أين الشعب...؟!

أين الشعب...؟!
بقلم : سالي عابد
الذراع الغائب الحاضر عن المشهد السياسي ، لا يمكن أن ترى قوته وعظمته إلا إذا أعلن أي فصيل فلسطيني عن انطلاقته، ستجد الكل أصبح في مهمة التعداد السكاني ، مَن أكثر مِن مَن، في الوقت الذي يخضع مصيرهم ومصير فصائلهم لاختبارات وخيارات صعبة ، مصالحة في هب الريح، ودويلة فلسطينية ترسو في أروقة المجتمع الدولي ، ووضع مأساوي في قطاع غزة ويزداد سوءا ، ونحن الغافلون نرقد في بيوتنا على تصريحات من هنا ومن هناك ولا نجني منها سوى التعقيدات.
الغريب في مشهد المصالحة، تم دعوة الشعب الفلسطيني للخروج في الشوارع عندما ذهبت الفصائل الفلسطينية للحوار في القاهرة مؤخرا، وبرغم أنها جاءت متأخرة ممن كان يُعيقها بالأساس ، إلا أن طلب الاستجابة لم يتم، لماذا؟
هل فقد الشعب الثقة بمن يحاولون التصالح ؟ هل تم إنهاك هذا الشعب، لدرجة انه لا يستطيع الخروج، ويحتاج لمن يؤمن خروجه للشوارع؟ هل يخضع هذا الشعب إلى فصائله بشكل تام ويحتاج لقيادة تحركه؟ أم أن الشعب يعرف ما تحويه ضمائر المتصالحين؟
كنا نتحدث عن طرفين للانقسام، أما اليوم فيبدو أن المشهد يتصاعد ،والتصريحات تتوالى من جميع الفصائل ،وتعرب عن الامتعاض مما يجري ويحدث على الساحة الفلسطينية ، تارة تسمع الخلاف بين فتح وحماس، وتارة أخرى يحدث تراشق إعلامي بين فتح والجهاد ، واليسار هنا يعلن عن انجذابه لأحد الأطراف ، وما بين كل هؤلاء ذراع نائم لن يلعن غفوته إلا عن طريق قيادة فصائله.
متى ستسقط كل الأعلام الملونة وتبقى في علم واحد ؟ متى سيدرك هذا الشعب بان قضيته تبدد وسيُعلَن عن مصيره في أي لحظة يرتئيها مجتمع دولي لا يهمه سوى امن الفرد الإسرائيلي، جربوا بان تَدعُوهم للخروج من اجل الأسرى ، القدس ، اللاجئين، أو حتى فلسطين ، جربوا وستشاهدون مشهد يُرعب الذاكرة الفلسطينية.
لا يمكن أن اقسوا على شعب تجرع ويلات الحروب ، باحثا عن باب يوفر له الكرامة الإنسانية لا يمكن أن اقسوا على شعب فرغوه وألهوه عن قضاياه الوطنية بالبحث عن رغيف خبز يقيه ويشبع جوع أطفاله، لا يمكن أن اقسوا على شعب يُقتل ويُعاقب من ذوى القربى على مر السنوات، لكنني ألومه على السماح باستغلاله من قبل البعض، وتحريكه حسب الهوى وانصياعه وخوفه ممن لا يخافون الله فيه.
صدفة جمعتني بإعلامي فلسطيني، يعمل في إحدى الوكالات الأجنبية، كان يتحدث مع مدير إحدى الشركات الإعلامية، والأخير يشكو له حيرته من التخلي عن إحدى القنوات التي لديه ،فرد عليه الإعلامي ما هي قيمتها الغذائية ؟ صدقا استوقفني هذا المصطلح .
أيعقل بان يكون هناك أيضًا قيمة غذائية للوطن وقضاياه ؟ هذا سؤال مرسوم بإجابة تتوقف على شعب بات في يده حَل الأمر أو إبقائه على ما هو عليه.
