كهرباء غزة ومعبر رفح

كهرباء غزة ومعبر رفح
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

حتى الآن لا تبشر أمور المصالحة الوطنية بخير، بعد كل ما جري من احتفالات في قطاع غزة، وزيارة كل مسؤولي حكومة الوفاق عن بكرة أبيهم صغيراً و كبيراً لقطاع غزة دون أي مشاكل تذكر. 

والجميع يتحدث عن تسلم صلاحيات الحكومة والأمن والقانون ولم يصدر عن حماس أي اعتراض على كل هذه المسائل، بل قالت قولاً صريحاً على لسان القائد السنوار وغيره، بأن قطاع غزة مفتوح للحكومة على مصراعيه، ولا يعترض معترض على هذا القول.

في حين كانت السلطة تتحدث منذ سنوات بكلمة واحدة، أن تتم المصالحة اليوم، وغداً تحل كل المشاكل الذي يعاني منها الشعب الفلسطيني بغزة بسبب الحصار.

وللأسف كل المشاكل الذي يعاني منها الشعب الفلسطيني كماهي ولم تحل أي مشكلة تذكر، وخاصة الكهرباء، بل ما يتحدث به الناس في قطاع غزة بأن مشكلة الكهرباء قد زادت، وأن القائم بأعمال سلطة الطاقة محمد ملحم، قد أثار غضب شعب غزة غضباً شديداً بتصريحاته الغريبة والشاذة، عندما أعلن أن مشكلة انتظام الكهرباء، باستخراج الغاز بالكهرباء، أي يعني بعد عمر طويل، وأن عودة الكهرباء لجدول الثماني ساعات، يحتاج لسنوات طويلة أي أن المشكلة بدون حل عملياً.

والمسألة تتعلق بانتظام الجباية فقط بالتعاون مع شرطة حماس أو الشرطة الفلسطينية لوحدها، عندما تتسلم مهامها كاملة.

من أجل حل مشكلة الكهرباء، يجب ان يتوقف محمد ملحم عن كلامه المُحبط، وأن تبدأ الحكومة بإجراءات عملية لانتظام الجباية وتوريد البترول؛ لتشغيل محطة الكهرباء على مدار الساعة بكامل طاقتها، وإصلاح المولدات إن وُجد خلل، فتنتظم الكهرباء تدريجياً ويشعر الناس بهذا التحسن تدريجياً، وتؤجل القضايا المعقدة إلى حين، والعمل على حلها في نفس الوقت.

وهنالك دعم مصري واضح وبلا حدود للمصالحة، بل وتحتضن الحوار الفلسطيني في مقر المخابرات المصرية، وهذه فرصة لا تعوض بأن تدفع مصر باتجاه المصالحة الوطنية وفتح معبر رفح على مصرعيه على مدار الساعة، ولا تعترض مصر الآن على فتح المعبر بعد تسلم السلطة الفلسطينية، وحرس الرئاسة إدارة المعبر، وإدارة السيد نظمي مهنا، كما يدير بقية المعابر مثل الكرامة وغيرها بكفاءة عالية مشهود له بها.

وأكبر معاناة يواجها الشعب الفلسطيني بغزة الكهرباء أولاً، ومعبر رفح ثانياً، وعند حل هاتين المشكلتين تكون المصالحة الوطنية قد أنجزت جزءاً كبيراً من المصالحة، ويشعر الشعب الفلسطيني أنها قد أنجزت جزءاً كبيراً مما عليها، وتبقى قضية رواتب موظفي حماس التي تحتاج إلى جهد كبير وحل عاجل أيضا بالتنسيق مع الدول العربية الخليجية، وأعتقد أن هناك تعهداً سعودياً على الأقل بحل هذه المشكلة، وكل المشاكل المالية المتعلقة بهذه المصالحة، إضافة للقطاع الخاص بقطاع غزة، وتنشيطه للنهوض بالنشاط الاقتصادي داخل غزة.

ومازالت المصالحة تحتاج لمجهودات أكبر ودعم مصري لجهود السلطة الفلسطينية، فيما يتعلق بدعم الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات المتحدة.

التعليقات