حنا: لن تصمت أجراس كنائسنا ولن تنطفئ أنوار الميلاد

رام الله - دنيا الوطن
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا في هذا الموسم الميلادي المبارك نؤكد بأن اعيادنا ستبقى مقصورة على الطابع الروحي والكنسي والانساني والوطني تأكيدا على رفضنا لما يحدث في ارضنا المقدسة من ظلم وقمع واضطهاد لانساننا الفلسطيني ، ان فعاليات اضاءة شجرة عيد الميلاد التي نشهدها في الاونة الاخيرة في عدد من المدن والبلدات الفلسطينية انما هي رسالة من رحاب فلسطين الارض المقدسة بأننا متشبثون بانتماءنا وعراقة وجودنا في هذا الوطن الذي هو وطننا ولن تتمكن اي قوة في هذا العالم من اقتلاعنا وتهميشنا وشطب حقوقنا .

لقد تم اختصار احتفالات اضاءة شجرة عيد الميلاد على كلمات وترانيم دينية ورسالة روحية وانسانية ووطنية نطلقها من رحاب ارضنا المقدسة وهذا ما حدث يوم امس في بيرزيت كما حدث قبلها في القدس وفي غيرها من الاماكن التي اضيئت فيها شجرة الميلاد .

فلنصنع من هذا الحدث مناسبة للتعبير عن انتماءنا لفلسطين ورفضنا للاعلان الامريكي المشؤوم وتضامننا مع اسر الشهداء ورفضنا للسياسات الاحتلالية الغاشمة بحق شعبنا الفلسطيني .

شجرة الميلاد بانوارها ورمزيتها والمشاركة الاسلامية المسيحية في اضائتها انما هي رسالة نطلقها ايضا من رحاب ارضنا المقدسة بأننا كفلسطينيين نحن اقوياء بوحدتنا ولن تتمكن قوى الشر العالمية من النيل من وحدتنا مهما سعوا لبث سمومهم وتحريضهم وتطاولهم واساءاتهم التي نعرف من يغذيها ومن يقف خلفها .

عشية الاحتفالات الميلادية المجيدة نقول لمن يجب ان يعرف ولمن يجب ان يسمع بأن وطننا هو وطن الميلاد وارضنا هي ارض الميلاد والمسيحية في فلسطين ليست بضاعة مستوردة من الغرب ، المسيحية في ديارنا ليست من مخلفات حملات الفرنجة او غيرها من الحملات الاستعمارية التي المت ببلادنا ، نحن مسيحيون ونرفض تسمية " نصارى " ، نحن مسيحيون فلسطينيون ولن نتخلى عن انتماءنا للمسيحية المشرقية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة كما اننا لن نتخلى عن انتماءنا الوطني وتشبثنا بهويتنا الفلسطينية ودفاعنا عن عدالة قضية شعبنا التي هي قضية تجمعنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين.

حذار من اولئك المتربصين بنا وبوحدتنا واخوتنا الوطنية والانسانية في هذه الديار والذين يحروضون على الفتن والكراهية والتطرف والعنصرية وهم يسعون لالهائنا بقضايا هامشية لكي لا نفكر بهواجسنا وهمومنا وتطلعاتنا ودفاعنا عن وطننا وعن القدس المستهدفة في تاريخها وتراثها وهويتها .

ان اعلان ترامب الاخير هو اهانة للمسيحيين كما انه اهانة للمسلمين ويندرج هذا الاعلان المشؤوم في اطار سياسة استهدفت مدينتنا المقدسة منذ سنوات فاولئك الذين يستهدفون مقدساتنا واوقافنا الاسلامية هم ذاتهم الذين يستهدفون اوقافنا المسيحية وهم ذاتهم ايضا الذين خططوا وفتحوا الطريق امام هذا الاعلان الامريكي المشؤوم الذي لن يزيدنا الا ثباتا وصمودا وتمسكا بانتماءنا للقدس ودفاعنا عن هويتها الحقيقية ومقدساتها وكرامة ابنائها .

اقول للمسيحيين الفلسطينيين الذين يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد سواء كان هذا يوم 25 /12 حسب التقويم الغربي او يوم 7/1 حسب التقويم الشرقي اقول لهم جميعا بأن كونوا اقوياء بايمانكم ولا تخافوا ولا تترددوا من ان تدافعوا عن اصالة وجودكم وعن تراثكم الروحي والانساني والوطني ، لا تضعفوا ولا تخافوا امام المتآمرين والمتخاذلين وامام اولئك الذين يسعون لتصفية وجودنا وسرقة اوقافنا وهم في ذلك انما يستهدفون كل شعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته التي هي قضية حق وعدالة ، انها قضية انسان رازح تحت الاحتلال ويحق له ان ينتفض وان يرفض هذا الظلم وان ينادي بأن تتحقق العدالة والحرية والكرامة في هذه الارض المقدسة .

لا تتقوقعوا كما يريد الاعداء لنا ان نكون ، لا تنعزلوا عن هموم وهواجس وتطلعات شعبكم كما تخطط قوى الشر الصهيونية والماسونية الشريرة المتآمرة على الحضور المسيحي في بلادنا والتي تخطط لتصفية قضيتنا الوطنية وهي قضية الشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين.

كونوا ملحا وخميرة لهذه الارض واحبوا بعضكم بعضا لان المحبة هي قوة لنا لكي ندافع عن وجودنا وتاريخنا وتراثنا ولكي نكون صوتا مناديا بالحق والعدالة والدفاع عن شعبنا الفلسطيني المظلوم الذي يحق له ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم .

لن تصمت اجراس كنائسنا ولن تنطفىء انوار ميلاد سيدنا وفادينا ولن يكون المسيحيون في هذه الديار الا دعاة خير وسلام ومحبة وعطاء ، لن نكون الا كسيدنا ومعلمنا وفادينا ومخلصنا الذي اتى الى هذا العالم لكي يقدس البشرية بأسرها وينقلها من حقبة الظلمة والموت الى حقبة النور والبركة والخلاص ، لن نكون اقلية في وطننا بل نحن مكون اساسي من مكونات شعبنا ، لن نحزم امتعتنا ونغادر وطننا كما يريد لنا الاعداء