سفير العراق بالقاهرة: اسرائيل خسرت جولة مهمة لتفتيت المنطقة
رام الله - دنيا الوطن
اجرى الصحفى والمستشار الاعلامى معتز صلاح الدين حوار صحفيا شاملا مع السيد -حبيب الصدر سفير العراق فى القاهرة وفيما يلى نص الحوار :
-السفير حدثنا عن التطور الكبير في العلاقات السياسية المصرية
العراقية وخاصة موقف مصر من استفتاء كردستان؟
سفير العراق : العلاقات بين العراق ومصر تقطع اشواطا مهمة الى الامام على اكثر من صعيد، ومنها تعزيز التعاون الثنائي، والشراكة بين البلدين في المجالات المختلفة، ولايخفى على احد دور مصر المحوري والاساسي في المنطقة، لذا نتطلع لان تبقى مصر عاملا قويا، ونحن بحاجة الى مصر من اجل ايجاد الحلول الناجعة للمشاكل الاقليمية.
حيث اذا ركنا جميعا الى السكون والمراقبة من على التل دون اسهامات لتعزيز الحوار والحلول السياسية فأن الازمات ستتجدد وسندخل في (منطقة فراغ) في العلاقات الاقليمية، وستفتح سيناريوهات غير متوقعة.
كما ان لمصر قاعدة (دبلوماسية) صلبة، وتكامل مبهر بين مختلف الانماط والوسائل الدبلوماسية اذ ساعدت على تلمس الحل لكثير من الملفات مثل: (المصالحة الفلسطينية،والمصالحة في جنوب السودان، وخفض التصعيد في مناطق معينة في سورية،
وترتيب البيت الداخلي الليبي) وكذلك الجهود الاستباقية في نزع فتيل الازمة اللبنانية، اما بخصوص الاستفتاء فمصر ومنذ اليوم الاول وقفت الى جانب الدفاع عن وحدة العراق والحفاظ على سيادته، ومن القاهرة انطلق الاجماع العربي من الجامعة العربية في رفض خطوة الاستفتاء، والتحذير من تداعياتها.
- المعروف ان الحرب على الارهاب من اهم القضايا الى اي مدى هناك تنسيق مصري – عراقي بهذا الشأن؟
سفير العراق :نحن مستعدون لان نتعاون مع مصر على مختلف الصعد من اجل استباب الامن، لان مصر وقفت الى جانبنا في محطات مهمة، كما ونثمن دعم فخامة الرئيس (عبد الفتاح السيسي) للعراق، حيث ماكان سيادته يضع اي عائق او اي شرط في مجال دعم الوضع الامني في بلادنا والوقوف الى جانبنا في مواجهة الارهاب.
ونشير الى ان العراق واجه اصعب التحديات في الحرب على الارهاب، وخرج منها بحصيلة تجارب مهمة وناجحة يمكن ان تسهم في دحره على مستوى المنطقة، ويمكن للتكامل بين خبراء الاجهزة الامنية العراقية مع خبرات امن المعلومات للاجهزة
الامنية المصرية ان يضعف الوجود الارهابي في منطقتنا. ونرى ان التحديات المشتركة تفرض على البلدين الشقيقين تعزيز التعاون المشترك في المجالات الاستخبارية، والتدريب، وتبادل المعلومات والخبرات، سيما وان دحر الارهاب في العراق سيجعله يفتش عن ملاذات امنة في سيناء وصحراء مصر الغربية.
- ما هي ابرز ملامح زيادة التعاون الاقتصادي العراقي – المصري؟
سفير العراق :من المؤمل ان تجتمع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على مستوى رئيسي مجلس وزراء البلدين في بغداد، حيث تجرى حاليا الاتصالات مع الجهات المصرية المعنية للوصول الى تحديد موعدها وجدول اعمالها، وهناك اهتمام (عراقي
–مصري) لتعميق مستوى العلاقات بين البلدين، خصوصا في المجالات التجارية وشؤون الطاقة وتنمية القدرات الصناعية، واعادة اعمار المدن المحررة.
وستبحث (اللجنة) مجالات التعاون بين البلدين في المجالات المالية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية وتعزيز التبادل التجاري، وتفعيل مذكرات التفاهم، وطرح فرص التعاون والاستثمار، ونأمل في مناخ الاستثمار الجديد في مصر بعد صدور قانون الاستثمار الجديد ان يكون مدخلا مهما في تشجيع دخول اصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين العراقيين في السوق المصرية.
ونشير ايضا الى ان العراق طرح فرصا استثمارية عدة في المجال الصناعي وبحثنا مع الجهات المصرية المعنية استعداد العراق لاستضافة المستثمرين المصريين، لاننا نخطط لنهضة صناعية تعيد الاعتبار للمنتوج الوطني.
