح رفيقاً للتكنولوجيا الحديثة، لم يعد بمقدورنا مجاراته كجيل لم يعاصر "الألعاب الشعبية" والتي تمثلت بمسميات مختلفة  "كالجلول، الشنار، الحجلة وطاق طاق طاقية" التي كانت كفيلة بسد رغبات وطاقات هؤلاء الأطفال وقتها، ويمكن الجزم بأن حجم السعادة التي كانت تملأ قلوبهم في تلك الفترات أكبر وأوسع من هذه المرحلة، فاليوم لم يعد لديهم متسع لمطالعة بعض الصفحات من كتبهم الدراسية، ولم يعد لديهم الرغبة في الدراسة، كما هو مطلوب جراء تأثُرِهم بعالم التكنولوجيا، الذي أصاب العالم "بالهوس" قد أصبح في ذروته.

تطورات في حياة الأطفال جراء التكنولوجيا

وبدلاً من أن يعيش الطفل مرحلة مشابهة لأقرانه كاللعب في الحارات الشعبية والملاعب أو حتى مشاهدة أفلام الكرتون عبر قنوات الأطفال التلفزيونية، قفز هؤلاء الأطفال بفكرهم وعواطفهم وخيالهم نحو عالم التكنولوجيا الواسع؛ ليصبحوا جيلاً ينتمي له بشكل أكثر، فقد أصبح الذي يشبه السجن فهو يعمل على حجز الأطفال خلف الشاشات الهاتفية لتسرقهم طوال الوقت بعيداً عن الأجواء العائلية وبعيداً عن طفولتهم.

وجهات نظر لأخصائيين

وفي نطاق مقابلة أجريناها مع الأخصائية الاجتماعية "نسرين جودة" حول استخدام الأطفال للهواتف لساعات طويلة ومراقبة الوالدين لهم.

أوضحت لنا بأن القليل من الأهالي من يتابع أبناءه عند استخدامهم للهواتف الذكية، وأن ذلك يعود لعدة أسباب لعل أهمها أن الوالدين منشغلان أيضاً بالهواتف الذكية، حسب قولها. 

وتضيف، بأن "الوالدين يقضون أيضاً ساعات طويلة على الأجهزة الذكية، والأطفال يعتبرون الأسرة مكاناً يستمدون منه ثقافتهم وأفعالهم، بالتالي من المفترض على الوالدين تحديد ساعات محددة لاستخدام الهاتف الذكي، وتوضح الدراسات بأن الوقت الصحيح لجلوس الأطفال على الأجهزة الذكية يكون "من ساعة إلى ساعتين".

دراسة أمريكية

فقد أشارت دراسة أمريكية، إلى أن استخدم الطفل للهاتف الذكي يبلغ 7 ساعات و50 دقيقة يومياً! وتعد هذه الإحصائية بمثابة زحف غير مسبوق تجاه وسائل التكنولوجيا الحديثة لاسيما في أيدي الأطفال بشكل أصبح بحاجة إلى وقفة جادة بعد انتشار هذه الظاهرة التي لها ما بعدها من مردود إيجابي وسلبي.

"إيجابيات وسلبيات الآيباد"

وأشارت جودة إلى أن كثرة استخدام الأطفال للهاتف الذكي قد تؤدي بهم إلى الانطواء والتوحد، وذلك لعدم اندماجهم في المجتمع وعدم اكتسابهم المعرفة وطرق التصرف مع غيرهم، حيث إن الأحتكاك بالمجتمع والبيئة المحيطة يكسبه الطابع الاجتماعي.

واستكملت حديثها قائلة: إن الغزو التكنولوجي اصطحبه وضع اقتصادي سيئ، الأمرالذي أدى لانشغال الوالدين عن أبنائهم.

نظرة للموضوع من ناحية نفسية

وتضيف الأخصائية جودة، أن أغلب الأفلام الكترونية تتمثل في عامل الأكشن الوهمي، وفي هذه المرحلة يكون الطفل قد وصل إلى أوج تقمصه وتقليده للشخصيات الكرتونية مثل "سبايدر مان وسوبر مان" مما يؤثر على تصرفاتهم بشكل ملحوظ، وهنا من المفترض أن يتشكل عامل رقابة وتوعية للأطفالهم، بأن هذه الشخصيات ما هي إلا وحي من الخيال، وليست حقيقة.

مواقع التواصل سلاح ذو حدين

 وبخصوص مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت جودة: بأنها  تعتبر سلاحاً ذو حدين، حيث إن لها تأثير إيجابي، فهي تساعد في توسيع دائرة الإدراك والمعرفة لدى الأطفال، كما أنها تساعدهم في عملية التعلم واكتساب المعلومات والمهارات الجديدة عن طريق الفيديوهات والبرامج، ولوحظ ذلك من خلال متابعة الوالدين وبالرغم من الإيجابيات إلا أنه يتوجب الاهتمام بشكل أكبر بموضوع الإفراط في استخدام الهاتف الذكي من قبل الأطفال.

نماذج من أرض الواقع

أوضح الطفل محمد عدنان، والذي يبلغ من العمر ثمانية أعوام، أنه يقضي وقتاً طويلاً أمام شاشات الأجهزة الذكية، ويتابع الطفل عدنان بأنه لا فائدة تعود عليه من هذه الساعات التي يهدرها أمام الأجهزة الذكية، وأوضح لنا حسب قوله بأن الإنترنت يسرقه لساعات طويلة جداً، وأن هدف الترفيه مرغوب لديه أكثر من هدف التعلم.

وما بين تلك التطورات التي طرأت على أطفال اليوم، يتوجب علينا استثمار هذه التكنولوجيا في بناء القدرات، وترسيخ مساحة خصبة لإبداعهم، وتبيان أهمية هذه التكنولوجيا التي بين أيديهم ليكونوا قادة للمجتمع في المستقبل.

التعليقات