غدار: لا حكومة في لبنان دون المقاومة.. حماس والجهاد لن يقبلا بقطع علاقتهما بحزب الله

أكد الدكتور يحيى غدار الأمين العام للتجمع العربي والإسلامي في لبنان، أن هناك عدواناً (إسرائيلياً- أمريكياً) وعربياً أيضاً، على الساحة اللبنانية بعد الفشل في سوريا والعراق واليمن، وقد استعمل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري؛ لتفجير الوضع الأمني الداخلي في لبنان، مؤكداً أن هذا الأمر حدث بمطلب واضح من المسؤولين السعوديين.

وتوقع أن يعود سعد الحريري إلى لبنان كبطل قومي أو كعبد الناصر جديد على حد تعبيره، فيما أردف "لو كان الحريري بطلاً لرفض أن يقوم بأي عمل ممكن أن يجر لبنان لحرب أهلية وفتنة داخلية، ورفض أن يقوم بتلاوة أي كلام يملى عليه كما فعل"، على حد تعبيره.

وأضاف غدار في حوار خاص مع "دنيا الوطن": "الحريري خطف لتفجير الوضع الأمني اللبناني، وللأسف لم يقم بأي خطوة لمنع ذلك، بل خرج بحوارات ومؤتمرات كانت مراقبة بوضوح؛ ليتم إجباره على تلاوة كل ما كُتب، وهو لم يفعل أي شيء يدل على أنه يقف أمام أي عدوان على لبنان".

فيما نوه إلى أن سعد الحرير لم يفعل أي تصرف يُظهر أنه مجبر على تلاوة خطابه أو أنه غير مقتنع بما يقراً، وهذا أمر يُحسب عليه، متمماً "هناك حكمة لدى القوى الوطنية والإسلامية في لبنان، وهي التي منعت أي انفجار أمني في لبنان بعد خطاب الحريري الأول، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشيل عون والسيد حسن نصر الله والأحرار الآخرون على مستوى الساحة اللبنانية".

وعن خروج سعد الحريري في مقابلة صحفية قبل أيام، يشير الأمين العام للتجمع العربي والإسلامي، أن سببها التحالف السياسي والدبلوماسي اللبناني الجيد، والذي كان له تأثير على السعودية، وفرضت عليهم أن يحرروا سعد الحريري بشكل أو بآخر، ولكن ضمن شروط أهمها أنه يريد معادلات جديدة؛ ليخرج للعالم كـبطل قومي، على حد تعبيره.

وشدد على أن القوى الوطنية اللبنانية، هي التي تقف أمام أي تدخل عربي أو أجنبي في شؤون لبنان الداخلية، لذا علينا أن نعطي الحق ونعطي القوة للشعب اللبناني، وللقوى الوطنية اللبنانية التي تحمي الحريري ليس كشخص بل لما يمثله كرئيس حكومة لبنان، والمس به هو مس بكرامة لبنان.

تراجع الحريري عن الاستقالة

في هذا الصدد طالب غدار المجتمع اللبناني بكافة أطيافه بعدم الضغط على سعد الحريري للتراجع عن استقالته، مشيراً إلى أن المشكلة لا تكمن في استقالته، بل في خطف رئيس حكومة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، فلا يحق لأي دولة حتى لو كان يملك جنسيتها بأن ترفع الحصانة الدبلوماسية عن رئيس حكومة دولة أخرى لأن ذلك يتناقض مع كل الأعراف الدولية في العالم.

وأضاف: "بعد فشلهم في محاولات الضغط على لبنان، يحاولون الآن إعادته بمشروع يواجه المقاومة، أما إذا أراد أن يقدم استقالته بعد عودته إلى لبنان فهذا إجراء قانوني صحيح ولا يخص أحد غيره، ويقوم لبنان بانتخابات تفرز شخصاً آخر".

وهدد قائلاً: "على الجميع أن يعرف أنه لا أحد في لبنان يستطيع أن يشكل حكومة خارج إرادة المقاومة في لبنان؛ لأن المقاومة تمثل الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني بكل طوائفه، وعلى كل العالم العربي والغربي أن يعلم ذلك، ونحن ندافع عن موقع الحريري، وليس عن الحريري شخصياً".

فيما أكد على أن عودة الحريري إلى لبنان ستكون مشروطة بحرب أهلية داخلية حيث قال في مقابلته التلفزيونية: على المقاومة أن تعيد ترتيب أوراقها وإعادة النظر إلى علاقاتها الإقليمية، وكاد أن يطالبنا بالاعتراف بإسرائيل على حد تعبيره.

