حنا: لقد فشلت كافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة اليوم وفد برلماني ارجنتيني وقد ابتدأ الوفد زيارته للاراضي الفلسطينية بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة بالقدس القديمة ومن ثم في الكاتدرائية حيث كانت لسيادته كلمة ترحيبية امام الوفد الاتي الينا من العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس .

رحب سيادة المطران بزيارة الوفد الارجنتيني مؤكدا بأن شعبنا الفلسطيني يقدر ويثمن كافة المواقف التضامنية معه والتي يطلقها كافة احرار العالم.

ان شعبنا وفي لاصدقاءه ونحن بدورنا نرحب بكم وبزيارتكم التضامنية لشعبنا الفلسطيني ولعاصمة شعبنا الروحية والوطنية مدينة القدس .

ان التضامن مع شعبنا الفلسطيني هو انحياز للحق والعدالة ونصرة للمظلومين والمتألمين والمضطهدين ، ان التضامن مع شعبنا هو واجب اخلاقي وانساني وحضاري بالدرجة الاولى ولذلك فإنكم من خلال وقوفكم وتعاطفكم مع شعبنا انما تعبرون عن انسانيتكم وعن شيمكم واخلاقكم النبيلة ونحن نفتخر باصدقاءنا المنتشرين في سائر ارجاء العالم ونسعى وبكافة الوسائل المتاحة لكي تتسع رقعة اصدقاءنا المتفهمين لعدالة قضيتنا والمطالبين بالحرية لشعبنا هذه الحرية التي يناضل شعبنا الفلسطيني في سبيلها ، وقد قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام حتى يستعيد حقوقه السليبة وتكون هنالك دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس .

مخطىء من يظن بان المؤامرات التي تستهدف قضيتنا الوطنية العادلة انما هي قادرة على تصفية هذه القضية ، لا توجد هنالك قوة في عالمنا قادرة على تصفية القضية الفلسطينية ، فالقضية الفلسطينية هي قضية شعب يعشق الحياة والكرامة ، انه شعب متحل بالثقافة والرقي والوطنية والانتماء الصادق لهذه الارض المقدسة وهذا الشعب لن يتنازل عن حقوقه وثوابته .

لا ننكر ان هنالك من يخططون لتصفية القضية الفلسطينية فمشاريع تصفية قضيتنا الوطنية لم تتوقف منذ سنوات ولكنها فشلت فشلا ذريعا وتحطمت بوعي وصلابة وحكمة شعبنا وتشبثه بعدالة قضيته ودفاعه عن وطنه .

اما مدينة القدس فما يحدث فيها يمكننا ان نصفه بأنه مجزرة حضارية تاريخية انسانية بامتياز ، فكل شيء فلسطيني مستهدف في مدينة القدس بما في ذلك اوقافنا المسيحية المستهدفة والتي تسعى السلطات الاحتلالية لابتلاعها وسرقتها بطرق ملتوية غير قانونية وغير شرعية .

الفلسطينيون المقدسيون يعاملون كالغرباء في مدينتهم ، ومقدساتهم واوقافهم مستهدفة كما ان مؤسساتهم الوطنية مهددة وهنالك محاولات هادفة لتغيير المناهج الوطنية في مدارس القدس ، يريدوننا ان نشطب فلسطين من قاموسنا وان ننسى مدينة القدس وان نتخلى عن حق العودة ، يريدوننا ان نشطب الثقافة الفلسطينية ويريدوننا ان نستسلم لسياساتهم واملاءاتهم وممارساتهم وكل هذا لن يحدث ، لن يتمكن احد من اقتلاع انتماءنا الوطني من وجداننا وهويتنا وثقافتنا ، لن يتمكن احد من شطب القدس وحق العودة ، لن يتمكن احد من تغريبنا عن ثقافتنا الفلسطينية ، نحن متمسكون بحقوقنا وثوابتنا وانتماءنا لهذه الارض المباركة ونحن لسنا على عجلة من امرنا لكي نقبل بحلول غير منصفة ، ان شعبنا لن يتنازل عن ثوابته وحقوقه مهما طال الزمان ومهما كثرت المؤامرات والمخططات الهادفة لتصفية هذه القضية التي نعتبرها اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .

اننا نراهن على اصدقاءنا المنتشرين في سائر ارجاء العالم ونراهن على احرار العالم المنحازين لعدالة القضية الفلسطينية والمطالبين بتحقيق العدالة في هذه الارض .

ما اود ان اقوله لكم بأن شعبنا اليوم اصبح مدركا اكثر من اي وقت مضى لخطورة ما تتعرض له فلسطين ومدينة القدس من مؤامرات ومحاولات هادفة لابتلاع هذه المدينة والنيل من عدالة قضيتنا الوطنية ، ان شعبنا الفلسطيني اصبح اليوم اكثر ادراكا ومعرفة بخطورة الواقع الذي نمر به وضرورة ان نكون موحدين وعلى قدر كبير من المسؤولية والحكمة والرصانة لكي نتمكن من افشال المؤامرات التي تستهدف قضيتنا العادلة ولن يتمكن احد من اسكاتنا ولن يتمكن احد من تغيير قناعاتنا ولن يتمكن احد من النيل من ارادتنا وعزيمتنا مهما اشتدت حدة الضغوطات والسياسات والممارسات التعسفية التي تستهدفنا .

سيبقى الصوت المسيحي الفلسطيني صوتا مناديا بالعدالة والحرية لشعبنا ولن يتمكن احد من النيل من ارادتنا او حرف بوصلتنا التي ستبقى دوما باتجاه القدس ومقدساتها وباتجاه القضية الفلسطينية وعدالتها .

قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس وما تتعرض له مقدساتنا واوقافنا المستهدفة وبوسائل متنوعة ومختلفة ، كما قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ورسالتها ومضامينها .