هيئة الأعمال الخيرية تقدم هدايا عينية ل300 يتيم في نابلس

هيئة الأعمال الخيرية تقدم هدايا عينية ل300 يتيم في نابلس
رام الله - دنيا الوطن
أمضى نحو 300 يتيم ويتيمة من مدينة نابلس، أمس، ما يزيد عن ثلاث ساعات متواصلة على أنغام الأناشيد الدينية والمدائح النبوية التي قدمتها فرقة كورال "نور الشمس" للأداء الفني التابعة لجمعية مركز "مديد" للإرشاد والصحة النفسية وتنمية الموارد البشرية في نابلس، والمنشد الشيخ عبادة خمايسة، خلال حفل ديني نظمته الجمعية على مسرح سليم أفندي في قاعة الاتحاد العام لنقابات العمال.

ونظم الاحتفال، بدعم من هيئة الأعمال الخيرية لمكتب أستراليا، تحت رعاية وحضور محافظ نابلس، اللواء أكرم الرجوب، ومفوض عام هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين، إبراهيم راشد، ومدير التربية والتعليم العالي، عزمي بلاونة، ورئيس جمعية مركز "مديد"، أحمد دويكات، والمفتي الشرعي، الشيخ أحمد شوباش، وممثلين عن لجنة الزكاة المركزية، والبلدية، وعدة مؤسسات.

وشكل هذا الاحتفال الذي نظم إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف، بمثابة فرصة لا تتكرر كثيرا بالنسبة للمئات من الأيتام وأمهاتهم اللواتي كن يتبادلن أطراف الحديث ويبحن ما بداخلهن من هموم وآلام جراء رحيل أزواجهن، وما يواجهن من صعاب في تربية الأبناء.

وبدئت فعاليات الحفل، بكلمة ألقاها الرجوب الذي نقل تهاني الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، للمحتفلين في إحياء ذكرى المولد النبوي وللأيتام الذين أكد المحافظ أنهم يحظون باهتمام كبير من قبل السلطة الوطنية.

وشدد الرجوب، على ضرورة استذكار القيم الإنسانية النبيلة التي أتى بها الرسول الكريم والقائمة على المحبة والتسامح والتضحية والواجب، داعيا إلى السير على هديه.

ودعا، إلى السير على هدى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وتعزيز القيم التي حملها في نفوس وعقول الأجيال، والمرتكزة في كثير من جوانبها على الصدق والإخلاص والأمانة والتفاني في العمل.

أما شوباش، فقال، إن المسلمين في كافة بقاع الأرض يحتفلون بذكرى مولد سيدنا محمد، في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات وتحديدا المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس المحتلة التي تتعرض لسياسة تهويد غير مسبوقة.

وثمن المفتي، مبادرة هيئة الأعمال الخيرية لرعاية الحفل وتقديم الهدايا للأيتام، في إطار سلسلة المبادرات الإنسانية التي تنفذها وتنتصر من خلالها للشرائح المجتمعية الضعيفة والمهمشة في المجتمع الفلسطيني.

وأعلن دويكات في كلمته، عن انطلاق فرقة كورال "نور الشمس" للأداء الفني التابعة لجمعية مركز "مديد" بالشراكة الكاملة مع لجنة زكاة نابلس المركزية ومديرية التربية والتعليم العالي.

ووصف، هيئة الأعمال الخيرية بأنها اسم لامع في فعل الخير في فلسطين، ولها بصمات لن يمحوها الزمن في تعزيز صمود هذا الشعب، وإغاثة الفقراء والأيتام والمحتاجين، وإحداث التنمية في المجالات الاجتماعية والتعليمية والصحية والإنسانية.

وبين دويكات، أن جمعية مركز "مديد"، مؤسسة أهلية أنشئت بمبادرة من مجموعة من الكفاءات والمتخصصين والعاملين في حقل الإرشاد والصحة النفسية والتنمية البشرية، وتعمل في جميع محافظات الضفة الغربية، وتتمحور رسالتها في تقديم خدمات الإرشاد والصحة النفسية وتنمية وتطوير وإعداد وتدريب وتأهيل الموارد البشرية بمختلف قطاعات الحياة الأسرية والمجتمعية والمؤسساتية، من خلال التدخل الإرشادي في مناطق الاحتكاك والتوتر وعند افتقاد الأفراد للراحة والأمان النفسي والاجتماعي، والإسهام في تعزيز حِراك العاملين في حقل الإرشاد النفسي والتربوي والصحة النفسية والمجتمعية.

أما راشد، فأكد أن هيئة الأعمال الخيرية تحرص على تركيز مساعداتها وبرامجها على الأيتام المكفولين لديها، ونجحت في بناء أكبر شبكة أمان اجتماعي لهؤلاء ممن يحملون أمنيات بسيطة وكل ما يرجونه في هذه الدنيا عيش كريم يخفف عنهم مرارة حرمان الأب ومكان يشعرون فيه بالدفء ومصدر دخل يحول دون وقوفهم على أبواب الحاجة ويغنيهم عن سؤال الناس، بعد أن تركوا في مواجهة قسوة ظروف الحياة دون معيل.

وأشار راشد، إلى أن الهيئة انطلقت في توجهها هذا من شعورها الأكيد بأن هناك حقوقا لا تعد ولا تحصى لأيتام فلسطين عليها وعلى جميع العرب والمسلمين، حيث يعيش هؤلاء أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية تحتم على الجميع الوقوف إلى جانبهم.

وأضاف، إن الهيئة لهذه الأسباب وغيرها حرصت على تركيز المساعدات العينية والمادية لصالح الأيتام وعائلاتهم هذا العام، وذلك من خلال شملهم ببرامج الطرود الغذائية، وكسوة العيد، وزكاة المال، وزكاة الطفل، وغيرها من البرامج المتنوعة التي تنفذها في فلسطين.

وتابع، إن هذه البرامج تعتبر بمثابة مبادرة نوعية لهيئة الأعمال من أجل توفير فرصة اللقاء والتعارف بين الأيتام وعائلاتهم ممن يحملون ذات الهموم والقضايا ويواجهون الكثير من المصاعب بشكل متشابه، وتحرص الهيئة على الإسهام الفاعل في تحسين ظروفهم ضمن تنمية مستدامة شاملة وبيئة صحية.

وأوضح راشد، أن دور الهيئة لا ينحصر في مجال تقديم المساعدات النقدية والعينية للأيتام، بل يتعداه إلى رعايتهم وأمهاتهم في الجوانب كافة من ناحية الرعاية الصحية والثقافية والاجتماعية وتنمية موارد أسر الأيتام وتنمية مواهبهم، ويتصدر العشرات منهم لوائح التفوق، وتقيم الهيئة الاحتفالات على شرفهم للتأكيد أن للكفالة معنى اجتماعي وليس شكل مادي فقط.