محللون: اتصال سليماني مرحلة جديدة للمقاومة.. وقرار الحرب والسلم بيد الرئيس

محللون: اتصال سليماني مرحلة جديدة للمقاومة.. وقرار الحرب والسلم بيد الرئيس
المقاومة الفلسطينية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير
في ظل توتر الساحة الفلسطينية، والكثير من التنبؤات بحرب قادمة للمنطقة، جاء اتصال مفاجئ من اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني لقيادة المقاومة الفلسطينية، أعرب خلاله عن استعداد بلاده لتقديم الدعم الشامل لقوات المقاومة الفلسطينية، ليخلط الأوراق مرة أخرى.

فقد تباحث سليماني مع قيادتَيْ كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بشأن جهوزية قوات المقاومة الفلسطينية، وأن طهران تقدم دعمها الكامل والشامل لقوى المقاومة.

ولتفسير الوضع الفلسطيني في المستقبل القريب، ولمعرفة ما وراء هذا الاتصال المفاجئ، تواصلت "دنيا الوطن" مع الكاتب الدكتور إبراهيم أبراش، والكاتب السياسي المقرب من حركة حماس مصطفى الصواف، والباحث الفلسطيني الدكتور وليد القططي.

قال الكتاب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش، القرار الأمريكي بإعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، قد أربك الدول العربية والإسلامية، بقدر ما أربك الفلسطينيين، ووضعهم في موقف كاشف بحقيقة مواقفهم من فلسطين والقدس.

وأضاف د. أبراش: "إيران بقيت صامته لعدة أيام بعد القرار، برغم أنها أكثر الدول حديثاً عن فلسطين وعن القدس، ثم خرج علينا حزب الله؛ ليتحدث بلسان إيران ثم جاء اتصال سليماني، ليبقى السؤال هل هي دعوة لعمل عسكري في فلسطين؟ وإذا ما قامت انتفاضة مسلحة ضد إسرائيل، هل ستتدخل إيران وحزب الله بالمعركة، أم سيبقى دعمهم من خلال المال، ويتركون الشعب الفلسطيني وحده أمام الاحتلال؟".

وعن الحرب، أوضح أن الكل الفلسطيني بإنتظار موقف رسمي من القيادة الفلسطينية، حيث كان يفترض أن يكون هناك اجتماع للجنة التفيذية وللجان المقاومة، ولكن تم تأجيل هذا الاجتماع، والرئيس ذهب في زيارة للأردن ثم مصر ثم اسطنبول لحضور المؤتمر الإسلامي، والكل ينتظر الآن الرد الفلسطيني.

وتمم د. أبراش "طبيعة القرارات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية، هي التي إما ستؤجج الشارع الفلسطيني، وتؤدي إلى قيام انتفاضة وتقلب الطاولة من خلال تجاوز السلطة، وتجاوز التنسيق الأمني، أو تهداً الأمور، وفي جميع الحالات موقف السلطة لن يكون بالموقف القوي، نظراً للضغوط التي تمارس عليها وعلاقاتها مع دول الجوار، وبنية القيادة الفلسطينية غير مؤهلة؛ لتكون قيادة مقاومة وانتفاضة، بالنهاية الشارع ينتظر عودة الرئيس".

وأردف أن الشارع الفلسطيني، سيظل في حالة حراك، لا نعلم إلى أين سيؤدي، قد يحدث انزلاق إما بسبب قصف إسرائيلي يصيب أعداد كبيرة من المواطنيين، أو صاروخ للمقاومة يصيب إسرائيليين، وهذا سيؤدي إلى تدهور الأوضاع، وبالتالي سيسبب حالة من الإحراج لدول الجوار، وخصوصا من تشارك منها في "صفقة القرن".

 فيما أشار إلى أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالنسبة للقدس هو انقلاب في  السياسة الأمريكية، وفي مرجعيات عملية التسوية، وهو لا يمس الفلسطينيين فقط بل يعتبر إهانة لكل المسلمين والعرب لأن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي مقدسة لمليار ونصف مليار مسلم، وهذا الأمر يتطلب رداً من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، مستدركاً أن العرب لا يمكن المراهنة عليهم كثيراً.

في سياق متصل، أكد الباحث الفلسطيني الدكتور وليد القططي، أن محور المقاومة قد انتعش بعد أزمة الربيع العربي، وأن هذا المحور يعيد ترميم نفسة الآن ويعيد ترتيب الأوراق من جديد بعد حسم الصراع في سوريا والعراق، وكأن خطاب حسن نصر الله بالأمس يعلن بداية جديدة لمحور المقاومة.

وأضاف القططي: "اتصال سليماني بالمقاومة الفلسطينية، يشير إلى أن هناك مرحلة جديدة من المقاومة، وإعادة لترتيب الأوراق في المنطقة بعد فشل المشاريع المقابلة للمقاومة".

فيما أشار إلى أن الحرب متوقعة في أي وقت، مردفاً أن المقاومة في هذه اللحظة لا ترغب في حرب، نظراً لان فلسطين تعيش هبة لها طابع شعبي، وليس طابعاً حربياً أو عسكرياً، وبالتالي الانتقال إلى حرب في الوقت الحالي لا يخدم النضال الفلسطيني، ولكن لو فرضت الحرب فالمقاومة ستكون جاهزة بالتأكيد، على حد قوله.

وشدد على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا علاقة له بالصراع الإقليمي بين السعودية وإيران، ولا يوجد قوة متكافئة بين المقاومة والعدو، بل هو دفاع عن النفس ضد عدوان.

وفي ذات السياق، قال المحلل السياسي الأستاذ مصطفى الصواف: إن التأكيدات الإيرانية على دعم المقاومة الفلسطينية، هي نوع من أنواع التوافق على أن الاحتلال الإسرائيلي هو عدو للجميع، مؤكداً أن هذا الاتصال جاء للتأكيد على أن الشعب الإيراني، سيقف مع المقاومة الفلسطينية ضد أي عدوان إسرائيلي مُحتمل سواء أكان في الضفة الغربية أو قطاع غزة، مستدركاً أن الاتصال لا يعني مشاركة إيران في التصدي لأي عدوان إسرائيلي، ولكن تأكيداً على أن إيران ستقف مع المقاومة من خلال مدها سواء بالمال أو بالسلاح.

فيما أكد على أن توقيت التواصل الإيراني مناسب جداً، وهو بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفاً: "في المرحلة الحالية قد تستمر المقاومة بالمظاهرات والأدوات البسيطة المستخدمة من قبل الشعب الفلسطيني، وإن حدث هناك تطورات بالتأكيد سيكون للعمل العسكري دور سواء أكان في غزة أو بالضفة الغربية".

وشدد الصواف على أن المقاومة الفلسطينية تمد يدها لكل من يقدم دعماً لها وللشعب الفلسطيني، ولكل بغض النظر أين هو وما هي صفته؟ متمماً: "لا أعتقد أن المقاومة الفلسطينية تتبع أي إرادة غير إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة المقاومة، ولا تضع السعودية أو حتى إيران في حساباتها عند اتخاذ القرار".

التعليقات