حنا : نحن مع السلام ولكننا نرفض الاستسلام

رام الله - دنيا الوطن
شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس يوم امس في امسية تضامنية مع الشعب الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا وذلك في مدينة اوسلو النرويجية حيث وجه سيادته كلمة للمشاركين في هذه الندوة عبر وسيلة الفيديو كونفرنس من مدينة القدس .

وقد وجه سيادته التحية لكافة المشاركين في هذا اللقاء مؤكدا بأن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم وانما هي قضية كافة احرار العالم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او العرقية او خلفياتهم الثقافية .

اننا نحيي اصدقاءنا المجتمعين في العاصمة النرويجية اوسلو ومن خلالكم نوجه التحية لاصدقاءنا في النرويج وفي سائر ارجاء العالم حيث تعقد في هذه الايام الكثير من الندوات والمهرجانات واللقاءات التي تتحدث عن عدالة القضية الفلسطينية وذلك بمناسبة اليوم العالمي التضامني مع شعبنا .

ان شعبنا الفلسطيني تعرض لنكبات ونكسات ومظالم لا عد لها ولا حصر ولكن وبالرغم من كل هذه الالام والاحزان والمعاناة ما زال شعبنا متمسك بحقوقه وثوابته ودفاعه عن عدالة قضيته .

هنالك قوى سياسية في الغرب تسعى لتصفية وانهاء القضية الفلسطينية ، هنالك من يريدون ان يفرضوا علينا حلولا استسلامية ويمارسون ضغوطاتهم وابتزازتهم على شعبنا ، هنالك من يريدوننا ان نقبل بسلام هو في واقعه استسلام وقبول بالواقع الذي يرسمه الاحتلال لنا ، نحن مع السلام ولكننا نرفض الاستسلام والسلام الذي ننادي به هو سلام العدالة والحق وعودة الحقوق السليبة الى اصحابها .

نذكر اولئك الذين يتحدثون عن السلام بضرورة ان يعملوا اولا من اجل تحقيق العدالة في هذه الارض المقدسة والعدالة في مفهومنا تعني انهاء الاحتلال عن شعبنا لكي يعيش هذا الشعب بسلام مثل باقي شعوب العالم .

ان اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هدفه هو ايصال رسالة شعبنا الى سائر ارجاء العالم وهدفه تذكير من يحتاجون الى تذكير بأن في فلسطين هنالك شعب رازح تحت الاحتلال وهذا الشعب ما زال يناضل من اجل الحرية التي في سبيلها قدم التضحيات الجسام ويحق لهذا الشعب ان يعيش بسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم .

وفي هذه المناسبة اود ان اقول بإسم شعبنا بأنه لا تنازل عن عدالة قضيتنا مهما كثرت الضغوطات والابتزازات التي يتعرض لها شعبنا الابي ، ان هذه الضغوطات والمؤامرات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية لن تزيدنا الا صلابة وثباتا وتمسكا بعدالة هذه القضية التي نعتبرها وبحق قضية كافة احرار العالم ، انها قضية شعب مظلوم ويحق لهذا الشعب ان يناضل حتى يزول الظلم عنه فينعم بالحرية والكرامة التي يستحقها .

اخاطبكم من رحاب مدينة القدس التي تتعرض للاستهداف ، مقدساتنا واوقافنا مستهدفة وابناء شعبنا يتعرضون للاستهداف والاضطهاد وهم يعاملون كالغرباء في مدينتهم .

القدس عاصمتنا وحاضنة مقدساتنا ولا يمكننا ان نتحدث عن فلسطين بدون القدس كما اننا لا يمكننا ان نتحدث عن القدس بدون فلسطين .

تحدث سيادته في كلمته ايضا عن وثيقة الكايروس الفلسطينية مؤكدا بأن المسيحيين الفلسطينيين وان كانوا قلة في عددهم الا انهم ليسوا اقلية وهم مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني ، انهم مدافعون حقيقيون عن عدالة قضية شعبهم والاحتلال بممارساته وسياساته يستهدفنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين ولذلك وجب علينا ان نكون موحدين وان نكون عائلة واحدة في دفاعنا عن قضيتنا الوطنية العادلة وفي دفاعنا عن القدس ومقدساتها واوقافها المستباحة .