ما هي العلاقة الزوجية الحقيقية؟

ما هي العلاقة الزوجية الحقيقية؟
صورة تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
العلاقة الزوجية الناجحة، هي تلك التي تقوم على الشراكة الحقيقية والصادقة بين شخصين محبين، لا يمكن أن تنشأ من دون استثمار.

للوصول إلى الحياة الزوجية الخاصة والناجحة يجب استثمار الوقت والطاقة، ابداء الإيجابية والانفتاح.

في هذه اللحظات، خلال قراءتكم لهذا المقال،والذي نشرها موقع " ويب طب "، ضعوا كل أفكاركم جانبا، الأحاسيس، المشاعر والمعتقدات التي لديكم حول مصطلح " الحياة الزوجية الخاصة "، وساعدوا أنفسكم على إنشاء العلاقة التي تريدونها في حياتكم، العلاقة الزوجية المناسبة لكم. حتى لو خرجتم للتو من علاقة زوجية، وحتى لو لم تكن لديكم أبدا علاقة جدية، يمكنكم انشاء علاقة زوجية حقيقية، واعية وداعمة.

ما هي العلاقة الزوجية الحقيقية؟ 

العلاقة الزوجية الحقيقية هي شراكة حقيقية بين شخصين اختارا، كل على حدة، الترفع بوعي فوق الصورة الخارجية التي ليست حقيقية والتعبير عن من هم حقا، من دون أقنعة وتمثيل. في بعض الأحيان، الرغبة " في انشاء العلاقة " تجعلنا نحاول تغيير أنفسنا لنصبح الشخص الذي نعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون لكي يحبوننا، ينجذبوا الينا ويريدوننا.

على سبيل المثال، فإن الرجل الذي يعتقد ان النساء يحببن الرجل القاسي يحاول أن يظهر نفسه  على أنه رجل مفتول العضلات وقاسي، أو إذا كانت المرأة تعتقد أن الرجال يحبون النساء الرشيقات، فإنها سوف تحاول أن تتبني الخفة وتظهر نفسها على هذا النحو حتى لو لم تكن الخفة سمتها الطبيعية. الشيء المهم هو أننا لا يمكن أن " نلعب اللعبة " كل حياتنا ونتظاهر بأننا شخص اخر. فهذه الصورة لا يمكن أن تبقى لفترة طويلة ضمن الحياة الزوجية الخاصة ، وفي النهاية نعود إلى نمط حياتنا الأصلي، ويكتشف الزوج اننا لسنا كذلك، ​​ويترتب على ذلك عواقب كثيرة.

فقط الفهم الحقيقي لذلك يمكن أن يقودنا إلى التصرف وأن نكون حقيقين قدر الإمكان، من دون أقنعة ومن دون تمثيل: هذا هو مستوى عالي من التطور، والذي يمكن من خلاله بناء علاقات حقيقية وقوية التي تشكل أساس للنمو والتطور المشترك. العلاقة الحقيقية هي شراكة التمكين، المتقبلة والمليئة بالمحبة للزوج، تماما كما هو/هي، مع الايجابيات والسلبيات. العلاقة النابعة من الأعماق، من الاصغاء، التواصل المنفتح، القبول والانفتاح للتغيير والتطور معا وعلى حده ضمن الحياة الزوجية الخاصة.

خلق العلاقة المرجوة في مخيلتنا: 

حاولوا الشعور بجوهر الحب والعلاقة التي تريدونها. تخيلوا بعقلكم العلاقة الزوجية التي تريدونها. ماذا تريدون أن يكون في هذه العلاقة؟ على سبيل المثال: المحبة، الاهتمام، الحساسية، المبادرة، الاستقلالية وغير ذلك. كيف تريدون أن تشعروا؟ أي جودة سوف تضيفوا للعلاقة؟ على سبيل المثال: الحب، العمق، الشراكة وغير ذلك. أنشئوا جوهر هذه العلاقة في مخيلتكم، اشعروا بها كما لو أنها كانت قائمة بالفعل في حياتكم. احسوا بهذا الشعور كشيء ملموس وحقيقي. كيف تشعرون؟

حل المشاكل في العلاقات المختلفة: 

إذا كنتم تشعرون أن شيئا ما "عالق " في مجال العلاقة الزوجية لديكم، وعلى الرغم من المحاولات فإنكم غير قادرين على تكوين العلاقة التي تريدونها، افحصوا جيدا ما إذا كانت هناك أي مشكلة في علاقاتكم التي لم يتم حلها، والتي تستنفذ طاقتكم.  يمكن أن تكون هذه علاقة مع الأهل أو الأبناء، علاقة مع الصديق/ة السابق/ة. فكل علاقة مهمة بالنسبة لكم  فيها مشاكل، تستنفذ طاقتكم وتعيق سعيكم لإنشاء علاقة جديدة.

