حنا: لا تظنوا ان اسرائيل ستتغير في يوم من الايام

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من شخصيات ووجهاء مدينة اريحا والذين وصلوا في زيارة تفقدية للبلدة القديمة من القدس بهدف زيارة معالمها ومقدساتها ولقاء عدد من شخصياتها.

وقد استهل الوفد زيارته للمدينة المقدسة بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية مرحبا بزيارتهم للقدس ومؤكدا على اهمية مثل هذه الزيارات التي تأكيدا على تعلق ابناء شعبنا بمدينتهم المقدسة باعتبارها العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا .

وضع سيادة المطران الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس من انتهاكات خطيرة تستهدف شعبنا الفلسطيني في كافة مفاصل حياته كما انها تستهدف مقدساتنا واوقافنا ومؤسساتنا الوطنية في المدينة المقدسة .

السلطات الاحتلالية تسعى لابتلاع مدينة القدس ويغدق المال بغزارة من اجل تشويه طابع مدينتنا والنيل من مكانتها وتزوير تاريخها وطمس معالمها، مئات المليارات من الدولارات التي تغدق من الاثرياء الصهاينة المنتشرين في سائر ارجاء العالم من اجل شراء العقارات ومن اجل تمرير المشاريع الاحتلالية في مدينة القدس.

يحق لنا ان نتساءل اين هم اثرياء العرب ، لماذا تدفع الاموال العربية بغزارة على الحروب والدمار والخراب في منطقتنا في حين ان هذا المال العربي النفطي كان يمكن ان يستعمل من اجل البناء والتطور والرقي في مشرقنا العربي وكذلك دعما لصمود شعبنا الفلسطيني ومؤازرة للقدس ومقدساتها واوقافها وشعبها .

ان واقعنا العربي مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ولكن لا يجوز الاستسلام لهذا الواقع ولا يجوز القبول به ، فالواقع العربي يجب ان يتبدل وان يتغير نحو الافضل .

مئات المليارات من الدولارات التي صُرفت حتى الان على الدمار والخراب في سوريا والعراق واليمن وليبيا ، اعداءنا يخططون لتدميرنا والاموال العربية تغدق بغزارة على هذا المشروع الهادف الى تدمير وطننا العربي وتقسيمنا وشرذمتنا واضعافنا لكي يتسنى للمستعمرين تمرير مشاريعهم في منطقتنا .

لا تظنوا ان اسرائيل سوف تتغير في وقت من الاوقات ، فإسرائيل عام 48 هي ذاتها عام 67 وهي ذاتها اليوم ، لا يتغير شيء في اسرائيل فالسياسة الاحتلالية العنصرية هي ذاتها مع تبدل الاسماء والاشخاص ، اسرائيل لن تتغير وستبقى كما هي والذي يجب ان يتغير هو واقعنا العربي ، ونتمنى ان يكون التغيير نحو الافضل وليس نحو الاسوء لان الذي يدفع فاتورة الواقع العربي المأساوي انما هو شعبنا الفلسطيني الذي اصبح وحيدا في الساحة يقارع جلاديه وقاهريه وسالبي ارضه وحريته وكرامته .

نتمنى ان يتغير الواقع العربي ولكن يبدو ان هذا الحلم لن يكون قريبا وريثما يتحسن واقعنا العربي ويكون العرب اكثر لُحمة وتضامنا فما هو مطلوب منا كفلسطينيين هو ان نكون اكثر وعيا ورصانة وانتماء لوطننا وقضية شعبنا العادلة .

( لا يحك جلدك الا ظفرك) وعلينا كفلسطينيين الا نتوقع النصر في اي مكان من هذا العالم ، النصر نصنعه بأيدينا وبوحدتنا وتضامننا وحكمتنا واستقامتنا ، نفتخر بأصدقاءنا المنتشرين في سائر ارجاء العالم ولكن ما هو مطلوب منا كفلسطينيين هو ان نكون متحلين بالصدق والوعي وان نكون على قدر كبير من المسؤولية لكي ندافع عن قضيتنا الوطنية ولكي نحافظ على ثوابتنا ومطالبنا العادلة في ان نعيش احرارا في وطننا وفي هذه الارض المقدسة .

لا يضيع حق وراءه مطالب ونحن اصحاب قضية عادلة ومهما تآمروا علينا وخططوا لتصفية قضيتنا فإن كل هذه المؤامرات ستتحطم بوعي شعبنا وحكمته وتضامنه واستقامته وتشبثه بعدالة قضيته .

دافعوا عن القدس وكونوا الى جانبها فالقدس لنا وستبقى لنا ولن يتنازل الفلسطينيون عن مدينتهم المقدسة مهما اشتدت حدة المؤامرات والسياسات الهادفة لطمس معالم مدينتنا وابتلاعها والنيل من تاريخها وتراثها وهويتها واستهداف مقدساتها واوقافها .

القدس امانة في اعناقنا ويجب ان نحافظ عليها مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات .

كل التحية لاهلنا في اريحا التي تعتبر من المدن التاريخية العريقة وكل التحية للشخصيات الوطنية التي أتت اليوم لزيارة القدس من مدينة اريحا، ان زيارتكم تحمل الكثير من الرسائل ولعل اهم رسالة تحملها هذه الزيارة هي اننا شعب واحد لا يقبل القسمة على اثنين ، شعب فلسطيني واحد بمسيحييه ومسلميه يدافع عن القدس ويدافع عن عدالة القضية الفلسطينية التي لن يتمكن احد من تصفيتها ما دمنا متمسكين بحقوقنا ومدافعين عن كرامتنا ومنادين بأن تتحق العدالة في هذه الارض المقدسة .