عودة الفريق شفيق

عودة الفريق شفيق
رئيس التحرير عبد الله عيسى
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير

لم يكن من المتوقع أن تُحدث عودة الفريق أحمد شفيق إلى مصر كل هذه الضجة، حتى إن بعض الفضائيات المصرية، خصصت بالأمس حلقة كاملة للحديث عن ظروف وملابسات عودته إلى مصر بالتحليل والمعلومات والمداخلات من سياسيين إماراتيين، ولاسيما بعد أن بثت قناة (الجزيرة) فيديو للفريق أحمد شفيق يتحدث فيه عن قرار إماراتي بمنع ترشحه للرئاسة، ومنعه من السفر خارج الإمارات، وقد استنكر الوزير الإماراتي "قرقاش" تصريح الفريق شفيق، ووصفه "بالناكر للجميل".

وقال كتاب إماراتيون على فضائية (أون تي) في برنامج للإعلامي عمرو أديب، بأن الإمارات قدمت كل ما تستطيع من مساعدة وكرم ضيافة له ولأسرته وضيوفه، الذين كانوا يزورونه في الإمارات، ومع هذا لجأ إلى قناة (الجزيرة) للتشهير بالإمارات.

وبث الإعلامي عمرو أديب لقطات مصورة من مطار القاهرة، كيف دخل الفريق أحمد شفيق إلى مصر من صالة كبار الزوار وبطائرة خاصة، نقلته من الإمارات إلى القاهرة، أي كما يقول خرج من مصر معززاً مكرماً وعاد إليها معززاً مكرماً، ولكن أديب قال: كيف وصل الفيديو الذي يشهر بالإمارات إلى قناة (الجزيرة) تحديداً، ولم يصدر عن شفيق أي تفسير منطقي حتى الآن، فهو يقول إنه حدثت عمليه قرصنة للفيديو، ولكن كيف عرفت (الجزيرة) أنه يوجد لدى شفيق مثل هذا الفيديو.

ويذكر بأن الفريق أحمد شفيق كان من الأبطال الطيارين في حرب أكتوبر المجيدة، وخاض معارك جوية ضد الطيران الإسرائيلي، حتى إنه وبعد توليه وزيراً للطيران في عهد مبارك، ورئيس الوزراء كان يفضل قضاء أوقات فراغه في قاعدة أنشاص الجوية الحربية المصرية، مستعيداً دائماً ذكريات حرب أكتوبر المجيدة، وبالتالي فإن أي هفوة سياسية للفريق شفيق، لم تكن مقبولة ولا مبرر لها، فهو سياسي مخضرم، وعسكري مخضرم، وخاض الانتخابات الرئاسية مقابل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، ويقال إنه بعد فشله في الانتخابات وظهور النتيجة، اتصل به الرئيس أوباما هاتفياً مطولاً، ودعاه إلى الاستمرار بالعمل السياسي، كما تحدثت الصحافة المصرية في ذلك الوقت.

والآن قرر العودة إلى مصر بعد تردد طويل، حيث لم يكن ينوي العودة في هذا الظرف بالذات، بل كانت عودته مؤجلة، ربما إلى ما قبل الانتخابات الرئاسية بفترة وجيزة، بعد أن يقوم بجولة أوروبية، مما أثار غضب الحكومة الإماراتية التي رفضت أن تتحول الإمارات لمنصة لأحمد شفيق، كي يعلن ترشحه من دول أوروبية، ثم يعود للإمارات وهكذا.

وهذا سبب سوء الفهم الذي حصل، ولا نعتقد أن للحكومة المصرية أي دور في هذا، بل بالعكس، فإن النظام المصري يريد منافسة قوية كما حصل أثناء الانتخابات السابقة، عندما ترشح عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ومرتضى منصور، وكما عبر عن ذلك الإعلامي عمرو أديب، بأن المنافسة القوية هي أساس الانتخابات والمعارضة السليمة، ورغم أن الشائعات رافقت شفيق منذ قرار عودته لمصر  حتى الآن، حتى بعد عودته لمصر وإقامته في أحد الفنادق الكبيرة لحين تجهيز منزله، ولاسيما بعد وفاة زوجته. 

المهم في الموضوع أن الفريق شفيق شخصية محترمة يكن لها الجميع كل الاحترام، ورجل مقاتل له تاريخ عسكري مشرف، خلال حرب أكتوبر المجيدة، والخلاف معه لا يعني التقليل من شأنه، بل إعطاءه حقه في الاحترام والتقدير دائماً في القول والفعل.

التعليقات