[email protected]
بقلم : سالي عابد
الذراع الغائب الحاضر عن المشهد السياسي ، لا يمكن أن ترى قوته وعظمته إلا إذا أعلن أي فصيل فلسطيني عن انطلاقته، ستجد الكل أصبح في مهمة التعداد السكاني ، مَن أكثر مِن مَن، في الوقت الذي يخضع مصيرهم ومصير فصائلهم لاختبارات وخيارات صعبة ، مصالحة في هب الريح، ودويلة فلسطينية ترسو في أروقة المجتمع الدولي ، ووضع مأساوي في قطاع غزة ويزداد سوءا ، ونحن الغافلون نرقد في بيوتنا على تصريحات من هنا ومن هناك ولا نجني منها سوى التعقيدات.
الغريب في مشهد المصالحة، تم دعوة الشعب الفلسطيني للخروج في الشوارع عندما ذهبت الفصائل الفلسطينية للحوار في القاهرة مؤخرا، وبرغم أنها جاءت متأخرة ممن كان يُعيقها بالأساس ، إلا أن طلب الاستجابة لم يتم، لماذا؟
هل فقد الشعب الثقة بمن يحاولون التصالح ؟ هل تم إنهاك هذا الشعب، لدرجة انه لا يستطيع الخروج، ويحتاج لمن يؤمن خروجه للشوارع؟ هل يخضع هذا الشعب إلى فصائله بشكل تام ويحتاج لقيادة تحركه؟ أم أن الشعب يعرف ما تحويه ضمائر المتصالحين؟
كنا نتحدث عن طرفين للانقسام، أما اليوم فيبدو أن المشهد يتصاعد ،والتصريحات تتوالى من جميع الفصائل ،وتعرب عن الامتعاض مما يجري ويحدث على الساحة الفلسطينية ، تارة تسمع الخلاف بين فتح وحماس، وتارة أخرى يحدث تراشق إعلامي بين فتح والجهاد ، واليسار هنا يعلن عن انجذابه لأحد الأطراف ، وما بين كل هؤلاء ذراع نائم لن يلعن غفوته إلا عن طريق قيادة فصائله.
متى ستسقط كل الأعلام الملونة وتبقى في علم واحد ؟ متى سيدرك هذا الشعب بان قضيته تبدد وسيُعلَن عن مصيره في أي لحظة يرتئيها مجتمع دولي لا يهمه سوى امن الفرد الإسرائيلي، جربوا بان تَدعُوهم للخروج من اجل الأسرى ، القدس ، اللاجئين، أو حتى فلسطين ، جربوا وستشاهدون مشهد يُرعب الذاكرة الفلسطينية.
لا يمكن أن اقسوا على شعب تجرع ويلات الحروب ، باحثا عن باب يوفر له الكرامة الإنسانية لا يمكن أن اقسوا على شعب فرغوه وألهوه عن قضاياه الوطنية بالبحث عن رغيف خبز يقيه ويشبع جوع أطفاله، لا يمكن أن اقسوا على شعب يُقتل ويُعاقب من ذوى القربى على مر السنوات، لكنني ألومه على السماح باستغلاله من قبل البعض، وتحريكه حسب الهوى وانصياعه وخوفه ممن لا يخافون الله فيه.
صدفة جمعتني بإعلامي فلسطيني، يعمل في إحدى الوكالات الأجنبية، كان يتحدث مع مدير إحدى الشركات الإعلامية، والأخير يشكو له حيرته من التخلي عن إحدى القنوات التي لديه ،فرد عليه الإعلامي ما هي قيمتها الغذائية ؟ صدقا استوقفني هذا المصطلح .
أيعقل بان يكون هناك أيضًا قيمة غذائية للوطن وقضاياه ؟ هذا سؤال مرسوم بإجابة تتوقف على شعب بات في يده حَل الأمر أو إبقائه على ما هو عليه.
[email protected]
التعليقات