حنا: شهداؤنا الذين ارتقوا هم رموز النضال الوطني

رام الله - دنيا الوطن
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم السبت بأن شهدائنا الابطال الذين ارتقوا دفاعا عن القدس وهويتها الحقيقية انما هم رموز النضال الوطني والكفاح الفلسطيني من اجل الحرية ، ويحق لشعبنا الفلسطيني أن ينتفض دفاعا عن الحق ودفاعا عن القدس المستباحة والتي يستهدفها الاحتلال بغطاء امريكي وبغطاء من المتآمرين والمتخاذلين الذين هم جزء من المشروع الاستعماري الهادف لتصفية قضيتنا الوطنية .

الفلسطينيون يقدمون شهدائهم ودمائهم وتضحياتهم من اجل القدس وما نتمناه هو ان يتوحد الفلسطينيون بكافة انتماءاتهم وفصائلهم وتياراتهم في هذا الكفاح والنضال الذي سيوصلنا حتما الى ما نصبوا اليه جميعا من حرية واستعادة لحقوقنا السليبة .

ان الاعلان الامريكي المشؤوم لن يمر مر الكرام ولا يوجد هنالك فلسطيني او عربي مسلم او مسيحي عاقل يمكنه ان يقبل بهذا القرار الجائر ، لن يكون هنالك استسلام ورضوخ لهذا الاجراء الامريكي العدائي كما انه لن يكون هنالك استسلام وقبول للسياسات الاحتلالية الغاشمة التي تستهدف مدينة القدس ومقدساتها واوقافها .

البعض تحدث عن صفقة القرن ويبدو ان هذه الصفقة ارادوها ان تكون استسلاما للفلسطينيين وارادوها ان تكون ايضا انتزاعا للقدس من الجسد الفلسطيني ، ارادوها ان تكون تصفية وانهاء للقضية الفلسطينية ولكنهم فشلوا في ذلك ، لن تكون هنالك صفقات على حساب فلسطين وعاصمتها وشعبها وقضيته العادلة ، لن تكون هنالك صفقات على حساب مقدساتنا وهوية مدينة القدس الفلسطينية وتاريخها وطابعها ومقدساتها واوقافها الاسلامية والمسيحية .

ان صفقة القرن المزعومة انما هي مؤامرة غير مسبوقة علينا جميعا ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق ، انها مؤامرة تستهدف المسلمين في مقدساتهم واوقافهم كما انها تستهدف المسيحيين في مقدساتهم واوقافهم وثباتهم وصمودهم في هذه الارض المقدسة ، انها مؤامرة لم تبتدأ مع اعلان ترامب المشبوه وانما ابتدأت منذ سنوات ولكن هذه المؤامرة مآلها الفشل الذريع وستفشل هذه المؤامرة بوعي وحكمة الشعب الفلسطيني المنتفض على الشر والاحتلال والقمع .

يجب علينا جميعا ان نرفض القرار الامريكي الجائر وان نرفض كافة الممارسات والسياسات الاحتلالية التي هدفها هو شطب مدينة القدس من ذاكرتنا وهويتنا وثقافتنا الفلسطينية ، اعداءنا يريدوننا ان ننسى القدس وان نستسلم لما يرسم لمدينتنا ، انهم يريدون ان ينسى المسلمون مدينتهم ويريدون ان ينسى المسيحيون مدينتهم حاضنة اهم مقدساتهم وقبلتهم الاولى والوحيدة .

انها الصهيونية العنصرية والماسونية الشريرة هي التي تحاربنا عبر اذرعتها وادواتها وعملائها ومرتزقتها ، فهم الذين سعوا لتدمير وطننا العربي وتحويلنا الى طوائف وقبائل وملل وعشائر متناحرة فيما بينها ، هم الذين اوجدوا لنا حالة الفتن والتشرذم والتطرف في مجتمعاتنا ، وهم الذين غذوا الارهاب والعنف والكراهية لكي لا تكون البوصلة باتجاه فلسطين وباتجاه القدس بنوع خاص .

الصهيونية العنصرية والماسونية الشريرة عبر اذرعتها وادواتها في هذا الشرق هم اولئك الذين سعوا لكي يتحدث العرب بلغة الانتماء الطائفي والمذهبي وان ينسوا انتماءهم الانساني العربي الذي يجمعنا جميعا في بوتقة واحدة في الدفاع عن قضايا الامة وهمومها وهواجسها وتطلعاتها .

انها مؤامرة ابتدأت منذ سنوات وهدفت الى تفكيك المفكك وتجزئة المجزء ويحق لنا هنا ان نتساءل من هو المستفيد من الدمار الذي حل بسوريا ، من هو المستفيد من الحرب التدميرية التي تستهدف الشعب اليمني الشقيق ، من هو المستفيد من الدمار الشامل الذي حل بليبيا والعراق وغيرها من الاماكن، من هو المستفيد من نشر ثقافة الارهاب والعنف والقتل والكراهية والاحقاد وروح الانتقام في منطقتنا ، ارادوا تدمير ثقافتنا والنيل من قيمنا ومن مبادئنا لكي يتسنى لهم بعدئذ تمرير مشاريعهم الاستعمارية في منطقتنا وخاصة في مدينة القدس .

وقد اتى هذا الاعلان الامريكي المشؤوم قبل ايام لكي يكون ثمرة من ثمار الربيع العربي المزعوم الذي هو في واقعه ربيع اعداء الامة العربية في الارض العربية ، انه ثمرة من ثمار ما وصلنا اليه في مشرقنا العربي من دمار وخراب وتفكك وتشرذم حيث ان الاموال العربية النفطية تدفع بغزارة على هذا المشروع الذين يستهدف الوطن العربي واستهداف الوطن العربي هو استهداف لقضيته الاولى قضية فلسطين .

لن يكون هنالك ربيع عربي بدون حرية الشعب الفلسطيني ، لن يكون هنالك ربيع عربي مع بقاء القدس محاصرة ومستهدفة ومهددة وجريحة ومصلوبة كسيدها ، لن يكون هنالك ربيع عربي مع بقاء هذا الاستعمار والاحتلال الذي يستهدفنا في ثقافتنا وفي هويتنا وفي انتماءنا لهذه الارض ، انه يستهدف المسيحيين والمسلمين ويستهدف القدس وتاريخها وتراثها وهويتها.