صور نادرة لمدفع صدام العملاق

صور نادرة لمدفع صدام العملاق
رام الله - دنيا الوطن
في وقت مبكر من الحرب العراقية-الإيرانية، انخرطَ العراق مع خبير الأسلحةالشهير جيرالد في. بول، الذي كان مهووسًا في بناء مدفعية خارقة تمتلك سبطانة أو أنبوبة ضخمة الحجم قادرة على إطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء أو قادرةعلى إطلاق قذائف مدفعية إلى أرض العدو التي تبعد آلاف الكيلومترات، وبينما لم
يتمكن جيرالد من تحقيق حلمه في القارتين الأمريكية والأوروبية، فإنه نجح في العراق على تصميم إحدى أكثر الأسلحة فعالية في العالم.

جيرالد عالم فيزياء فلكية كندي، ولد لإسرة كاثوليكية في التاسع من مارس اذار سنة 1928م، وتتلمذ في مدرسة الفتيان اليسوعيين، ثمَ واصلَ تعليمه الجامعي ليحصل على درجة الدكتوراه في بناء أنفاق الرياح المتقدمة عام 1950م، إذ كانَمتألقًا ونشيطًا في دراسته بحسب سجلاته الدراسية.

وبعد اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية بوقت قصير، أرسلَ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين طائرة خاصة إلى جنيف لنقل جيرالد إلى بغداد، لتبدأ بذلك علاقة طويلة الأمد بينه وبين صدام حسين، واستمر جيرالد بالعمل مع العراق لعشرة أعوام،
وكانت غالبية الأسلحة العراقية المرعبة من صنع جيرالد بين عامي 1981م حتى اغتياله عام 1990م، بما فيهما جميع أسلحة جي سي 45 التي طورها جيرالد عام 1970م، إذ صنع 200 من هذه الأسلحة في النمسا وسميت آنذاك بأسلحة جي إتش إن 45، ثم
نقلت إلى العراق من خلال الأردن عام 1985م ليستخدمها العراق في حربه، وصنع 100 أخرى في جنوب أفريقيا، حيث روج لها تحت اسم جي 5، واستطاعت هذه الأسلحة قذف
أسلحة نووية، وقذائف كيميائية، أو أي قذيفة ناتو معيارية ذات 155 ملمتر.

كما صمم جيرالد أنظمة ذاتية الدفع متقدمة للعراق: سلاح «ألفاو 210 ملمتر» وسلاح «المجنون 155 ملمتر»، أما ألفاو يزن 48 طنًا، ويستطيع إطلاق أربعة جولات بالدقيقة تزن كل منها 109 كيلوجرام يصل مداها 35 ميلًا من سبطانتها الواصل طولها 11 متر. كما هنالك رؤوس جيرالد الحربية الشهيرة، التي زادت من مدى صواريخ سكود العراقية لتصل إلى مسافة أبعد من فلسطين المحتلة، وتحت مظلة مشروع بابل، توسع جيرالد، فبنى أنبوبة «سبطانة» على مراحل، بطول يصل إلى 512 قدمًا، فتمكنت المدفعية من إطلاق قذيفة ذات وزن 600 كيلوجرام يصل مداها إلى 1000 كيلومتر، أو قذائف 2000 كج معززة بصواريخ.

كجزء من مشروع بابل، بنى جيرالد مدفعية أصغر، أعطاعا اسم «بيبي بابيلون» كنموذج أولي لمدفعية أضخم، وبنيت المدفعية بطول 40 متر للاختبارات الأفقية في صيف عام 1989م، وتم تثبيتها في منطقة تلال حمرين، التي تبعد 90 ميلًا عن بغداد، وتمركزت المدفعية على سفح جبل بزاوية 45 درجة. وقد اعترفَ العراق بعد حرب الخليج الثانية عام 1991م، بإمتلاكه لمدفعية عملاقة ذات أنبوبة 350 ملمتر بالعرض و45 متر بالطول، وأنه كان يبني واحدة أخرى، وقد دونت لجنة التفتيش برئاسة الدبلوماسي السويدي البروتستانتي رولف اكيوس أن المدفعية لا يمكن تصنيفها كسلاح تقليدي، وأنها كانت تحاول تحديد ما إذا كان السلاح صنع لأهداف كيميائية، أو بيولوجية، أو نووية، إذ كانت هذه المدفعية الخارقة قادرة على إطلاق الأسلحة الكيميائية، والبيولوجية، والنووية بمدى يصل إلى 1000 كم.

وقال الجنرال العراقي المنشق ذو الرتبة العالية: حسين كامل المجيد، أن العراق يعمل على سلاح فضائي سيتم إطلاقه من خلال المدفعية الخارقة. وأضاف: «كانت المدفعية معدة للهجوم طويل المدى ولحجب أقمار التجسس الصناعية، وقد كان
علماؤنا جديون في سعيهم هذا، إذ صمموا المدفعية لتتمكن من تفجير قذيفة في الفضاء ستنشر بدورها مادة لاصقة على القمر الصناعي مسببة إعماءه في النهاية». كما قال أن المدفعية الخارقة بإمكانها إطلاق أسلحة نووية، وبحلول حرب الخليج، دمرت إحدى مكونات المدفعية الخارقة، ودمر دافع المدفعية أيضًا.

إما مصير جيرالد فقد كانَ الإغتيال في الثاني والعشرين من مارس اذار سنة1990م، إذ أطلق عليه ثلاث اشخاص مجهولين الهوية خمس رصاصات في الرأس فاردته قتيلًا أمام باب شقته في بروكسل. وطبقًا لتحقيق صحفي لغوردون توماس، فان رئيس
الوزراء اليهودي اسحق شامير قد أعطى موافقته لناحوم أدموني رئيس جهاز الموساد آنذاك بإغتيال جيرالد، وان الموساد بثَ شائعات في وسائل الإعلام الاوروبية بان عملاء صدام حسين هم من قاموا بإغتياله. ولكن بحسب صحفيين اوروبيين آخرين، فان
التعاون بين جيرالد وصدام حسين قد شكلَ تهديدًا مباشرًا لإسرائيل وإيران وسوريا وامريكا وبريطانيا، وان عملية إغتياله يقف ورائها جهاز إستخبارات تابع لهذه البلدان.







التعليقات