هل فشلت المصالحة ؟

بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير
منذ أحد عشر عاماً من تاريخ بدء الانقسام بين السلطة الوطنية وحركة حماس في غزة، والسلطة تعلن ليل نهار بأن كل مشاكل قطاع غزة ستُحل فوراً عند إتمام المصالحة،أي في اليوم التاني للمصالحة، وعاش الشعب الفلسطيني في غزة على هذا الأملن وانتظروا بفارغ الصبر أن تتم المصالحة كي يُسافر الطالب الفلسطيني للخارج لاتمام دراسته، وأن يجد الباحث عن عمل وظيفة في مؤسسات السلطة بغزة، وأن يتم معالجة كل الأخطاء التي حدثت خلال السنوات الماضية، وأن يرى المواطن العادي الكهرباء على مدار الساعة.
وأن يعم الهدوء والسلام والطمأنية في غزة بلا حروب مع اسرائيل، ولا مشاكل مع الدول العربية المجاورة، ولكن وللأسف الشديد لم يتحقق أي شئ سوى ذبح الخرفان فرحاً وابتهاجاً في غزة بالمصالحة، وعدنا للمربع الأول بلقاءات في القاهرة.
وأستغرب من لقاءات القاهرة عندما كانت كل الحكومة الفلسطينية في غزة منذ أسابيع واجتمعت مع قادة حماس، وكان يفترض أن تبحث عن كل القضايا ، ولا يوجد حواجز مطلقاً بين فتح وحماس والحكومة الفلسطينية.
الشعب الفلسطيني يتمنى إتمام المصالحة، واستحقاقاتها بما يعود بالخير والفائدة عليهم في غزة الذين انتظروا اللحظة بفارغ الصبر منذ 11 عام، لا أن تتحول المصالحة إلى تراشق إعلامي وحوارات تبدا من الصفر في القاهرة وغيرها، حيث أن مصر قد قامت بما عليها، وقامت بواجباتها تجاه المصالحة والشعب الفلسطيني، وبقي فقط أن يفتح المعبر بشكل دائم لا أكثر ، وهذه مسؤولية أطراف المصالحة ومصر.
وأعتقد أن السيد نظمي مهنا مديرهيئة المعابر يبذل قصارى جهده لفتح معبر رفح أسوة بمعبر الكرامة، لكن تحتاج جهوده لمساندة كل الأطراف من السلطة وفتح وحماس ومصر حتى تكلل جهوده بالنجاح.
أما الكهرباء في غزة فهي الصدمة الكبرى لكل الشعب في غزة عندما أعلن السيد ظافر ملحم القائم باعمل سلطة الطاقة بأن الكهرباء ستنتظم في غزة لمدة 24 ساعة عندما يتم اكتشاف الغاز في غزة بعد عمر طويل، وعاد في تصريح آخر يقول انتظام الكهرباء لمدة ثماني ساعات يحتاج لسنوات طويلة، بينما تصريحات السلطة كانت تقول أن انتظام الكهرباء سيكون في اليوم الثاني للمصالحة، ومرت الشهور، ولم تتحسن الكهرباء، أي مشكلة السلطة أصبحت مع الشعب في غزة لأول مرة.
ومنذ أيام كان اللواء ماجد فرج في غزة ومثل هذه اللقاءات يتوقع منها الخير، وهو ما سربته بشكل غريب الحياة اللندنية التي نتمنى أن لا تكون صادقة لأننا نأمل بحل المشكلات بين فتح وحماس، وفي اتمام استحقاقات المصالحة اليوم وغداً، ولماذا تتلكأ السلطة في هذا الموضوع، والفرصة بين يديها كاملة، والشعب في غزة لا يطلب الكثير، يطلب كهرباء 24 ساعة أسوة بالضفة الغربية، والسلطة تعرف كيف عالجت موضوع الكهرباء في الضفة، وكيف أنها منتظمة في كل قرى ومخيمات ومدن الضفة.
أي أن الوقت لم يعد في صالح السلطة وبحاجة لاعادة نظر جدية في حل المشكلات خاصة أن حماس رحبت ترحيب كبير بالمصالحة، ولم تسجل خروقات حسب معلوماتي في تنفيذ بنود المصالحة، والكرة الآن في ملعب السلطة حتى نسمع اخباراً طسية وواقعية على أرض الواقع، بعكس تصريحات ملحم الذي ينتظر الغاز بعد عمر طويل لكي يتم تزويد غزة بالكهرباء ل24 ساعة.
التعليقات