غزة: بعدما طرق جميع الأبواب للحصول على وظيفة.. هذا مافعله شاب يائس؟

غزة: بعدما طرق جميع الأبواب للحصول على وظيفة.. هذا مافعله شاب يائس؟
تعبيرية
خاص دنيا الوطن
في ظل النظام العالمي الإلكتروني الجديد، انتشرت الأسواق الإلكترونية في غزة؛ لتُصبح منصة لبيع كافة الأدوات والبضائع التي تخطر على البال، من ملابس، وسيارات، وحمامات شمسية ومواد غذائية، وقطع أثاث، ووصلت لحد بيع الأسلحة أيضاً وغيرها الكثير.

لكن شاباً يائساً صدم الجميع بما عرضه للبيع، ورغم أن جميع المعروضات لا تُلاقي تفاعلاً كبيراً سوى من المهتمين، إلا أن ما عرضه (م. ع)، (24 عاماً) كان الأكثر تفاعلاً بالتعليقات والمشاركات والإعجابات.

حيث عرض الشاب (م. ع) شهادته الجامعية للبيع، وكتب: " شهادة جامعية للبيع، مش لازماني، معدل 86%، شهادات خبرة لسنة ونص، عشر شهادات دورات تدريبية، البيع لأعلى سعر والرجاء عدم دخول المبخسين".

ليتفاعل معه الكثيرون من عملاء الصفحة، ما بين مشتر حقيقي وما بين مواسٍ له بعدما تبين كمية اليأس التي تسللت إلى نفسه.

"دنيا الوطن" تواصلت مع الشاب (م. ع) للوقوف على خطوته الغريبة، يقول: "حالي حال الكثير من الشباب، درست أربع سنوات في الجامعة بين جد وتعب واجتهاد لأنال أعلى الدرجات وأتميز بمعدل جيد جداً".

وأضاف: "منذ التحاقي بالجامعة رسمت هدفاً أمامي، وهو ألا يقل معدلي عن 85%، وبفضل الله حققت هدفي وتخرجت، وبدأت رحلة التطوير والارتقاء بنفسي من خلال التطوع والدورات، والبحث عن فرصة عمل، ولكن دون جدوى، عدا العقود المؤقتة التي ما إن تنتهي حتى أعود للجلوس في المنزل".

يؤمن (م. ع) أن الواسطة والمحسوبية فوق كل شيء، يقول: " تقدمت للعديد من الوظائف ودخلت الكثير من المقابلات، لكن معظمها شكلية، والهدف منها ليس التوظيف بقدر ما هو ترويج للمؤسسة أو الشركة، حيث تقوم بنشر طلب التوظيف في عشرات الصفحات، فتكسب إعلاناً ضخماً لنفسها مجاناً".

بعدما فقد (م. ع) الأمل في التوظيف، اتجه للمؤسسات يبحث عن فرصة للتطوع ليكتسب الخبرة، وأيضاً تفاجأ بالرفض، فلجأ للحل الأخير وهو إنشاء مشروع خاص، لكن سوء الأحوال المادية حالت دون ذلك، بعدما رُفض طلبه لقرض حسن.

يقول (م. ع): "نظرت إلى وضعي، وتساءلت ماذا لو أنني لم ألتحق أصلا بالجامعة وماذا لو عملت منذ طفولتي، كيف سيكون حالي؟ سأوفر على نفسي تكاليف الدراسة والتي تُقدر بمتوسط خمسة آلاف دينار، إضافة إلى أنه خلال فترة الأربع سنوات من العمل في أي صنعة سوف أدخر مبلغاً من المال، وبالتالي أكون قد أمنت مستقبلي في أسوأ الأحوال".

أما خطوته الغريبة ببيع شهادته، فكانت انعكاساً لكمية اليأس والإحباط اللذين أصاباه، يقول (م. ع): "لم يكن المنشور جدياً بقدر ما هو تعبير عن سوء الحال الذي وصلنا إليه في غزة، ووصل له الكثير من الشباب، وأتمنى فقط أن أعمل".

وأضاف: " كمية الإحباط موازية لكمية الحماس التي كانت بداخلي أثناء الدراسة، فلم أكن أبالي بما يقال لي عن معدلات البطالة وقلة الُفرص وعدم الجدوى من الشهادة الجامعية، كنت أبالي فقط بهدفي وهو التميز بمعدل سيُوظفني سريعاً بالتأكيد كما اعتقدت".

 وختم (م. ع) يائساً :"صدمتني كمية الواسطات والمحسوبيات، وهناك بعض الطلاب الذين كنت أشرح لهم المواد وأغششهم في الامتحانات، وتخرجوا بمعدلات أقل من 70%، حصلوا على عمل بكل سهولة".

وتساءل: "حين التقديم لوظيفة، يشترطون خبرة ثلاث سنوات، كيف سآتي بها وأنا لم أحصل حتى على فرصة واحدة؟".

التعليقات