ولدينا الاتفاق النفطي كنموذج ناجح جدا بين بلدينا الشقيقين، اذ تم تنفيذه بشكل سلس وبدون معوقات، ويؤمل مضاعفة الكمية في العام المقبل 2018 ، وقريبا ستتم المباشرة بمد انبوب للنفط من العراق مرورا بالاردن وانتهاءً في مصر مما يجعل مصر مركزا لتصدير الطاقة في المنطقة.
-سعاةة السفير نلاحظ تواجدكم القوى داخل مصر في عدد من الفعاليات ونلاحظ العلاقات الطيبة لسعادتكم بكافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني؟
سفير العراق : في الحقيقة مكانة مصر باعتبارها البلد العربي الاكبر وحاضنة الجامعة العربية وموطن الازهر الشريف، واتحاد تاريخها العتيد مع حاضرها الزاخر بالوعي والفكر والثقافة والوسطية، يحملنا ان نبذل جهود اضافية منسجمة مع مكانتها، فمصر المنبر الذي يصدح بالحكمة عند الملمات ، ومصر الشقيق الاكبر القادر على التفاهم والتواصل مع الجميع.
وانا شخصينا افخر ان اكون سفيرا لبلادي في ارض الكنانة وهذا الامر اعده تكريما لي وستكون القاهرة محطة اثراء لتجربتي الدبلوماسية، وحصيلة مهمة في مشواري بهذه المهنة.
وفي مصر تعرفت على الكثير من الاصدقاء من الدبلوماسيين والصحافيين والكتاب والفنانين والناشطين المدنيين، واستفدت منهمالكثير.
ومصر بما تزخر به من ( قوة ناعمة) في الفن والاعلام والفكر، تعطي للعامل فيها خصوصا الدبلوماسي مجالات وافاق واسعة لمراكمة الخبرة في مسيرته، وايجاد مناخ ايجابي لتطوير العلاقات الثنائية.
- سعادة السفير ماهي الرسالة القوية التي بعث بها توحد العراقيين واستكمال الانتصار على داعش رغم دور اسرائيل المشبوه في مساندة استفتاء اقليم كردستان؟
سفير العراق :الكلام عن العراق والعراقيين هو الكلام عن ثقل التاريخ وعمق الحضارة وقوة العيش المشترك،حيث ان ميزة العراق في انه ينحدر من مرحلة تأريخية قديمة عمرها ستة الاف سنة، وفيه التعدد المذهبي والتعدد الديني والقومي والتعدد العشائري وهذا التعدد هو مكمن القوة في بلادنا،اذان الوحدة الوطنية هي سر نجاحنا وابلغ دروس نصرنا على الارهاب.
كما تمكنت القوات المسلحة العراقية بمختلف صنوفها من تطوير اساليبها القتالية بالشكل الذي كان منسجما مع المعركة والميدان.
لاننسى ايضا دورهيئة الحشد الشعبي هذه المؤسسةالتي تمثل العراقيين جميعا، وهي مفخرة العراق في مقارعة الارهاب، حيث بعزيمة القوات الامنية العراقية وبضمنها الحشد الشعبي دحرنا الارهابوانتهت مشاريع تقسيم العراق ، وتمكننا من ابهار العالم.
ومن الدروس المستفادة من انتصاراتنا انها كانت عراقية خالصة، انجزت بجهود وتوقيتات وامكانيات وطنية، وكانت العمليات نظيفة اذ توخت تحرير الانسان قبل المكان.
كما ان نصرنا حفزنا في وضع المشاريع الطموحة لمرحلتنا القادمة من اجل بناء الانسان العراقي بخطط تنموية مع التركيز على التعليم والصحة وتساوي الفرص وانفاذ القانون ومكافحة الفساد الاداري وقبلها عودة النازحين والاهالي الى مدنهم وازقتهم معززين مكرمين،ونسعى الى حملة دولية لاعادة الاعمار، ترافقها ثورة في توفير الخدمات والعيش الكريم.
اما بشأن اسرائيل ودورها في الاستفتاء فنقول نعم ان الدوائر السياسية والاعلامية الاسرائيلية اكدت دعمها صراحة لاستفتاء الانفصال، لكن الدرس المهم هو انه عندما استشعرت المكونات العراقية الخطر ومعها منظومتنا العربية والاسلامية ودول المنطقة، وتوحدت خلف دعم وحدة العراق وسيادته، انهت خطوة
الاستفتاء الى غير رجعة، وخسرت اسرائيل جولة مهمة في سعيها لتفيت المنطقة.
