باحثون في مشتل لمنبر الحرية : البيروقراطية مسألة سياسية وليست تقنية

رام الله - دنيا الوطن
نظم مشروع منبر الحرية بشراكة مع مؤسسة هانس سايدل الألمانية، أمس الجمعة الدورة الثانية من مشتل أفكار الإصلاح الاجتماعي. وقدم السوسيولوجيان جمال الفزة والحبيب المعمري مقاربتهما لبروقراطية الإدارة المغربية. وخلال اليوم الدراسي الذي احتضنه العاصمة الرباط، اعتبر جمال فزة أستاذ علم الاجتماع بالرباط، أن البيروقراطية ليست مسألة تقنية وإنما قضية سياسية تسائل نموذج السلطة السائد". 

وفي السياق ذاته قال فزة أن حل المشكلة البيروقراطية يكمن في
جزء كبير منه في الانتقال من الدولة السمينة إلى الدولة المتواضعة.

وعرف فزة المجتمع باعتباره "تشكيلة من العقلانيات المتباينة، بل والمتعارضة، تسمح، في شروط تاريخية محددة، ببروز عقلانية مهيمنة تفرض على باقي العقلانيات الخضوع والامتثال لمنطقها. يبقى أن نشير إلى أن هذا البروز لا يتحقق في إطار
عملية ميسرة، بل هو عملية شاقة لا تمر من دون تسجيل مقاومات وترددات وانتكاسات".

ومن جهة أخرى، اعتبر حبيب امعمري أن مشكل الحكامة في الادارة المغربية " ليس وليد اليوم، فهو مرتبط بها منذ السنوات الأولى للاستقلال كما نلمس ذلك في وثيقة يرجع تاريخها إلى سنة 1960. ففي هذا التاريخ ، كانت هذه الكلمة، أي الحكامة، غير متداولة كما هو الشأن اليوم، لكن رغم ذلك يمكن أن نلاحظ أن
بعض المشاكل في الإدارة المغربية بدأت مع تشكل هذه الإدارة و انطلاقتها في مرحلة الاستقلال، و هذه المشاكل هي، في العمق، مشاكل سلطة".

وشارك في اليوم الدراسي عدد من المهتمين وصناع القرار والإعلاميين والفاعلين في المجتمع المدني. ويذكر ان مشتل أفكار الإصلاح ورشة علمية ينظمها منبر الحرية للسنة الثالثة على التوالي حيث يتم استضافة عدد من الباحثين لإعداد أوراق سياسات تخص مختلف القضايا الراهنة التي تشغل المجتمع المغربي حيث سبق لمنبر الحرية أن نظم في وقت سابق مشاتل همت الحقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالمغرب.