محللون.. المصالحة دخلت نفقاً مظلماً.. بيان عادي.. لم يرقَ لتوقعات الجمهور

محللون.. المصالحة دخلت نفقاً مظلماً.. بيان عادي.. لم يرقَ لتوقعات الجمهور
توضيحية
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
يبدو أن قطار المصالحة دخل في نفق مظلم، وخاصة بعد البيان الختامي الذي صدر من قادة الفصائل المجتمعين في العاصمة المصرية القاهرة، أمس الأربعاء، حيث اعتبره محللون أنه لم يف بالغرض، خاصة بعد تصريحات عضو وفد حركة حماس الدكتور صلاح البردويل الذي قال: "لم نستطع أن نعود برفع الإجراءات وفتح المعابر"، في حين قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس وفد حركة فتح: "فتح معبر رفح بشكل كامل يتطلب شروطاً لم تحقق بعد".

فقد أوضح الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن المصالحة دخلت في نفق مظلم وموت سريري، معتبراً أن مطالب حركة فتح غير منطقية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن حماس لن تستطيع أن تقدم أكثر مما قدمته.

وقال أبو سعدة في لقاء مع "دنيا الوطن": "حماس سلمت كافة الوزارات والهيئات في قطاع غزة، وبالتالي لا أستطيع فهم ماذا يعني تمكين الحكومة".

وأضاف: "تمكين الحكومة بالنسبة لحركة فتح هي السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة، وهذا لن تقبل به حركة حماس، لأنه لم يأت هكذا في اتفاق 2011 الذي نص على أن يتم نشر 3000 عنصر أمنى من السلطة الفلسطينية، ويزداد العدد إلى حين إجراء الانتخابات، بما يعني الحفاظ على القوة الأمنية الخاصة بحركة حماس".

بدوره، أوضح حسن عبدو المحلل السياسي، أن هناك نقاط فشل وأخرى نجاح، مفسراً أن هناك كثيراً من الإخفاق، حيث أخفقت الفصائل الفلسطينية في تحديد موعد ثابت لفتح معبر رفح وكيفية إدارته، وتحديد موعد محدد لإنهاء الإجراءات المفروضة على قطاع غزة.

وأشار عبدو إلى أن هناك نجاحات حققتها الفصائل، تمثلت في تحديد مواعيد لاحقة للحوار في شباط/ فبراير المقبل، والتأكيد على ما هو مؤكد في الاتفاقات السابقة، وكذلك النجاح في تسمية اللجنة الإدارية القانونية، وإحراز تقدم على صعيد الأمور الداخلية التي تشمل الموظفين.

وقال عبدو: "في المجمل فإن الاجتماع يعتبر أدني بكثير، مما كان يتوقعه الشارع الفلسطيني".

وفيما يتعلق بند الدولة على حدود 67، أوضح عبدو أن حركة الجهاد الإسلامي تحفظت عليه، لأنه لا ينسجم مع رؤيتها، كما تحفظ في السابق على بعض البنود في اتفاق 2011، وبالتالي فإن الحركة كانت لا تقبل بوجود دولة على حدود 67 والتنازل عن باقي فلسطين.

أما هاني حبيب المحلل السياسي، فرأى أن بيان الفصائل الفلسطينية ضرب بعرض الحائط آمال المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، واصفاً إياه "بالعادي"، ولا يجب أن يكون نتيجة لحوارات جدية وفاعلة.

وقال: "هذا البيان يقلل من قدر المجتمعين في القاهرة، لأنه أقل من الحد الأدنى المطلوب من الاجتماعات، بالإضافة إلى أن الجمهور الفلسطيني كان يتوقع أن يتضمن ما يشير إلى وقف الإجراءات بحق قطاع غزة"، مضيفاً: "أعتقد أن هذا البيان خذل الجمهور، الذي كان ينتظر منه أكثر من ذلك بكثير".

التعليقات