اجرى الصحفى والمستشار الاعلامى معتز صلاح الدين حوار صحفيا شاملا مع السيد -حبيب الصدر سفير العراق فى القاهرة وفيما يلى نص الحوار :
-السفير حدثنا عن التطور الكبير في العلاقات السياسية المصرية
العراقية وخاصة موقف مصر من استفتاء كردستان؟
سفير العراق : العلاقات بين العراق ومصر تقطع اشواطا مهمة الى الامام على اكثر من صعيد، ومنها تعزيز التعاون الثنائي، والشراكة بين البلدين في المجالات المختلفة، ولايخفى على احد دور مصر المحوري والاساسي في المنطقة، لذا نتطلع لان تبقى مصر عاملا قويا، ونحن بحاجة الى مصر من اجل ايجاد الحلول الناجعة للمشاكل الاقليمية.
حيث اذا ركنا جميعا الى السكون والمراقبة من على التل دون اسهامات لتعزيز الحوار والحلول السياسية فأن الازمات ستتجدد وسندخل في (منطقة فراغ) في العلاقات الاقليمية، وستفتح سيناريوهات غير متوقعة.
كما ان لمصر قاعدة (دبلوماسية) صلبة، وتكامل مبهر بين مختلف الانماط والوسائل الدبلوماسية اذ ساعدت على تلمس الحل لكثير من الملفات مثل: (المصالحة الفلسطينية،والمصالحة في جنوب السودان، وخفض التصعيد في مناطق معينة في سورية،
وترتيب البيت الداخلي الليبي) وكذلك الجهود الاستباقية في نزع فتيل الازمة اللبنانية، اما بخصوص الاستفتاء فمصر ومنذ اليوم الاول وقفت الى جانب الدفاع عن وحدة العراق والحفاظ على سيادته، ومن القاهرة انطلق الاجماع العربي من الجامعة العربية في رفض خطوة الاستفتاء، والتحذير من تداعياتها.
- المعروف ان الحرب على الارهاب من اهم القضايا الى اي مدى هناك تنسيق مصري – عراقي بهذا الشأن؟
سفير العراق :نحن مستعدون لان نتعاون مع مصر على مختلف الصعد من اجل استباب الامن، لان مصر وقفت الى جانبنا في محطات مهمة، كما ونثمن دعم فخامة الرئيس (عبد الفتاح السيسي) للعراق، حيث ماكان سيادته يضع اي عائق او اي شرط في مجال دعم الوضع الامني في بلادنا والوقوف الى جانبنا في مواجهة الارهاب.
ونشير الى ان العراق واجه اصعب التحديات في الحرب على الارهاب، وخرج منها بحصيلة تجارب مهمة وناجحة يمكن ان تسهم في دحره على مستوى المنطقة، ويمكن للتكامل بين خبراء الاجهزة الامنية العراقية مع خبرات امن المعلومات للاجهزة
الامنية المصرية ان يضعف الوجود الارهابي في منطقتنا. ونرى ان التحديات المشتركة تفرض على البلدين الشقيقين تعزيز التعاون المشترك في المجالات الاستخبارية، والتدريب، وتبادل المعلومات والخبرات، سيما وان دحر الارهاب في العراق سيجعله يفتش عن ملاذات امنة في سيناء وصحراء مصر الغربية.
- ما هي ابرز ملامح زيادة التعاون الاقتصادي العراقي – المصري؟
سفير العراق :من المؤمل ان تجتمع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على مستوى رئيسي مجلس وزراء البلدين في بغداد، حيث تجرى حاليا الاتصالات مع الجهات المصرية المعنية للوصول الى تحديد موعدها وجدول اعمالها، وهناك اهتمام (عراقي
–مصري) لتعميق مستوى العلاقات بين البلدين، خصوصا في المجالات التجارية وشؤون الطاقة وتنمية القدرات الصناعية، واعادة اعمار المدن المحررة.
وستبحث (اللجنة) مجالات التعاون بين البلدين في المجالات المالية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية وتعزيز التبادل التجاري، وتفعيل مذكرات التفاهم، وطرح فرص التعاون والاستثمار، ونأمل في مناخ الاستثمار الجديد في مصر بعد صدور قانون الاستثمار الجديد ان يكون مدخلا مهما في تشجيع دخول اصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين العراقيين في السوق المصرية.
ونشير ايضا الى ان العراق طرح فرصا استثمارية عدة في المجال الصناعي وبحثنا مع الجهات المصرية المعنية استعداد العراق لاستضافة المستثمرين المصريين، لاننا نخطط لنهضة صناعية تعيد الاعتبار للمنتوج الوطني.
