قلاع وحصون صلاح الدين الأيوبي

قلاع وحصون صلاح الدين الأيوبي
بقلم: عبد الله عيسى
رئيس التحرير

حرص القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي على بناء عدد كبير من القلاع والحصون في عدة دول، وخاصة المحيطة بفلسطين مثل سوريا ولبنان والأردن ومصر، إضافة لفلسطين، وكانت هذه القلاع وهذه الحصون تمثل بمفهوم اليوم دول مواجهة مع الصليبيين، وكان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس قد اكتشف قيام الصليبيين بتنصير المدينة وتغيير طابعها الإسلامي، فعكف على تغيير طابع المدينة وإعادتها إلى طابعها الإسلامي فبني قلاعاً وحصوناً ومدراس وتكايا، ما تزال ماثلة إلي يومنا هذا.

والغريب أن القائد صلاح الدين الأيوبي وأياً مِن قادة جنده لم يسجل التاريخ سفرهم لأوروبا، إلا أنهم قاموا ببناء قلاع وحصون على الطراز الأوربي، فمثلاً نجد بأي قلعة من قلاع صلاح الدين طبقات، وخندق من المياه حول القلعة، وبوابة خشبية تفتح آلياً عندما يريد أهل القرية فتح القلعة لأي زائر يريد أن يدخل القاعة، وإغلاق البوابة الخشبية في وجه أي زائر غير مرغوب به، وعادة تملأ مياه الأنهار هذا الخندق، وتتحول البوابة الخشبية لجسر مرور للقلعة، ولا يستطيع الفرسان أو الخيول عبور الخندق أي الحاجز المائي، رغم أن هذه القلاع قد بينت على رؤوس الجبال، والغريب أن هذه الحجارة ثقيلة فكيف بنيت على رؤوس الجبال؟ وكيف رفعت؟ وكيف بنيت طبقات داخل القلعة رغم عدم وجود جسور حديدية ترفعها؟ ومن الداخل هناك منصات كثيرة ومجوفة لإطلاق السهام، بحيث تصل السهام من الرامي للمهاجمين، ولا تصل سهام المهاجمين للرامي.

ومن بعد صلاح الدين الأيوبي، لم تُستخدم هذه القلاع لصد هجوم الصليبيين إلا مرة واحدة بالتاريخ، وفي عهد المماليك وعهد الظاهر بيبرس تحديداً الذي أخذ على عاتقه طرد كل الصليبيين من بلاد الشام، وسمح لهم بالخروج بالسفن بعد ما طردهم شر طردة وهم والمغول.

أي أن هذه القلاع والحصون، ستبقي شاهدة على عزة العرب والمسلمين.

التعليقات