لا "تطقطقوا" رقبتكم.. وإلا؟

لا "تطقطقوا" رقبتكم.. وإلا؟
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
تنتشر عادة "طقطقة" مفاصل الرقبة بين عدد كبير من الاشخاص، وقد يتوجّه البعض عند المختصّين لهذا الغرض للتخفيف من الألم وتحسين الوظائف الفيزيائيّة والحركة. ولكن هل من مخاطر أو فوائد ترافق هذه العادة؟

تُعتبر الرقبة من أكثر أجزاء العمود الفقري حركة، وبالتالي هي الأكثر تعرّضاً للإصابة والألم، وقد يعود ذلك الى عوامل عدّة أبرزها الأوضاع الخاطئة التي تسبّب الإجهاد لعضلات الرقبة، مثل قضاء ساعات طويلة في قيادة السيارة، أو الجلوس أمام الكومبيوتر، أو في المكتب، وأيضاً بسبب العديد من العادات الخاطئة كطريقة الجلوس أو السير أو النوم.

ويكون غالباً سبب سماع أصوات طقطقة الرقبة، ناتج عن تحرّك الأوتار والعضلات. هذه الأصوات لا تثير القلق، ولا تشير في أكثر الاحيان الى مشكلات صحّية في الرقبة، إذا كانت غير مصحوبة بالألم.

وتوجد ثلاثة أسباب وراء طقطقة المفاصل لا سيما الرقبة بحسب تقرير نشرته مستشفى "مايو كلينيك" الأميركية وأعادته صحيفة الجمهورية، وكشف أنّ السبب الأوّل يتمثّل بالغاز الهارب، حيث إنّ السوائل الموجودة في المفاصل، والتي تساعد العظام والأنسجة على التحرّك مع بعضهما البعض بسهولة، تحتوي على غاز الأوكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون. أمّا بالنسبة للرقبة، فالمفاصل المزدوجة تضمّ كبسولاتٍ ممتلئة بالسوائل والغازات المذكورة سابقاً.

وعندما تتمدّد هذه الكبسولة في المفصل، يهرب الغاز بسرعة على شكل فقاعات، الأمر الذي يُحدث صوت الطقطقة. بينما تلعب الحركة السبب الثاني في هذه العملية، فَتحرّك أيّ مفصل، يؤثر على الأوتار والأربطة، بالتالي إذا تحرّكت الأوتار بشكل طفيف من مكانها الطبيعي، سيُسمع صوتُ الطقطقة عند عودتها إلى مكانها مجدداً.

ويتلخّص السبب الأخير بالالتهاب، اذا كان أيُّ مفاصل مصاب بالالتهاب، عندها تفقد الغضاريف في المنطقة مرونتها، ويصبح المفصل أكثرَ صلابة، ما يجعله مصدراً لصوت الطقطقة عند الحركة.

مخاطر طقطقة الرقبة

لا يُنصح الشخص بطقطقة رقبته من تلقاء نفسه، إذ إنّ هذه المنطقة تحتوي على العديد من الاوعية الدموية والأعصاب التي قد تكون عرضة للضرر نتيجة ذلك. لذلك ينصح التقرير، أن يقوم الشخص الذي يعاني من ألم في عنقه باستشارة طبيب مختص لمساعدته في علاج حالته.

أمّا بالنسبة لمخاطر طقطقة الرقبة، فهناك جدل حول المخاطر والمضاعفات المرتبطة بها، إلّا أنها وبشكل عام تتمثّل في الآتي:

• السكتة الدماغية: من الممكن أن ينتج عن طقطقة الرقبة تمزّق الشريان الفقري (vertebral artery) والذي يغذّي الدماغ بالدم. وهذا التمزّق من شأنه أن يصيب الشخص بالسكتة الدماغية.

• الجلطات الدموية: تسبب طقطقة الرقبة الإصابة بالجلطات الدموية في هذه المنطقة، ويعَدّ هذا الأمر خطراً، لأنه يوقف إيصال الأوكسجين إلى الدماغ.

• خشونة الرقبة: تزيد طقطقة الرقبة من الضغط الواقع على المفاصل، ويؤدّي الإكثار من القيام بهذه العادة إلى عدم اتّزان الرقبة وارتفاع خطر خشونتها، بمعنى ضعف الأنسجة في أطراف العظام.

• قلّة الحركة: مع الوقت واستمرار طقطقة الرقبة، تتضرّر الأنسجة في العمود الفقري، الأمر الذي يحدّ من الحركة مستقبَلاً وقد يرفع من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل. وتجدر الاشارة، الى أنّ مخاطر طقطقة الرقبة تزداد مع التقدّم في العمر.

وفوائدها:

رغم وجود الكثير من المخاطر المرتبطة بطقطقة الرقبة، إلّا أنّ نسبة حدوثها فعلياً تعَدّ منخفضة نسبياً. وتُعتبر الطقطقة من الطرق المستخدَمة للتخلّص من الألم.

ولكن يُنصح بالتوجّه للاختصاصي للحصول على النتائج المرجوّة من طقطقة الرقبة، وتتمثّل أهم الفوائد في:

• التقليل من ألم وصداع الشقيقة
• التخلّص من ألم الرقبة

التعليقات