مؤسسة بيت بيوت تنظم مهرجاناً دوليا لألعاب تقمص الأدوار الارتجالية

رام الله - دنيا الوطن
نظمت مؤسسة بيت بيوت المختصة بألعاب تقمص الأدوار الارتجالية (لارب) والمؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية REFROM في بيت لحم يوم الخميس الموافق ١٦/١١/٢٠١٧، وعلى مدار ثلاثة أيام مهرجاناً دوليا للألعاب الارتجالية التشاركية بهدف خلق أدوات تعبيرية تمكن المواطنين من المشاركة الواسعة في الحياة العامة على مبدأ التعددية الفكرية ولخلق جيل واعي بمفهوم المواطنةالصالحة والفاعلة، وذلك بالتعاون مع كل من جامعة بيت لحم، وكلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، بالإضافة لمؤسسة بي فروست من الدنمارك، ومؤسستي فانتازي فور بوندنت وأليبير النرويجيتين، وبدعم من الوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) من خلال (GIZ).

وتعتبر لعبة تقمص الأدوار الارتجالية، المعروفة اختصاراً بمصطلحلارب أو بالانجليزية(Live Action Role Playing -LARP-)، من أبرز الألعاب التشاركية الإبداعية الحديثة التي تسهم إيجابيا في خلق مناهضة الاستقطاب والاصطفاف على أساس فئوي وجغرافي وحزبي كما وتعمل على تطوير بيئة قادرة على التعامل بشكل إيجابي مع الاختلافات، حيث يقوم فيها المشاركون بتقمص أدوار مختلفة في عالم متخيل، لرواية قصص متنوعة عبر الارتجال.

ولا تحتاج لعبة اللارب الى مهارة خاصة، فهي ملائمة لجميع فئات المجتمع وكل المشاركين فيها لهم أدوار مركزية، وبذلك فإنها تخرج من إطار العمل الفني المسرحي أو ما يشبهه، إلى مساحة وفرصة لتشجيع الحوار ومعالجة مواضيع اجتماعية وسياسية وثقافية وغيرها عبر الفنون التشاركية، والاعتماد على مخيلة الإنسان التي لا تعرف حدودا.

وتشير مؤسسة بيت بيوت الى أهمية المهرجان بما يضيفه في تطوير القطاع التعليمي في فلسطين، وفي البحث المستمر عما هو جديد وما يساعد على نمو المواهب وتنمية العقول التي ستلعب دورا قياديا في بناء دولتنا في المستقبل القريب،” وأنه “في حال تم إخراط اللارب في قطاع التعليم، سيكون له أثر إيجابي كبير على تغير نظرة الأطفال والشباب للتعليم ولحل المشاكل التي تواجهنا في هذا القطاع والحياة بشكل عام.


وتضمن برنامج المهرجان الذي يستمر لثلاثة أيام ثلاثين فعالية منها عدد من المحاضرات حول آهمية اللارب في التعليم وكيفية تحويله لمنهاج دراسي، وسلسلة من ألعاب اللارب المتنوعة من مختلف أنحاء العالم.


فيما شارك في المهرجان أكثر من ٢٤٠ شخصا، من بينهم٤٠ معلمة مدرسة بالإضافة إلى لاعبي لارب من فلسطين والدنمارك والنرويج والسويد، وطلبة وطاقم كلية التربية في جامعة بيت لحم وكلية دار الكلمة للثقافة والفنون.
وقام متطوعي مؤسسة بيت بيوت والمؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية بتنظيم إحدى أكبر ألعاب اللارب، وهي لعبة “فرسان وفارسات فلسطين” التي قام بكتابتها وإنتاجها لاعبي ومنظمي لارب فلسطينيين، حيث يتقمص المشاركون ادوار فارسات وفرسان يلبون نداء وطنهم فلسطين، الذي ينشدهم لحمايته وتخليصه من الحزن عبر أفضل الطرق التي يرونها في حل تحديات ذهنية وجسدية في مجموعات وبشكل تعليمي.


تقول عميدة كلية التربية في جامعة بيت لحم الدكتورة هالة اليماني أن “استخدام ألعاب الدراما واللارب هي من الاستراتيجيات الحديثة في مجال العمل مع القطاعات المختلفة ، وقد أثبتت الاستراتيجية فعاليتها في العمل مع جميع القطاعات لأنها تعطي الفرصة للشخص أن يعيش الخبرة كاملة وأن يفكر فيها ويتفاعل معها بمختلف جوانبها ومستوياتها، ولكن على اعتبار أنه شخص آخر. هذه الخبرات تقوم على الخيال والتفكير والابداع، وهي جوانب مهمة وضرورية من أجل العمل فعليا على تطوير الواقع وتجهيز شبابنا بمهارات وقدرات لمواجهة تحديات الحياة، وخصوصا في مجتمعنا الفلسطيني.”

بدوره تحدث مدير المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية عدي أبو كرش أن “المهرجان يسعى إلى توظيف مهارات المحاكاة كأحد وسائل النقد البناءة التي من شأنها تطوير أفاق شراكة المواطنين في العمليات النظامية وأطر صناعة القرار المختلفة، إلى جانب كونها وسيلة تعبيرية مؤثرة،" وهي ما تسعى إليه المؤسسة في "تعزيز قدرة المواطنين على التعبير عن همومهم واحتياجاتهم من خلال وسائل إبداعية وتعليمية.”cx
أثبتت عدة تجارب في أوروبا والولايات المتحدة أن دمج اللارب بالتعليم يشجع على الحوار والنقاش البناء والتعلم التفاعلي والقدرة على اتخاذ القرار في بيئة منفتحة وديموقراطية، خالية من العنف والتفكير الإقصائي.


تقول كارينا إنغراد، من مؤسسة بي فروست الدنماركارية “أن اللارب يثبت الآن أنه طريقة ابتكارية في القطاع التعليمي وبيئة العمل الشبابي في الدنمارك، حيث يخلق نشاطا تثقيفيا ذي معنى وجاذب للشباب والأطفال على وجه الخصوص، حيث أن الفكرة الأساسية هي أن بيئة القص واللعب والفن التفاعلي من شأنها تمتين الإبداع والتعاطف والتفهم، وبذلك، فإن اللارب وسيلة تحويلية تعليمية تنمي المهارات والمنظور والتعلم.”
ومن الجدير ذكره ان مؤسسة بيت بيوت في عام ٢٠١٦ على يد عدد من لاعبي اللارب والمهتمين بالعمل الشبابي بشكل تطوعي، بعد انشغالها في تنظيم وإنتاج ألعاب لارب لمدة تزيد على ست سنوات، عملت على محاكاة تجارب اللارب في عدة دول اسكندنافية وتوليفها مع المجتمع المحلي واحتياجاته، كما رأتها المجموعة وطورتها عبر سنوات عملها، وتهدف المؤسسة لتوفير مساحة تعلم للجميع، ملؤها الحب والمرح والأمان، قادرة على إحداث أثر إيجابي على المستوى الفردي من أجل المساهمة في بناء مجتمع حر باستخدام أساليب إبداعية ونقدية.
أما المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية، فقد أنشأت قبل خمس سنوات، وتسعى إلى الوصول لنظام حكم إدماجي - تعددي مبني على احتياجات المواطنين وقيم المواطنة من خلال عملية تنمية مستدامة جدية للفئات المهمشة وتأمين وصولها للخدمات العامة. لأجل ذلك، تعمل المؤسسة على تأسيس مساحات آمنة لكافة مكونات المجتمع، وخصوصا النساء والشباب، للنهوض بواقعهم وقدراتهم الفردية والجمعية.