اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح

اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح
رئيس التحرير عبد الله عيسى
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير
من يحكم اليمن أي كان ولو لأسبوع واحد، يحتاج أن يحصل على وسام تكريم، كونه فعل شيئاً لا يستطيع أحد فعله كما هو الحال في العراق وسوريا الآن وليبيا، وقد كشفت السنوات الأخيرة في هذه الدول عن موضوع أمني واجتماعي لا يحتمل، فكيف برجل مثل الرئيس علي عبد الله صالح، الذي حكم اليمن لمدة تزيد عن ثلاثين عاماً بفسيفساء سياسية وعسكرية من ضمنها جماعة الحوثيين الذين قتلوه على قارعة الطريق، لمجرد أنه أراد أن يعود إلى علاقاته الطيبة مع السعودية والإمارات، فكان قرار السعودية بطيئاً لدرجة الخذلان.

وكان يفترض أن تتلقف هذه الفرصة والرجل حي، فتقوم بتعزيز وجوده في اليمن من خلال سلاح الجو التابع لقوات (إعادة الأمل)، لكن التردد قتل الرئيس صالح، حتى تحول لقمة سائغة في يد جماعة الحوثيين، وستحتاج قوات (إعادة الأمل) لسنوات حتى تجد فرصة كالفرصة التي وضعها بين يديهم الرئيس صالح، وتحتاج الأمور لحرب طاحنة جداً مع الحوثيين وأتباعهم سواء إيران أو غيرها.

بالأمس تحدث لواء عسكري مساعد وزير الدفاع اليمني على قناة (on life) وطالب قوات (إعادة الأمل) بإغلاق ميناء الحديدة لأنه المتنفس الوحيد لجماعة الحوثيين، وقال ما دام هذا الميناء مفتوحاً فيصل جماعة الحوثي السلاح الإيراني بانتظام، وهو مصدر كل شر في اليمن.

وتحدث اللواء اليمني بنفس الإطار عن التردد اليمني في نجدة صالح، هذا التردد أدى إلى مقتله.

صحيح أن صالح كان داهية من دواهي الزمان، لكنه أصبح محاصراً، وكان يتحرك في كيلو متر واحد في صنعاء، وقد أخفى تحركاته عن الجميع، وأذكر خلال انتفاضة الأقصى أنه طالب دول المواجهة مثل مصر وسوريا والأردن، أن يمنحوا المتطوعين العرب قطعة أرض تخصص للمتطوعين، وتنطلق منها العمليات الفدائية ضد إسرائيل.

وبعد انتهاء القمة العربية، سأله الرئيس مبارك وقال له: هل جننت يا رجل، ما الذي تطلبه، إنك تريد أن تشتعل حرب بين الدول العربية وإسرائيل، فرد عليه قائلاً: وهل صدّقت هذا الكلام؟ هذا الكلام للإعلام، مناورات ومبادرات كثيرة قام بها صالح، واستطاع أن يحتوي كل القبائل في اليمن، ويضعها تحت جناحه حتى سيطر سيطرة كاملة لمدة 30 عاماً على اليمن، وحوّل الحوثيين أنفسهم إلى أناس مطاردين في اليمن تلاحقهم القوات من مكان لآخر، تقاتلهم حتى قتل قائدهم، وهذا ما جعل قائد الحوثيين يظهر الآن، ويعلن شماته من مقتل صالح، ويقول: إنه يوم تاريخي واستثنائي.

حتى إن الرئيس اليمني الحالي، لم يستطع التحرك لنجدة علي صالح، وكان يريد موافقة دول كثيرة حتى يقوم بذلك، مما يعني أن تحرك الرئيس اليمني بعد ذلك ضد الحوثيين، سيحتاج إلى جهد كبير وحرب طاحنة، وايران تتربص وتشحن أسلحتها من ميناء الحديدة لنجدة الحوثيين، فهي فرصة لا تعوض بالنسبة لإيران.

التعليقات