ندوة في مجلس الشيوخ الفرنسي في ذكرى مئوية وعد بلفور

ندوة في مجلس الشيوخ الفرنسي في ذكرى مئوية وعد بلفور
رام الله - دنيا الوطن
بدعوة من جمعية "لجنة المراقبة لسلام حقيقي في الشرق الأوسط"، وتحت عنوان "إنكار فلسطين: مئة عام على وعد بلفور" التأمت في قاعة مجلس الشيوخ الفرنسي ندوة حاشدة حضرها عدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب وعدد من الشخصيات السياسية الفرنسية بالاضافة الى حشد من المتضامنين الفرنسيين مع الشعب الفلسطيني.

والقى سفير فلسطين في فرنسا، سلمان الهرفي، كلمة في افتتاح الندوة شرح فيها الأبعاد الخطرة لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل السفارة الأمريكية إليها، محيياً في ذات الوقت الاجماع الدولي الرسمي والشعبي برفض هذا القرار وإدانته لتبدو بذلك الولايات المتحدة معزولة تماماً في هذا الموقف حتى من أقرب حلفائها.

واعتبر الهرفي أن الرد الدولي الطبيعي على هذه الخطوة هو باتخاذ المؤسسات والهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة مواقف جادة وحازمة تلجم هذا العدوان الصريح على حقوق الشعب الفلسطيني المكفولة بعشرات القرارات الدولية سواء من مجلس الأمن الدولي أو من الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما حيا الهرفي الموقف الفرنسي المسؤول والذي عارض قرار ترامب مؤكداً على ان فرنسا بما تعنيه من مبادئ عليا واحترام لحقوق الإنسان والشعوب في تقرير مصيرها لن يكون بوسعها سوى ان تكون وفية لهذه المبادئ التي أسست لها وساهمت في نشرها على المستوى العالمي. وطالب الهرفي فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين اعترافاً جماعياً رداً على الخطوة الأمريكية الخطيرة.

واعتبر الهرفي أن الولايات المتحدة دولة ذات سيادة ومن حق رئيسها او كونغرسها أو مؤسساتها اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة لكن دون أن تتعدى على حقوق الآخرين ولا أن تلعب المزور للتاريخ والجغرافيا أو أن تقرر شرعنة احتلال لا احد في هذا العالم يعترف بشرعيته.

وأكد الهرفي أن القيادة الفلسطينية عازمة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز المصالحة الداخلية، أولاً لحاجة الشعب الفلسطيني لها، ولتعزيز الموقف الداخلي، ولمواجهة العدوان الاسرائيلي على أرضنا وعلى مقدساتنا ولمواجهة القرار الأمريكي الاخير مؤكداً أن المصالحة أصبحت حاجة ملحة جداً في الظرف الراهن.

وختم الهرفي كلمته مؤكداً أن قرار ترامب هو حلقة اضافية في سلسلة المؤامرات على الشعب الفلسطيني والتي بدأت منذ وعد بلفور قبل مئة عام، هذه المؤامرات التي لم تزد الشعب الفلسطيني الا عزيمة واصراراً على التمسك بأرضه وبهويته وبنضاله حتى تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة.

وتحدث في الندوة عدد من المتداخلين بينهم المفكران الفرنسيان آلان غريش ودومنيك فيدال، والباحث لودفيك ميرجين والسيدة نداء عوض من جامعة القدس والمتخصصة في علم النفس وداد كوشن زبيب، وتوما فيسكوفي الباحث في التاريخ المعاصر والمتخصص في المجتمع الاسرائيلي وعلاقته بالمجتمع الفلسطيني. والاستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة لوفان خضر بشارة والسيدة فيرونيك دو كيسير النائبة الاوروبية السابقة، والباحث في التاريخ بيرنار رافنيل وبيير ستامبول نائب رئيس الاتحاد اليهودي الفرنسي للسلام والسيد جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست ورئيس القائمة المشتركة بالنيابة.

التعليقات