رعاية الطفولة تبحث تاثير وسائل الاعلام الحديثة على شخصية الطفل

رام الله - دنيا الوطن - نادية البياتي
نظمت هيئة رعاية الطفولة التي يترأسها وزير العمل والشؤون الاجتماعية المهندس محمد شياع السوداني ندوة علمية عن (تاثير وسائل الاعلام الحديثة على شخصية الطفل)، يوم الاثنين الموافق 4/12/2017  بمشاركة مجموعة من موظفي دوائر الوزارة.

وتضمنت الندوة محاضرة القيت من قبل استاذة قسم الارشاد النفسي في كلية التربية/ الجامعة المستنصرية الدكتورة ابتسام سعدون محمد النوري، بينت من خلالها أن وسائل الإعلام أدت إلى تعدد الأطراف التي تشترك في تشكيل الناشئة، بعد أن كانت حكراً على الأسرة ومن ثمَّ المدرسة، بل إن هذه الوسائل ربما فاقت أثر الأسرة والمدرسة، وخاصة انهم يقضون أمام التلفزيون والاجهزة الحديثة كالاي باد والحاسبات وقتاً يعادل الوقت الذي يقضونه في المدرسة، مما يؤدي الى آثارٍ خطيرة على الطفل.

واضافت ان للتقنية دائماً نوعين من الآثار، إيجابية وسلبية، ومن يدافع عن آثار وسائل الاتصال الحديثة الإيجابية على شخصية الطفل يرون أنها تنمي الجانب الاجتماعي لدى الطفل بمشاركة الآخرين وتبادل أطراف الحديث معهم، وتصقل وجدانه وأحاسيسه وتدرب حواسه منذ صغره على الإصغاء والمتابعة والربط والتحليل، كما توسع خبرات الطفل كمصدر من مصادر المعرفة التي تمده بالقيم المعرفية والسلوكية وتنقل له الثقافة والمعرفة، وتنمي الملكات العقلية والفكرية لدى الطفل وتشبع لديه حب الاستطلاع من خلال البرامج الثقافية.

أما عن الآثار السلبية فقد اوضحت النوري انها تؤثر على الجانب الجسمي والعقلي، لافتة الى ان جلوسهم أمامها لساعات طويلة قد يهدد صحتهم البدنية والعقلية ويؤثر على حواسهم البصرية والسمعية ويحد من حركتهم، وهي تقتل وقتهم وتبعدهم عن من حولهم فتؤثر عليهم اجتماعياً، ومن جهة أخرى قد تدفعهم إلى المحاكاة والتقليد والتحلل من القيم وتؤثرعلى لغته العربية ومفرداته اللغوية وقيمه المجتمعية الأصيلة، وتؤثر على جانبهم النفسي بتنمية الميل للعنف والخوف والجريمة والجنس والانحراف لديهم، وتتدخل في توجهاتهم الثقافية وما يتلقونه من عقائد وأفكار وأخلاق، وتضعف الوازع الديني لديهم.

واشارت الى انها تناولت العنف الاعلامي ودلالاته النفسية عند تلاميذ المرحلة الابتدائية عن طريق رسوماتهم من خلال دراسة قامت بها، إذ  عرضت المحاضرة نتائج دراستها التي اجريت على تلاميذ الدراسة الابتدائية  للمرحلة العمرية من  10 - 11 عاما في بغداد، لافتة الى ان عينة البحث شملت (120) تلميذا بواقع 60 تلميذاً و60 تلميذة من صفي الخامس والسادس الابتدائي، إذ تم تحليل رسومات التلاميذ من قبل خبراء في هذا المجال  باستخدام عدد من الادوات التحليلية.

وشهدت الندوة تفاعلا كبيرا من قبل المشاركين من خلال الاسئلة والنقاشات التي ركزت على المؤثرات واساليب التعامل التي تترك اثارها على بناء شخصية الطفل.

واختتمت الندوة بعرض جملة من التوصيات من اهمها، ان تولي الاسرة مادة التربية الفنية اهتماما كبيرا لان من شانها ان تساعد على اكتشاف المشاكل النفسية التي يتعرض لها الاطفال من خلال تحليل رسوماتهم، والعمل على اشراكهم بنشاطات متعددة، وإعطاء فرصة للاطفال للتعبير عن افكارهم، وقيام الاهل بتنظيم ومراقبة ومشاركة الاطفال في تعاملهم مع وسائل الإعلام.

التعليقات