للحقيقة وجه واحد ؟

للحقيقة وجه واحد ؟
نبيل البطراوي

في مثل هذا اليوم من كل عام وحين تجمعت القلوب والعيون شاخصة في بلد المليون شهيد لتعانقهم أرواح شهداء فلسطين التي رسمت الحلم والأمل الفلسطيني وطيرته إلى كل إرجاء العالم بان المولود الفلسطيني قد حان له إن يكون ضمن منظومة المجتمع الدولي ,يأتي هذا التاريخ وينطوي على أمل إن يأتي العام القادم ليضحي حقيقة وواقع ملموس يعيشه أبناء فلسطين,كل عام يمر ونحن نأمل أنفسنا بأن يكون الاحتفال القادم في العاصمة الأبدية لفلسطين في القدس ,منذ 15/نوفمبر من عام 1988 والشعب الفلسطيني كل فرد من أبناءه يعيش هذا الحلم الذي ينتهي معه الموت والقتل والتدمير والتهجير والإبعاد والأسر والشتات ويكون المواطن الفلسطيني في كل إرجاء الأرض يعلم بان هناك له ارض ووطن من الممكن إن يحلم إن يرسم فيه أحلامه وأحلام أبناءه وأحفاده ,كل عام يمر يحلم شعبنا إن يكون له هوية مصدرها فلسطيني ووطن له مداخل ومخارج يقف على أبوابها أبناء شعبه ولا يطلب له من أعداءه إذن بالدخول أو المغادرة ,كل عام يمر وشعبنا يحلم إن يأتي العام القادم دون حصار وحروب وغارات واستيطان ومستوطنين ولا اقتلاع أشجار ,كل عام يمر يأمل أبناء فلسطين إن يكون البحر أمن لصيدهم وكي لا تتكرر مأساة هدى غاليه حين كانت تلهو برمال شاطئ غزة وترسم الحلم الذي يخترق الحدود لكي تسكن بسمة مخطوفة من وجنات أطفالنا ,كل عام يمر يتذكر أهالي الشهداء أبناءهم على أمل إن تزهو وتزهر تلك الأرواح المحلقة في سماء فلسطين لتنشد مع أطفالهم أهازيج النصر والعلم والدولة,كل عام يمر يحلم أبناء أسرانا إن يعم السلام ويخرج أبنائهم ليحتضنوهم مثل كل أطفال العالم ليعيشوا في جو اسري معافى .

نعم في قاعة الصنوبر في العاصمة الجزائرية كانت فلسطين مع الموعد وكان العالم ينتظر هذا الإعلان الذي هو حق من حقوق كل شعب من شعوب الأرض إن يكون لهم دولة وعلم وهوية لان هذا لم يتأتى منحة من احد بل كان نتاج تاريخ طويل من العطاء والتضحية والمعانات عايشها شعبنا الفلسطيني منذ بداية القرن الماضي أي منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني حيث عمدت بريطانيا والقوى الاستعمارية على غرس دولة إسرائيل في وسط المحيط العربي لتكون الشوكة في حلق الحلم العربي بان يكون وطن موحد لكل أبناء هذه الأمة العظيمة حيث لا فواصل ولا حدود طبيعية تفصل بين إرجاءه من المحيط إلى الخليج ,من هنا كان وعد بلفور المشئوم من قبل حكومة بريطانيا 2/11/1917م والذي وعد اليهود ممثلين بالحركة الصهيونية إن يكون لهم وطن في ارض فلسطين ومنذ ذالك التاريخ وشعبنا يعاني الويلات جراء هذا الجرم من قبل بريطانيا التي عملت على تسهيل جعل هذا الوعد واقع ملموس فكان في 15/5/1948 حيث تم إعلان قيام دولة إسرائيل فوق الأرض الفلسطينية التي أقرتها للأسف اعلي مؤسسة ناشات لكي تحمي الأمن والسلم العالمي حيث أصدرت قرار التقسيم 1947/والمسمى( 181)والذي أعطى لليهود 52% من مساحة فلسطين ولسكان الأصليين أصحاب الأرض 48% من مساحة فلسطين ولم تكتفي إسرائيل بهذا فشنت حروب عدة على امتنا العربية في عام1956/1967م والتي أكملت احتلال فلسطين واحتلت الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية ,ونتيجة حالة الهزيمة واليأس التي سادت امتنا العربية خرج الفينيق الفلسطيني لينتزع الانتصار الأول لامتنا العربية في معركة الكرام عام 1968م ويعلن ميلاد حركة التحرر الوطني الفلسطيني ويعيد الأمل لدى جماهير امتنا العربية ويقول لها من الممكن إن ننتصر وكان النصر الأخر للعرب في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م والتي حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الدفاعية خط بارليف,وفي خضم هذه الإحداث تحطمت نظريات كتلك التي روج لها الصهاينة مثل فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض –أو سيموت الكبار وينسى الصغار –لقد أثبتت الإحداث إن شعب فلسطين لن يكل ولن يمل ولن يبخل في بذل الغالي والنفيس من اجل استرداد حقوقه ومن اجل إن يكون له وطن فوق الأرض وتحت الشمس مثل باقي شعوب الأرض ,

إن إعلان الاستقلال في 15/11/1988م كان بمثابة التضحية الكبرى التي لا يمكن إن يتحملها شعب من شعوب المعمورة ولكن شعبنا قبل بهذه المعادلة من باب فهم قيادتنا الحكيمة للواقع الذي تعيشه امتنا العربية وواقع الظلم الذي تمارسه القوى العظمى على شعوب الأرض فلا يعقل إن يقبل شعب ب22% من أرضه التاريخية ليحقق حلمه فيها ويكون له دولته ونرى قوى عظمي تقف دون جعل العالم يقر بهذا .

وفي النهاية مهما طال الزمان او قصر ستبقى فلسطين هي الحقيقة والثابت الذي لا يتغير في نفوس وعقول أبناءها وأنباء امتنا العربية مهما طال الزمان.

وهنا السؤال ماذا بعد؟؟؟

التعليقات