اليمن وسوريا تتضامنان مع القدس

اليمن وسوريا تتضامنان مع القدس
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

يقول بنيامين نتنياهو في كتابه (مكان تحت الشمس): إنه ترددت دعاية عربية منذ سنوات طويلة تقول: لو قامت إسرائيل باحتلال عاصمة عربية، سيقوم الوطن العربي على قدم واحدة وساق لمهاجمة إسرائيل .

ويواصل نتنياهو حديثه ويقول: لكن إسرائيل قامت باحتلال بيروت، ولم يحدث ما تحدث عنه العرب طويلاً، ولكن نتنياهو لم يكمل بقيه الحديث، ولم يأتِ على ذكر المجزرة الرهيبة التي ارتكبها شارون مجزرة صبرا وشاتيلا، وأن العالم العربي لم يتحرك كما يجب وقتها، وجاء رد الفعل العربي متأخراً كالعادة، ولكن المثير أن الشعب الإسرائيلي استنكر مجزرة صبرا وشاتيلا، من خلال تظاهرة ضمت ما يزيد عن 800 ألف متظاهر بتل أبيب، وهي أكبر مظاهرة بإسرائيل، ولم تخرج أي مظاهرة مثلها في أي دولة عربية.

وبعيداً عن بقية تفاصيل احتلال بيروت، وسقوط شارون سياسياً بسبب هذا الفعل الذي أقدم عليه ودفعه للثمن داخل إسرائيل لسنوات طويلة بسب احتلال إسرائيل، وبقي احتلال بيروت ومجزرة صبرة وشاتيلا يتفاعلان مثل كرة الثلج المتدحرجة، وتشكل وخزاً كبيراً في الضمير العربي.

ونهضت ونهض العرب نهضة كبيرة عسكرية بلبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، وأغرقوا إسرائيل لاحقاً بالصواريخ، وأصبحت إسرائيل كلها في مرمي الهدف لحزب الله والمقاومة الفلسطينية بغزة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية، وكتائب شهداء الأقصى، ومنذ بداية عهد الرئيس الأمريكي أوباما، أراد تطبيق الشرق الأوسط الجديد على دول العربية فقط، فأشعل ثورات الربيع العربي في الوطن العربي، بهدف تدمير أي قدرات عربية تواجه إسرائيل. 

والآن.. أراد الرئيس الأمريكي ترامب، أن يجعل إسرائيل تقطف أول ثمار ربيع أوباما بعد أن ظن أن العالم العربي انهار، ولن تقم لهم قائمة فأعلن عن نقل السفارة الأمريكية من تل بيب إلى القدس، ظناً منه أن هذه الخطوة ستمر مرور الكرام، متحدياً الشعب الفلسطيني والشعب الأردني والشعوب العربية والإسلامية كافة.

صحيح أن وضع الدول العربية في معظمه شبه منهار، ولم يعد هناك ما يخيف إسرائيل مثل سوريا أو مصر أو الجزائر ودول الخليج أيضاً، ولكن المثير جداً أن سوريا شبه المدمرة التي يعيش شعبها بين الأنقاض، خرج بمظاهرات تأييد للقدس من مدينة حلب المدمرة، وفي الوقت نفسه خرجت مظاهرات أيضاً في اليمن ضد قرار رئيس أمريكا، رغم الدمار والمجاعة الذي يعيشها الشعب اليمني، فكيف نهضت هذه الشعوب من بين الركام؛ لتقول لا لقرار الرئيس الأمريكي رونالد ترامب، وهذا يدل على أن هذا أول الغيث وأول قطرة، خرجت من بين الركام والدمار والمجاعات في سوريا واليمن. 

وهذا يعني أن كرة الثلج تتدحرج، وقد تتطور عسكرياً لتجد إسرائيل نفسها في مواجهة عسكرية مخيفة أمام حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وعندها سيندم ترامب أشد الندم؛ لأنه أدخل إسرائيل في أتون حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر.

التعليقات