خزعبلات إسرائيلية

خزعبلات إسرائيلية
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

منذ حرب 1976 اعتمدت إسرائيل على نظريات عديدة في التعامل مع الشعب الفلسطيني، الذي احتلت أرضه منذ ذلك الوقت، سواء أكانت أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية.

وفي هذا المجال، سوف نتحدث عن الجانب الاقتصادي، والذي تعتبره إسرائيل أو بعض قادتها من باب الشطارة والفهلوة، والانقضاض على الاقتصاد الفلسطيني وتدميره.

وبالظاهر يطلقون دعوات وهمية لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني، تارة بالحديث عن مشروع (مارشال) ثم يمنعون أي تاجر من المرور وأي مريض من أن يتلقى العلاج، فكيف يستقيم ذلك مع مشروع (مارشال) وهم يناقضونه بهذه السياسة، وهناك في إسرائيل من يعتقد أنه كلما شُدد الخناق على الاقتصاد الفلسطيني، فإن ذلك يعني تحقيق نصر وهمي لهم.

وتارة أخرى، يسمحون ببعض القضايا الاقتصادية أو التسهيلات البسيطة، ثم يعودون و يتراجعون بحجة الأمن، رغم أن هذه الحجج واهية، ومضى عليها وقت طويل، حتى إن نظرية الأمن الإسرائيلي، التي وضعها قادة إسرائيل بفترة الخمسينات والستينات عفى عليها الزمن، وتغيرت وانهارت لتحل محلها قضايا أخرى. فلم تعد الجيوش العربية أساساً بالطريقة التقليدية تهدد وجود إسرائيل، بل إن ما يهدد إسرائيل هو الصواريخ.
حتي إن نتنياهو، يبرر احتفاظ إسرائيل بالضفة الغربية بمبررات سخيفة، فيقول: إنه في حال تعرض إسرائيل لهجوم عربي فإن المكان الذي يصلح لتعبئة الاحتياط الإسرائيلي هو الضفة الغربية، وحالياً المكان الوحيد الذي يصلح لحشد الاحتياط الإسرائيلي قرب تل بيب، وقد مرت حروب عديدة منذ أن وضعت النظرية، ولم يتم تعبئة الاحتياط الإسرائيلي لا بالضفة الغربية ولا قرب تل أبيب، لأنها حروب صواريخ، وطائرات، وليست حروب جيوش برية.

وبهذه اللغة والنظرية، يتحدث نتنياهو مع قادة دول العالم حول الأمن الإسرائيلي، ويبرر عدم انسحابه من الضفة الغربية، بينما نجد اليهود الإسرائيليين، قد بنوا على رؤوس الجبال مستوطناتهم وتتتبعوا حسب مزاعمهم التوراتية، أماكن تنقل اليهود على الجبال بالتاريخ القديم، حيث كان اليهود يستقرون لفترات على رؤوس الجبال، خوفاً من السيول والهجمات، ولا نعرف الآن أين هذه السيول، التي يخشون منها والهجمات، أي أن الشعب الفلسطيني ستظل تُنهب أرضه واقتصاده، تحت الذرائع الوهمية، وهذا يؤكد على الخرائط التي أظهرها الرئيس التركي رجب طيب أرد وغان لتحول إسرائيل إلى نهب الأراضي الفلسطينية بشكل مخيف، وذلك الذي أعلنه في القمة الإسلامية بإسطنبول.

إمعان إسرائيل بطرح النظريات والحجج الواهية من أجل إضعاف الاقتصاد الفلسطيني وتدميره، سيحول دائماً الشعب الفلسطيني إلى قنبلة موقوته تنفجر بوجه الإسرائيليين بأشكال مختلفة، وبثورات وانتفاضات وعمليات وصواريخ، وما إلى ذلك، وطالما الاقتصاد الفلسطيني مستمر بهذه الحالة: فإنه لن تنعم إسرائيل بالأمن والسلام، ولاسيما العنوان الأكبر للسلام والهدوء والدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وبدون ذلك ستبقي الخزعبلات الإسرائيلية مكانها، ولن يتحقق السلام العادل والشامل.

التعليقات