روح أكتوبر المجيدة

روح أكتوبر المجيدة
رئيس التحرير عبد الله عيسى
رام الله - دنيا الوطن
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير
لا أعتقد أن حرب أكتوبر المجيدة قد طواها التاريخ وانتهت للأبد، فروح الحرب ما تزال ماثلة في مصر، يتناقلها القادة والشعب المصري، جيلاً بعد جيل، وصولاً إلى تفجير مسجد الروضة بالعريش. 

حيث تداعى الشعب المصري بأكمله، لنصرة ذوي الشهداء، وتوفير كل سبل الدعم لهم، حتى إن حجم التبرعات الشعبية المصرية لبرنامج "تحيا مصر" بلغت 17 مليون جنيه، ستقدم معونات لذوي الشهداء لقرية الروضة بسيناء، وقدمت الرئاسة المصرية لذوي الشهداء 200 ألف جنيه لكل شهيد، إلا أن الغائب الوحيد عن الحرب ضد الإرهاب حتى الآن هو الجيش المصري، بعكس حرب أكتوبر 73، فقد قامت قوات إنفاذ القانون في الجيش المصري بتنفيذ عدة ضربات لملاحقة المسلحين، الذين ارتكبوا مجزرة الروضة، ولم نرَ ما يفيد بأن الجيش المصري، قام بملاحقة فاعلة بطائراته ودباباته للمسلحين، كما كان الحال في حرب أكتوبر المجيدة.

ونذكر، أن التضامن الشعبي بلغ في حرب أكتوبر المجيدة مداه، حيث لم يسجل أي مركز شرطة في مصر شكوى من مواطن ضد مواطن أو شكاوى لحوادث سرقة أو "نشل" بل كان الشعب المصري كله متوحداً خلف القيادة، ويريد أن يساهم في الحرب بأي شكل، ولا ننكر حالياً حجم التضامن الشعبي المصري، إلا أنني كما ذكرت، أن الغائب الوحيد هو الجيش المصري.

كما يفترض أن يكون الحال في حرب كهذه، وعادة لو وقعت مثل هذه الحوادث في دول أخرى، لوقعت حرب عسكرية طاحنة بين الدول بسبب مثل هذا الحدث، ولكن هناك تسريبات صحفية تقول: إن مصر طلبت من الأمم المتحدة السماح بإدخال 10 آلاف جندي إلى سيناء للقضاء على الإرهاب تماماً.

ولم يصدر عن الأمم المتحدة، أي رد فعل حتى الآن، ولعل خطاب السيسي عندما قال: "إننا سنضرب بالقوة الغاشمة بلا هوادة" أي القوة الاستباقية كما فسرها اللواء المتقاعد محمد رشاد، والمهم في الموضوع كله، ليس ردود الفعل، ولكن ألا تتحول مصر لا سمح الله لبلد مثل العراق في استهداف المساجد، حيث قال لواء مصري متقاعد على شاشة العاصمة: إنه يوجد في القاهرة لوحدها 10 آلاف مسجد، فمن أين سنأتي بقوات لحماية كل هذه المساجد؟

وقال لواء متقاعد آخر على فضائية مصرية: إنه يوجد في مصر 180 ألف مسجد في كل المدن، فكيف سيكون حال الشرطة بحماية كل هذه المساجد، وكابوس العراق يخيم والمخاوف تتكرر من أن تعاد تجربة العراق وسوريا، والتي لا تزال ماثلة، حتى إنهم في سوريا، لم يستهدفوا المساجد فقط، بل نبشوا أضرحة الصالحين، وأخرجوا جثثهم أمام كاميرات التلفزيون، وبالتالي فإن مصر، يجب ألا تواجه الحرب لوحدها، بل يجب أن تتكاتف الدول معها.

التعليقات