حنا: لن يستسلم الفلسطينيون لاولئك الذين يخططون لتصفية قضيتهم

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا طلابيا جامعيا من بريطانيا ضم عددا من طلاب الجامعات البريطانية والذين وصلوا الى الاراضي الفلسطينية في زيارة تحمل الطابع البحثي وبهدف زيارة الاماكن المقدسة والتعرف عن كثب على حياة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له هذا الشعب من انتهاكات لحقوق الانسان في ظل سياسات الاحتلال وممارساته .

وقد استهل الوفد زيارته للقدس بجولة في البلدة القديمة ومن ثم استقبلهم سيادة المطران في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة حيث كان لسيادته كلمة امام الطلاب .

رحب سيادة المطران في كلمته بالوفد الطلابي مؤكدا اهمية مثل هذه الزيارات التي تأتي في اطار التضامن مع شعبنا والتعرف عن كثب على ما يحدث في مدينتنا المقدسة بحق مقدساتنا واوقافنا وابناء شعبنا الفلسطيني .

نرحب بكم ونتمنى لكم زيارة موفقة وناجحة في رحاب هذه الارض المقدسة وما نتمناه منكم هو ان تلتقوا مع ابناء شعبنا في سائر المدن والبلدات والمخيمات لكي تتعرفوا على معاناة هذا الشعب في ظل ما يمارس بحقه من سياسات احتلالية ظالمة .

رسالتنا اليكم وانتم تزورون اليوم مدينة القدس بأن في فلسطين هنالك شعب رازح تحت الاحتلال يناضل من اجل الحرية ومن اجل تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية ، الفلسطينيون متمسكون بانتماءهم لهذه الارض المقدسة وهم يناضلون من اجل ان يعيشوا احرارا في وطنهم مثل باقي شعوب العالم ونحن نرفض تجريم نضال شعبنا من اجل الحرية ، النضال من اجل الحرية هو واجب على كل انسان يتوق الى ان يعيش بحرية في وطنه ، اقرأوا تاريخ الشعوب التي عانت من الاحتلال والاستعمار فلم تقدم لها حريتها على طبق من ذهب ، فالحرية لها ثمن وهنالك تضحيات يجب ان تقدم من اجل الوصول الى هذه الحرية المنشودة وشعبنا الفلسطيني قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته وثوابته الوطنية وهذا الشعب متمسك بحقوقه وبقضيته الوطنية رغما عن كل الضغوطات والمؤامرات والابتزازات التي يتعرض لها .

الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة هو حضور اصيل ، والمسيحية انطلقت من هذه الديار ، فلسطين هي مهد المسيحية وهي حاضنة اهم مقدساتنا المرتبطة بالتاريخ والتراث المسيحي ، ففي هذه الارض المباركة تمت كافة الاحداث الخلاصية ولذلك فإننا كفلسطينيين نفتخر بأن وطننا هو وطن المسيح الارضي ونفتخر بأن ارضنا تباركت وتقدست بحضوره وحضور امه البتول وقديسيه وشهداءه .

المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بتراثهم الروحي وانتماءهم للكنيسة الاولى التي شيدت في هذه الارض المقدسة ، كما انهم يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني ، فنحن لسنا اقلية في وطننا ولسنا طائفة او جالية او عابري سبيل في هذه البقعة المقدسة من العالم ، نحن ابناء فلسطين المدافعين عنها والمدافعين عن قدسها ومقدساتها واوقافها ، نحن ابناء فلسطين المدافعين عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث الا وهي قضية الشعب الفلسطيني ، نحن شعب واحد يناضل من اجل الحرية ، المسيحيون والمسلمون معا يدافعون عن وطنهم ويدافعون عن القدس ومقدساتها واوقافها المستباحة .

لن يستسلم الفلسطينيون لاولئك الذين يخططون لتصفية قضيتهم ونحن نعلم جيدا من هم المتآمرون والمتواطئون ومن هم الذين يخططون لشطب القضية الفلسطينية وتصفيتها ولكنهم سيفشلوا في ذلك فشلا ذريعا لان القضية الفلسطينية هي قضية شعب حي وهي قضية شعب موجود ولن يتمكن احد من شطب وجودنا كما انه لن يتمكن احد من شطب وجود فلسطين الارض المقدسة التي تتوق الى تحقيق العدالة والحرية والسلام .

اود ان اقول لكم بإسم مسيحيي بلادنا بأننا سنبقى ندافع عن القدس عاصمتنا الروحية والوطنية وسنبقى ندافع عن شعبنا الفلسطيني المظلوم ولن نستسلم لاولئك الذين يسعون لتهميشنا واضعاف وجودنا وتحويلنا الى اقلية مهمشة ومستضعفة في بلادنا وفي مشرقنا العربي .

لن نكون اقلية في اوطاننا بل سنبقى كما كنا دوما صوتا مناديا بالحق ونصرة المظلومين والمتألمين والدفاع عن شعبنا الفلسطيني المظلوم الذي نحن مكون اساسي من مكوناته .

تحدث سيادة المطران في كلمته عن وثيقة الكايروس الفلسطينية وعن المبادرة المسيحية الفلسطينية التي اطلقت في فلسطين قبل عدة سنوات وهدفها هو ايصال صوت المسيحيين الفلسطينيين الى سائر ارجاء العالم ، نتمنى ان يصل صوتنا الى كل مكان ونتمنى ان يصل صوت فلسطين وشعبها الى سائر شعوب الارض ، نتمنى ان يصل نداءنا الى كافة اصحاب الضمائر الحية في عالمنا بضرورة الالتفات الى الشعب الفلسطيني ومناصرته والتضامن معه والوقوف الى جانبه في نضاله من اجل الحرية، كما ونتمنى ايضا ان يلتفت الجميع الى مدينة القدس وما تتعرض له مدينتنا من استهداف يطال مقدساتنا واوقافنا وابناء شعبنا .