ولدينا الاتفاق النفطي كنموذج ناجح جدا بين بلدينا الشقيقين، اذ تم تنفيذه بشكل سلس وبدون معوقات، ويؤمل مضاعفة الكمية في العام المقبل 2018 ، وقريبا ستتم المباشرة بمد انبوب للنفط من العراق مرورا بالاردن وانتهاءً في مصر مما يجعل مصر مركزا لتصدير الطاقة في المنطقة.
-سعاةة السفير نلاحظ تواجدكم القوى داخل مصر في عدد من الفعاليات ونلاحظ العلاقات الطيبة لسعادتكم بكافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني؟
سفير العراق : في الحقيقة مكانة مصر باعتبارها البلد العربي الاكبر وحاضنة الجامعة العربية وموطن الازهر الشريف، واتحاد تاريخها العتيد مع حاضرها الزاخر بالوعي والفكر والثقافة والوسطية، يحملنا ان نبذل جهود اضافية منسجمة مع مكانتها، فمصر المنبر الذي يصدح بالحكمة عند الملمات ، ومصر الشقيق الاكبر القادر على التفاهم والتواصل مع الجميع.
وانا شخصينا افخر ان اكون سفيرا لبلادي في ارض الكنانة وهذا الامر اعده تكريما لي وستكون القاهرة محطة اثراء لتجربتي الدبلوماسية، وحصيلة مهمة في مشواري بهذه المهنة.
وفي مصر تعرفت على الكثير من الاصدقاء من الدبلوماسيين والصحافيين والكتاب والفنانين والناشطين المدنيين، واستفدت منهمالكثير.
ومصر بما تزخر به من ( قوة ناعمة) في الفن والاعلام والفكر، تعطي للعامل فيها خصوصا الدبلوماسي مجالات وافاق واسعة لمراكمة الخبرة في مسيرته، وايجاد مناخ ايجابي لتطوير العلاقات الثنائية.
- سعادة السفير ماهي الرسالة القوية التي بعث بها توحد العراقيين واستكمال الانتصار على داعش رغم دور اسرائيل المشبوه في مساندة استفتاء اقليم كردستان؟
سفير العراق :الكلام عن العراق والعراقيين هو الكلام عن ثقل التاريخ وعمق الحضارة وقوة العيش المشترك،حيث ان ميزة العراق في انه ينحدر من مرحلة تأريخية قديمة عمرها ستة الاف سنة، وفيه التعدد المذهبي والتعدد الديني والقومي والتعدد العشائري وهذا التعدد هو مكمن القوة في بلادنا،اذان الوحدة الوطنية هي سر نجاحنا وابلغ دروس نصرنا على الارهاب.
كما تمكنت القوات المسلحة العراقية بمختلف صنوفها من تطوير اساليبها القتالية بالشكل الذي كان منسجما مع المعركة والميدان.
لاننسى ايضا دورهيئة الحشد الشعبي هذه المؤسسةالتي تمثل العراقيين جميعا، وهي مفخرة العراق في مقارعة الارهاب، حيث بعزيمة القوات الامنية العراقية وبضمنها الحشد الشعبي دحرنا الارهابوانتهت مشاريع تقسيم العراق ، وتمكننا من ابهار العالم.
ومن الدروس المستفادة من انتصاراتنا انها كانت عراقية خالصة، انجزت بجهود وتوقيتات وامكانيات وطنية، وكانت العمليات نظيفة اذ توخت تحرير الانسان قبل المكان.
كما ان نصرنا حفزنا في وضع المشاريع الطموحة لمرحلتنا القادمة من اجل بناء الانسان العراقي بخطط تنموية مع التركيز على التعليم والصحة وتساوي الفرص وانفاذ القانون ومكافحة الفساد الاداري وقبلها عودة النازحين والاهالي الى مدنهم وازقتهم معززين مكرمين،ونسعى الى حملة دولية لاعادة الاعمار، ترافقها ثورة في توفير الخدمات والعيش الكريم.
اما بشأن اسرائيل ودورها في الاستفتاء فنقول نعم ان الدوائر السياسية والاعلامية الاسرائيلية اكدت دعمها صراحة لاستفتاء الانفصال، لكن الدرس المهم هو انه عندما استشعرت المكونات العراقية الخطر ومعها منظومتنا العربية والاسلامية ودول المنطقة، وتوحدت خلف دعم وحدة العراق وسيادته، انهت خطوة
الاستفتاء الى غير رجعة، وخسرت اسرائيل جولة مهمة في سعيها لتفيت المنطقة.
التعليقات