وأضاف " علينا أن ننتظر قليلاً إذا عاد الحريري إلى لبنان سنرى ماذا سيفعل، ولكن أنا شخصياً لا أنتظر الكثير منه، وإذا لم يعد فعلى السعودية أن تعرف أنها لن تستطيع تخريب الوضع الأمني في لبنان، وهم يحاولون إبقاءه في الإقامة الجبرية؛ لتجميد الوضع التنفيذي للحكومة في لبنان".

وتوقع أن يتم تشكيل حكومة جديدة في لبنان إذا طال الأمر ولم يعد الحريري إلى لبنان خلال فترة، مؤكداً أن ذلك سيتم بالإجبار.

قطع علاقة حماس بحزب الله

قال غدار: إن طلب إسرائيل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقطع علاقة حماس بحزب الله ولبنان هو تهديد مرفوض، والطبيعي في ذات الوقت وأن المقاومة الفلسطينية لن تقبل بذلك.

وشدد على أن حركة حماس لن تقبل بأن تقطع علاقتها بحزب الله وإيران، وإن قبلت بذلك ستكون قد تخلت عن المقاومة مستدركاً: "كل تصريحات حماس والجهاد الإسلامي تقول: إنها لن تتخلى عن خيار المقاومة، وستبقى خيارهم الأوحد لتحرير فلسطين".

دعم المقاومة الفلسطينية

أشار غدار إلى أن دعم المقاومة من قبل لبنان وإيران وحتى سوريا لم يتوقف يوماً، فالرئيس السوري بشار الأسد، قد أعلن بشكل واضح خلال لقاء جمعه به، إنه يدعم خيار المقاومة في فلسطين سواء حماس أو غيرها بشرط أن تكون مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف: "لم يتوقف أحد عن دعم المقاومة في فلسطين، سواء حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وكل المقاومات، والآن بعد ما اتضحت الأمور، وانكشفت حقيقة الربيع العربي، وهدفه بإنهاء فلسطين، طبعاً الدعم سيظل مستمراً حتى تحرير فلسطين".

ضربة عسكرية للبنان

لم يستبعد غدار، أن يكون هناك ضربة عسكرية للبنان، مضيفاً: "ولكن السعودية لن تستطيع فعل ذلك بدون دعم خارجي، والأطراف الخارجية لها حساباتها، وكل الأموال لن تستطيع أن ترمم ما ستحدثه المقاومة اللبنانية والجبهات الأخرى في كل دولة تفكر بالهجوم عليها.

وأضاف: "بالجهود الحالية لن يستطيع أحد التطاول على لبنان عسكرياً، ولكن سيحاولون من جديد خلق أجواء في لبنان وصراعات داخلية وفتن على أسس طائفية ومذهبية، وإن نجحوا في ذلك من الممكن أن يضعفوا جبهة من الداخل، وحينها من الممكن أن يحدث عدوان إسرائيلي خارجي بدعم أمريكي".

وتمم " يبقى السؤال هنا هل سينجحون في توتير العلاقات اللبنانية الداخلية؟ أنا اعتقد أن الجبهة الداخلية اللبنانية صلبة، وحتى الآن استطاعت أن تتجاوز كل العقبات، وأنا أعتقد أن الحريري لن يستطيع أن يجر الشعب اللبناني إلى هذه الفخاخ"، على حد قوله.

وختم: نحن على أتم الاستعداد لتدفيع أي أحد يتطاول على لبنان الأثمان، وتحرير فلسطين هو الهدف الأسمى لدينا.

دعم الإرهاب في المنطقة

نفى الأمين العام للتجمع العربي والإسلامي اتهامات الأحزاب الإسلامية على رأسها حزب الله بدعم الإرهاب في المنطقة، مشيراً إلى أن كل مقاومة في العالم من وجهة نظرهم هي إرهابية، وهي تُهم باطلة.

وعن التجاذبات بين إيران والسعودية، والتي اتهمت المقاومة في لبنان بإشعالها، أكد أن إيران لا تتدخل في الشأن العربي كما تتهمها السعودية على حد تعبيره، بل اتهم السعودية بالتدخل في شؤون الدول العربية، وكان آخرها اختطاف رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري.

صراع سني شيعي

بالانتقال إلى هذا الملف استبعد غدار، أن يكون الوطن العربي في صراع مذهبي (سني- شيعي)، مستدلاً على ذلك بأن المقاومة في فلسطين تُتهم بأنها إرهابية برغم خلو فلسطين من الشيعة.