الحرب الإيرانية السعودية

الحرب الإيرانية السعودية
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير

لا أعتقد أن ما يحصل الآن هو وليد اللحظة، بل تم الإعداد له منذ سنوات عسكرياً ونفسياً ومادياً من كل أطراف النزاع العربي الإيراني، وشهدت السنوات الماضية أشد موجة بين تحسن العلاقات العربية الإيرانية وانحدارها نحو الأسوأ، إلا أن العنصر الطائفي في المشكلة كان واضحاً، وأثار هذا العنصر حفيظة العرب السنة من خلال ظهور مشايخ الشيعة في إيران بالتهجم على صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، مما أجج الرأي العام السني ضدهم.

ونشطت عشرات مواقع الإنترنت وقنوات فضائية سنية وشيعية في تأجيج الخلاف الطائفي، ولم يحاول أئمة علماء المسلمين بشكل جدي وضع حد لهذا الخلاف الطائفي، واقتصر تدخلهم على مناسبات محددة وبشكل خجول، مما أبقي الوضع على ما هو عليه وجعل الساسة في كل من إيران والخليج العربي، ينظرون بتوجس وخيفة من أي خطوات يقوم بها الطرف الآخر، فكانت علاقة الخائف بالخائف.

وشهدت أيضاً السنوات الماضية الأخيرة موجة تسلح للجيوش العربية والإيرانية غير مسبوقة، ولم تكن موجة التسلح بعيدة عن الحرب المتوقعة، واتجه العرب في نهاية المطاف إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الملف والاعتماد على القوى العربية لأقصى حد، مثل دول الخليج ومصر ودول عربية أخرى، بينما تزايد الاعتماد والنفوذ الإيراني في لبنان وسوريا واليمن والعراق ولاسيما سيطرة الحوثيين على الحكم باليمن، مما جعل السعودية تشكل عاصفة الحزم لنزع هذه الشوكة من خاصرتها.

ويبدو، أنه بالآونة الأخيرة جرى تصعيد عملي بالمواقف بين إيران والسعودية وحزب الله على خلفية استقالة سعد الحريري، وقيام الحوثيين بدعم من إيران وحزب الله بإطلاق صاروخ باليستي (سكاد) على مدينة الرياض بالسعودية قبل أيام، مما أدي إلى استفزاز السعودية بشكل كبير، فقال الأمير محمد بن سلمان: "لن ننتظر أن تُدخل إيران الحرب على أراضينا، بل سننقل الحرب إلي داخل إيران"، وأعلن وزراء سعوديون أن أي حكومة تشكل بلبنان بمشاركة حزب الله هي حكومة حرب.

ورد السيد حسن نصر الله على شاشة الفضائيات قائلاً باستخفاف: هناك إشاعات بأن عاصفة الحزم بقيادة السعودية، تستعد لمهاجمة حزب الله بلبنان، فإذا لم تكن هناك حدود بين لبنان والسعودية فكيف سوف تهاجمنا؟ هل عن طريق البحر أم عن طريق..؟

ولكن بعد يومين تغيرت لهجة حسن نصر الله، وألقى كلمة لم يهاجم بها السعودية نهائياً، ويبدو أن استخفاف حس نصر الله بالإشاعات قد تغير إلا أنه تعامل بشكل جدي أكثر بعد يومين من إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الرياض، والذي أسقطته الدفاعات الجوية السعودية، وأثار إطلاق الصاروخ استنكاراً واسعاً بالسعودية وأمريكيا ودول عربية أخرى.

من المتوقع أن الحرب أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وأن هناك استعداداً خليجياً وعربياً وخاصة مصرياً، كما أن معظم قادة الجيش المصري حالياً، حصلوا على أوسمة في حرب تحرير الكويت، وهذا يؤكد، أن الحرب القادمة ستكون بمشاركة مصر بالدفاع عن الخليج العربي، وقد تسلح الجيش المصري بترسانة أسلحة غير مسبوقة بالتاريخ المصري مثل طائرات (الرافال) الفرنسية، وحاملة طائرات وغواصات، إضافة إلي منظومة صواريخ بعيدة المدى تتفوق على منظومة الصورايخ الإيرانية، ولكن ظهور معاهدة اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، تمنع مصر من الإعلان عن هذه الترسانة الصاروخية، والتي أسسها المشير الراحل أبو غزالة بتقنيات أمريكية مذهلة، بحيث لا يكتشف هذه الرادار الصواريخ.

أي أن الحرب المنتظرة هي حرب طاحنة، ستشترك بها دول عديدة، ومن غير المعروف، هل حزب الله، سيحاول جر إسرائيل لهذه الحرب أم لا؟

ولكن من المتوقع أنه في حالة زيادة الضغط على إيران وحزب الله، أن يقوم حزب الله بجر إسرائيل إلى هذه الحرب؛ لتخيف الضغط على إيران وحزب الله، كما حاول سابقاً صدام حسين، أن يقوم بنفس اللعبة، بقصف إسرائيل لجرها للحرب، ولكن أمريكا منعت إسرائيل من التدخل.

التعليقات