حنا: القدس مدينتنا وعاصمتنا وحاضنة مقدساتنا وتراثنا

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في بيت لحم حيث استقبلهم في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم لمدينة القدس .

وضع سيادة المطران الوفد في صورة ما يحدث في مدينتنا المقدسة من استهداف يطال مقدساتنا واوقافنا وابناء شعبنا وقد اتى اعلان الرئيس الامريكي الاخير بمثابة تطاول على شعبنا وعلى حقوقنا وانتماءنا لهذه المدينة المقدسة .

الرئيس الامريكي اعطى ما لا يملك الى من لا يستحق وهو بذلك انما اماط اللثام عن الوجه الحقيقي لامريكا والذي كان منحازا بشكل دائم لسياسات الاحتلال وممارساته .

لقد استفزنا بشكل كبير ظهور الرئيس الامريكي في هذه المسرحية الكوميدية وبالقرب من شجرة عيد الميلاد حيث اعلن ما اعلنه بطريقة استفزازية مسيئة لمشاعرنا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين كما انها مسيئة لامتنا العربية ولكافة احرار العالم مناصري القضية الفلسطينية .

ان التيار السياسي الذي ينتمي اليه ترامب هو تيار متصهين وهؤلاء يدعون انتماءهم للمسيحية الانجيلية ولكن المسيحية براء منهم ومن افعالهم ومواقفهم .

لقد وقف الرئيس ترامب بالقرب من شجرة عيد الميلاد واساء لرسالة الميلاد وللرسالة التي اتى بها صاحب العيد الذي تجسد وولد واتى الى هذا العالم لكي ينشر قيم المحبة والرحمة والتفاني في خدمة الانسانية .

ان هنالك كنائس انجيلية في الولايات المتحدة التي اعلنت رفضها وتنديدها بما صدر عن الرئيس الامريكي كما ان الكنائس المسيحية كلها في الولايات المتحدة الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية نددت بهذا الاعلان الامريكي الذي لا يساعد من اجل تحقيق العدالة والسلام في هذه الارض المقدسة .

هنالك اجماع في عالمنا لدى المرجعيات الروحية المسيحية على رفض هذا الاعلان الامريكي المشؤوم ، فقد اعلنت الكنائس الارثوذكسية في منطقتنا عن رفضنا لهذا القرار وكذلك الكنائس الكاثوليكية والانجيلية لاننا نعتقد بأن مدينة القدس هي مدينتنا وعاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا ولا يجوز القبول بمواقف هادفة لطمس معالم مدينتنا وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها .

اذا ما ظن الرئيس ترامب انه يتحدث باسم المسيحية الانجيلية فهو مخطىء لان ما قاله يتناقض والقيم المسيحية الانجيلية والرسالة المسيحية الحقة في عالمنا .

ان التيار السياسي الذي ينتمي اليه ترامب يتخذ من المسيحية شعارا له ولكنهم في واقعهم هم ليسوا مسيحيين بل دكاكين مسخرة في خدمة المشروع الاستعماري الصهيوني في منطقتنا .

نقول لابناء رعيتنا الارثوذكسية ولكافة الكنائس الاخرى الموجودة في بلادنا بأننا يجب ان نكون معا وسويا في حالة محبة واخوة وتواصل وتعاون لكي ندافع عن وجودنا وانتماءنا وعراقة تاريخنا في هذه الارض المقدسة .

المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من الغرب بل هي رسالة انطلقت من بلادنا وقد اتيتم من مدينة الميلاد لكي تتضامنوا مع القدس ولكي نؤكد معا وسويا بأن المسيحيين الفلسطينيين ابناء هذه الارض المقدسة لن يكون انحيازهم الا للحق والعدالة ولقضية شعبهم الفلسطيني التي هي قضية تجمعنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين .

لقد اعلنت كنائس بلادنا الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية عن رفضها للقرار الامريكي ونحن بدورنا نؤكد بأن المسيحيين الفلسطينيين ينتمون لوطنهم ويدافعون عن قضية شعبهم وهم يفتخرون بانتماءهم للكنيسة الاولى التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة كما انهم يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني .

على الصعيد المسيحي المحلي يجب ان يزداد التعاون بين كنائسنا ، ان التعاون بين الكنائس المسيحية في بلادنا يجب ان يتواصل وان يستمر بعيدا عن الاقتناص والاحتواء ، فالمحبة يجب ان تكون شعارنا وكيف يمكننا ان نبشر بالمحبة وان ننادي بها اذا لم نمارسها مع بعضنا البعض لكي ندافع عن حضورنا المهدد والمستباح في هذه الارض المقدسة .

اذكركم بأن هنالك استهدافا غير مسبوق لاوقافنا المسيحية واستهداف الاوقاف المسيحية انما يندرج في اطار التآمر على القدس ويبدو ان هذه هي صفقة القرن التي كانوا يتحدثون عنها ، ارادوا ابتلاع كل شيء في القدس وارادوا ان يكون الفلسطينيون في حالة استسلام وضعف وتراجع ولكن هذا لن يحدث فلن تكون هنالك صفقات على حساب حقوق شعبنا ، القدس مدينتنا وعاصمتنا وحاضنة مقدساتنا وتراثنا الانساني والروحي ، فلا قضية فلسطينية بدون القدس ولا دولة فلسطينية بدون القدس فالقدس هي لب القضية ومن واجبنا جميعا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ان ندافع عن القدس وان نرفض كافة المؤامرات التي تستهدف مدينتنا المقدسة وهويتها العربية الفلسطينية .