أرض الأحلام

أرض الأحلام
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

حتي وقت قريب، كانت أمريكا تسمى بأرض الأحلام للعالم أجمع للباحثين عن فرصة معنوية أو مالية وحياة أفضل، ولكن أرض الأحلام تحولت إلى أرض الخوف، منذ تولي الرئيس الأمريكي ترامب، الذي أصبح يضيق على الجاليات العربية والإسلامية داخل أمريكا، بحجة الإرهاب، ويضيق على العالم العربي والإسلامي والعالم كله.

ويريد نهب أموال العرب بأي شكل من الأشكال، كي تستحوذ عليها أمريكا ولم يكتفِ بهذا، بل التف على الموضوع الفلسطيني محاولاً العبث به، معلناً أن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة إسرائيل، وقرر نقل السفارة الأمريكية من تل بيب إلى القدس، مما أثار سخط العالمين العربي والإسلامي والعالم كله، لدرجة أن برلمان الاتحاد الأوروبي، اجتمع بالأمس، وندد تنديداً شديداً بخطوة ترامب، واعتبرها خطوة حمقاء جنونية، إلا أن ترامب ترك المشكلة الرئيسية، وذهب يجري يبحث عن بنغالي حاول تفجير نفسه بنيويورك، ليعلن أنه تقرر التضيق على المهاجرين إلى أمريكا.

وقبل ذلك، قال أحد أعمدة الجالية الإسلامية بأمريكا لقناة العربية (الحدث) بأن أمريكا تحولت من أرض الأحلام إلى أرض الخوف بفعل سياسات ترامب العنصرية، وهاهم قادة العالم الإسلامي بالعالم كله، يجتمعون باسطنبول لاتخاذ الخطوات اللازمة ضد أمريكا وترامب، وبهذا جعل ترامب العالم الإسلامي كله يتخذ موقف العداء ضد أمريكا.

إن أمريكا دولة متنوعة الأعراق والأصول منذ الستينات، وحارب كثيرون من أجل إلغاء العنصرية، وتحقيق المساواة بين السود والبيض والأديان المختلفة بعد أن كانت حكراً على البيض والمسيحية، وبعد أن تحقق للشعب الأمريكي ما يريد من مساواة داخل أمريكا أراد ترامب أن يعيد الكرة إلى الوراء بعشرات السنين، وأن يعيدها من أرض الأحلام إلى حلم مارتن لوثر كنج، الذي تمنى أن تصبح أمريكا دولة مساواة، بعد أن تحقق حلم مارتن لوثر كنج في عهد الرئيس الأمريكي أوباما، ولكن حلم العرب والمسلمين بتحقيق المساواة بالعالم خارج الولايات المتحدة لم يتحقق، بما أن أمريكا أكبر وأقوى دولة بالعالم، وقادرة على تحقيق الحرية للشعوب.

لم تنجح أمريكا حتى الآن بتحقيق الديمقراطية والحرية والمساواة خارج حدودها بالعالم رغم أنها قادرة على تحقيق ذلك، وجيرت هذه القضية لمصالحها، كما وصف الاتحاد الأوروبي بالأمس، ترامب برجل امبريالي في إعلانه عن السفارة الأمريكية بالقدس بل إن الاتحاد الأوروبي ألمح بالأمس إلى أن أمريكا لم تعد شريكاً نزيهاً بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويجب أن تحل أوروبا محل أمريكا بتسوية الصراع. 

حتي إن المقاطعة العربية الاقتصادية التي يمكن أن تمارس ضغطاً على الرئيس ترامب من أجل التراجع عن قرارته الجائرة بحق الشعب الفلسطيني، لن تجدي نفعاً هذه المرة لأن بعض الدول العربية، دفعت لأمريكا سلفاً ما يمكن أن تخسره أمريكا بفعل المقاطعة، وبالتالي أي وسيلة ضغط سوف يشكلها العرب على أمريكا بعد أن دُفع هذا المبلغ المخيف وتضرر مطاعم (ماكدونالز) لن يجبر ترامب على إعادة النظر بقراره، بعد أن حصلت أمريكا من العرب على ما يزيد عن خمسمائة مليار دولار، سبقت قرار ترامب، قيمة صفقات أسلحة وغيرها.

التعليقات