لاستكمال "تنقية" مثل هذه العلاقة ضمن الحياة الزوجية الخاصة، يمكن إجراء محادثة استكمال أو توضيح: إذا لم يكن ذلك ممكنا بالنسبة لكم، حاولوا كتابة رسالة تفصلون فيها كل ما يخطر ببالكم عن العلاقة معه، كل ما أردتم قوله له في الماضي ولم تقولوه. عبروا في هذه الرسالة عن مشاعركم، الغضب أو الحب، حتى ولو لم تعطوه الرسالة مطلقا، فالكتابة سوف تمكنكم من تنظيف واستكمال العلاقة من ناحيتكم. حتى لو كان ذلك جانب واحد في الوقت الحالي، يمكنكم حفظ الطاقة بهذه الطريقة .

استثمار الوقت.. الطاقة والتركيز: 

استثمروا الوقت، الطاقة والتركيز لإنشاء العلاقة التي تريدونها. يجب تكريس الوقت لإنشاء نية مركزة وواضحة بالنسبة لجوهر العلاقة التي تريدونها، الوقت لفحص ما الذي " لم ينجح " بالنسبة لكم حتى الان والتخلي عنه، وقت للقاء، الخروج معا أو الترفيه. استثمروا الطاقة والعمل، كونوا جاهزين للقاءات الاجتماعية، مواقع التعارف، ورش العمل، اخرجوا من المنزل، اخرجوا للنزهة، اسمحوا للفرصة بالوصول إليكم. على سبيل المثال، إذا كنت تعملين طوال اليوم حتى الساعة 22:00 ولا تخصصي الوقت والطاقة للأنشطة الاجتماعية، التعارف أو أي لقاء اخر، فلا تتفاجئي من ان العلاقة الزوجية ليست متاحة لك.

رفع مستوى الحيوية: 

انتبهوا ما إذا كنتم تشعرون بالحيوية في حياتكم. هل تشعرون بنوع من الفرح والغبطة؟ هل  تفعلون الأمور التي تحبونها؟ محاطون بأناس يشجعوكم ويدعموكم؟ إذا كنتم تشعرون أنكم غير حيويين بما يكفي، غير سعيدين وغير راضين - استثمروا في رفع الرضا والإيجابية في حياتكم. كلما رفعتم أنفسكم الى أعلى، فسوف تكونون مليئين بالطاقة، الابداع والحيوية، تشعروا بالرضا عن أنفسكم  وسوف ينجذب اليكم أشخاص أكثر.

ينجذب الناس إلى الشيء الجيد، الحيوي والى الإيجابي: 

اصنعوا ذلك بأنفسكم بأي طريقة من الطرق: النشاط البدني، الدورات والأنشطة، القيام بالأمور التي تحبونها، قضاء الوقت مع الناس العزيزين عليكم، المساهمة في خدمة الجمهور أو أي عمل هام اخر، تكريس وقت ممتع لأنفسكم. بالإضافة إلى ذلك، وبنفس القدر من الأهمية، احرصوا على التطور الشخصي الداخلي، زيادة الوعي الذاتي لديكم بكل وسيلة ممكنه: دورات للنفس والروح، ورشات عمل لتنمية الشخصية، التأمل، المحادثات مع الأصدقاء المقربين، التدريب الشخصي، العلاج أو أي وسيلة أخرى يمكن ان تخطر على بالكم.

المشاعر يمكن أن تكون مضللة – تعلموا كيف تميزون الحقيقة: 

تعلموا أن تعتمدوا على مشاعركم وحدسكم. تعلموا كيفية فحص الدافع وراء " ما تشعرون انه صحيح " وما هو غير صحيح، تعلموا تمييز العلامات الحقيقية بدلا من المشي أو الانجرار وراء رغباتكم الانية. ميزوا مصدر الحدس: هل هذه حقيقة داخلية وصادقة أم شهوة وانجرار عاطفي الذي يمكن أن يكون مدمر؟ على سبيل المثال، إذا تأخر الرجل عن اللقاء الأول فهذه علامة على أنه " غير جاد" بالنسبة للعلاقة الزوجية. انتبهوا لهذه العلامات وتصرفوا وفقا لمشاعركم الحقيقية.

