المؤتمر الشعبي العربي

المؤتمر الشعبي العربي
نبض الحياة 

المؤتمر الشعبي العربي 

عمر حلمي الغول 

توافق عقد المؤتمر الشعبي العربي في تونس الخضراء في مدينة الحمامات يوم أمس السبت الموافق ال9 من ديسمبر الحالي مع إشتعال هبة القدس الجديدة  يوم الأربعاء الماضي ردا على قرار الرئيس ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وإصدار التوجيهات لوزارة الخارجية بنقل السفارة. وهو ما يشير إلى تناغم الصدفة والضرورة في العلاقة العميقة بين الحدثين، وجدلية الروابط بين الوطني والقومي، بين القدس وفلسطين وعمقها القومي العربي، ولتؤكد على أن قضية فلسطين، رغم التراجع النسبي في مكانتها في اوساط القوى الرسمية العربية، إلآ انها مازالت تحتل مكانتها وأولويتها في الأجندة الجماهيرية الشعبية العربية وقواها ونخبها السياسية الوطنية والقومية.  

المؤتمر الشعبي العربي، هو مؤتمر قومي عربي ضم في صفوفه أشقاء عرب من مختلف الأقطار الشقيقة. وتم الإعداد والتنفيذ والتمويل للمؤتمر إعتمادا على الذات، على الأعضاء والقوى، فضلا عن دعم كل من العراق وفلسطين. أضف إلى ان اهمية المؤتمر كونه يعقد دون وصاية من أية قوى رسمية عربية أو إقليمية أو دولية، وبهدف إستنهاض الحالة الوطنية والقومية والديمقراطية في مختلف الساحات العربية من كافة التيارات والإتجاهات والمشارب العربية للنهوض بدور ومكانة الأمة العربية ككل، وإعادة طرح مشروعها القومي التنويري في مواجهة المشاريع المطروحة والموجودة في الإقليم مثل المشروع الصهيوني، والمشروع الفارسي، والمشروع التركي، وجميعها بغض النظر عن التباينات الموجودة بينها، فإنها تتوافق على طمس المشروع القومي العربي، والحؤول دون نهوضه وتطوره، وتتشارك مع الولايات المتحدة الأميركية وكل من لف لفها ويسير في ركبها على قتل الروح القومية العربية. 

المؤتمر الشعبي العربي، مؤتمر قومي من طراز جديد، هاجسه الوحيد بعث الروح في جسد الأمة وقواها الحية المؤمنة بالقومية العربية كحاضنة لمصالح الجماهير العربية في دول العالم العربي، والمعبرة عن أحلامها وطموحاتها، والحاملة لمشاريعها الوطنية والقومية على أرضية الديمقراطية والتعددية السياسية وخلق شروط التنمية المستدامة، وترسيج عملية التكامل بين الشعوب والدول الشقيقة في مختلف مياادين الحياة للتصدي لكل القوى ألتي تستهدف الأمة وشعوبها وثرواتها وطاقاتها وكفاءاتها.

تميز المؤتمر بتبني كل قضايا الجماهير الشعبية العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين، وعاصمتها الأبدية القدس، حيث تبنى المؤتمر الإقتراح الذي تقدم به أحد ألإخوة بإطلاق إسم القدس على الدورة الأولى له، كما ان رئيس اللجنة التحضيرية إقترح رئيسا للمؤتمر سماحة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، كما كان كلمة في الجلسة الإفتتاحية للرئيس ابو مازن، القاها الأخ روحي فتوح، أضف إلى ان من توصياته إعتماد القدس عاصمة سياسية للعرب جمعا ردا على قرار ترامب المشؤوم، وليس التأكيد على أنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين فقط. 

مما لا شك فيه، ان المؤتمر سيشكل نقلة وعية جديدة في مسيرة الكفاح العربي، حيث سيكون رافعة هامة من روافع النضال القومي العربي، وردا على كل المؤتمرات التي تعقد تحت يافطة القومية، وهي مستباحة من قبل قوى لا تمت للقومية بصلة، لا بل أنها تعمل على تبديد المصالح القومية، وإختطاف بلدانها وشعوبها، فضلا عن المشروع الصهيوني الأميركي، الذي عمل على مدار القرن الماضي على تمزيق وحدة شعوب الأمة، ونهب ثرواتها، ونفي كفاءاتها لدول العالم الغربي، وتجهيل شعوبها، والحؤول دون نهضتها تحت أي مسمى.

ولا يسع المرء وهو يشارك في اعمال المؤتمر إلآ ان يكون على مستوى الطموحات والغايات المرجوة ليكون بداية الرد الحقيقي على الهجمة الصهيونية الأميركية ومن لف لفها من عرب وعجم، وخطوة متقدمة للامام في بناء ركائز المشروع النهضوي القومي الديمقراطي العربي. 

[email protected]

[email protected]          

التعليقات