منذ 74 عاماً.. لبنان تحتفل بذكرى استقلالها

منذ 74 عاماً.. لبنان تحتفل بذكرى استقلالها
صورة أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
منذ 74 عاماً تحتفل الجمهورية اللبنانية في الثاني والعشرين من تشرين ثاني/نوفمبر 1943، بذكرى استقلالها، والذي اكتمل بانسحاب القوات الفرنسية نهاية كانون أول/ديسمبر 1946.

وفي يوم 22 تشرين ثاني/نوفمبر هو تخليدٌ لذكرى حكومة الاستقلال الوطنية التي ناضلت عشية إطلاق سراح رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح من الاعتقال، صباح هذا التاريخ من العام 1943 وتسليم فرنسا بمنح لبنان الاستقلال التام.

فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أعلن الشريف حسين بن علي قيام الدولة العربية التي تضم كل البلاد العربية المحررة من العثمانيين.

وبحسب اتفاقيات حسين مكماهون، كان على المنطقة التي تضم لبنان الحالي أن تتبع المملكة العربية الجديدة، وبنفس الوقت، انتدبت فرنسا لحكم لبنان بحسب اتفاقية سايكس-بيكو.

وطلب من شعوب المنطقة تحديد مصيرهم فيما بينهم، في هذه الحالة، طلب مسيحيو لبنان تأسيس دولة مستقلة بحماية فرنسية.

وكان مسلمو "دولة لبنان الكبير" قد رفضوا، في أكثريتهم، الدولة والكيان الوطني اللبناني، عند نشوئه لثلاثة أسباب، هي أن أمنيتهم بعد الانسلاخ عن السلطنة العثمانية، كانت الانضمام إلى دولة عربية، برئاسة الأمير فيصل، تضم "سوريا الكبرى" أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق، ولأنهم كانوا رافضين للانتداب حكم دولة أوروبية.

لم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين، بالكيان اللبناني، وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات، اشترطت فرنسا ان تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان.

قبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعا في صفوف السياسيين المسلمين "الوحدويين" في لبنان، وراح بعضهم "يتلبنن" مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه "القومي العربي"، وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح وبشارة الخوري.

ومن عام 1930 إلى عام 1943، راحت "صيغة" رياض الصلح/بشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال ـ تتبلور، إلى ان تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة التالية: من أجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين ان يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم، وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري ـ العربي.

في بداية الحرب العالمية الثانية وبعد أن سيطرت فرنسا على المراكز الحساسة مما جعل الحكومة اللبنانية سنة 1943 تتقدم إلى المفوضية الفرنسية مطالبة بتعديل الدستور بما ينسجم مع الأوضاع. وكان هذا الطلب بدعم من البريطانيين الذين حكموا فلسطين والأردن والعراق.

وفي 21 أيلول/سبتمبر من السنة نفسها فاز بشارة الخوري بالانتخابات وأصبح رئيساً للجمهورية وألف حكومته رياض الصلح وأعلنوا الاستقلال التام وحولت مشروع تعديل الدستور إلى المجلس النيابي.

أعتبر هذا القرار تحديا ساخراً للمفوض السامي مما جعله يأمر بتعليق الدستور وأرسل ضباطاً إلى رئيس الجمهورية فاعتقلوه مع رئيس وزرائه وبعض الوزراء والزعماء الوطنيين مثل عادل عسيران، كميل شمعون، عبد الحميد كراميوسليم تقلا وحجزوهم في قلعة راشيا.

عندها قام وزير الدفاع الوطني آنذاك الأمير مجيد أرسلان ورئيس مجلس النواب صبري حمادة و الوزير حبيب أبو شهلا باجتماع مصغر في قرية في جبل لبنان هي بشامون وألفوا حكومة مؤقتة ورفع العلم اللبناني الذي تكون من ثلاث أقسام الأحمر، الأبيض وفي الوسط ضمن اللون الأبيض شجرة أرز خضراء.

وقد أدى هذا النضال إلى استقلال لبنان بتاريخ 22 تشرين ثاني/نوفمبر 1943، وبعد ذلك دعم لبنان نفسه بمشاركته بتأسيس هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 وجامعة الدول العربية سنة 1947.


 

التعليقات