ضعوا الحدود: 

بالتأكيد البعض منكم لديه قائمة طويلة من الميزات التي كنتم ترغبون أن تكون موجودة لدى زوجكم في المستقبل وهذا ممتاز. ومع ذلك، فمن المهم أن نضع تدريج وتمييز بين ما هو ضروري وبين ما يمكن التساهل به قليلا. ما الذي لستم على استعداد للتخلي عنه في العلاقة الزوجية؟ ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة لكم؟ ما هي الأشياء التي من الضروري بالنسبة لكم أن تكون في العلاقة الزوجية؟ ما الذي لا تستطيعون تحمله ولا تريدون المساومة عليه؟ أي سلوك لشريك/ة حياتكم لن تكونوا على استعداد للموافقة عليه أو تجاهله؟ دققوا في علاقاتكم السابقة، ما الذي لم ينجح فيها؟ ضعوا حدودا جديدة  تخدم ما أنتم عليه اليوم.

أن تكونوا منفتحين: 

امنوا أن العلاقة الزوجية التي تريدونها هي ممكنه وأن شريك حياتكم موجود في مكان ما. حتى لو كنتم واثقين أن احتمالات العثور عليه ضئيلة، " اعطوا فرصه " وامنوا أن هناك شخص واحدا كهذا على الأقل. اعطوا فرصه وكونوا جاهزين ومرنين حول كيفية لقاء شريك حياتكم. قد يكون ذلك على نحو غير متوقع بالمرة، مثل أن يعرفكم عليه والديكم أو أن تلقوه في محل البقالة.

الاعلان للجميع: 

كونوا شفافين، حقيقين، اعتمدوا نهج الذي يقول انه ليس هناك ما تخفوه، ليس هناك ما تخجلوا منه، هذا هو الواقع، وهذه هي الحقيقة - أنا أبحث عن علاقة زوجية! لا تخجلوا أن تعلنوا أمام الأصدقاء، العائلة، على شبكة الإنترنت أو زملاء العمل أنكم تبحثون عن علاقة زوجية حقيقية وعن الحياة الزوجية الخاصة. هذا هو قول ونية واضحة وصادقة، لديها القدرة على فتح باب الفرص.

 نمو وتطور العلاقة الزوجية: 

إذا كنتم مهتمين في التنمية الشخصية والزوجية، فكروا ماذا تعني لكم العلاقة الزوجية فيما يتعلق بالتطور المشترك والتنمية الذاتية. العلاقة الزوجية هي مجال رائع للتطور، فعلاقتكم الزوجية سوف تشكل مراة ممتازة بالنسبة لكم، وربما تكون أعظم معلم لكم، إذا كنتم ترغبون في ذلك.

العبرة:

 كل شيء يعود عليكم بمنتوج أكبر مما تستثمرون أو تزرعون. إذا " زرعتم " الحب في الماضي أو الان ( احببتم شخصا ما، منحتم الحب أو اعتنيتم بشخص ما بحب) ، فإنه سيعود عليكم بحب أكبر ( شخص ما سوف يحبكم)، ذلك يمكن أن يعود بطريقة مختلفة عن الطريقة التي أحببتم بها، وذلك يمكن أن يستغرق وقتا طويلا، مثل الوقت الذي تستغرقه شتلات النباتات للنمو من البذور. ذلك لا يحدث على الفور. ابحثوا مع أنفسكم ما هي النوعية التي تبحثون عنها لدى زوجكم/تكم، وابدؤوا في صنع ذلك بأنفسكم. كل ما أرتم الحصول عليه - أعطوه للاخرين ولأنفسكم.

المعرفة الواضحة والأكيدة أن ذلك سيحدث:

يجب عليكم إنشاء معرفة واضحة وأكيدة من انكم سوف تجدون الشريك المناسب بالنسبة لكم، وأنكم ناضجين وجاهزين، ومتفرغين لذلك، وأن ذلك سيحدث في وقت قريب لأن الأمر يتعلق بالنضج، الاستعداد والجهوزية لدى كلا الزوجين. عندما تكون المعرفة موجود دون أدنى شك، فإنكم سوف تنشئون العلاقة التي تريدونها.

التعليقات