المركز الفلسطيني يدعو الحكومة لدعم المؤسسات الصحية بمدينة القدس

رام الله - دنيا الوطن
أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن قلقه الشديد بسبب توقف مستشفى المطلع في مدينة القدس المحتلة عن استقبال مرضى القطاع المحولين للعلاج فيها، بسبب تراكم الديون المستحقة على وزارة الصحة الفلسطينية. 

ودعا المركز وزارة الصحة إلى سرعة تسديد المستحقات المالية المتراكمة عليها لمستشفى المطلع. 

وحذر المركز من مغبة انهيار مؤسسات فلسطينية أساسية في مدينة القدس المحتلة، جراء وقف دعمها وتمويل مستحقاتها المالية في وقت تشتد فيه سياسات السلطات الإسرائيلية المحتلة من أجل تهويد المدينة وشل وتدمير عمل مؤسساتها التي تقدم خدمات رئيسية لكافة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.    

ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها المركز، فوجئ مرضى قطاع غزة المحولين للعلاج في مستشفى المطلع يوم أمس، السبت، الموافق 21/10/2017، باتصالات من إدارة المستشفى، تطالبهم بعدم القدوم في المواعيد المحددة لعلاجهم، والتي حُجزت بشكل مسبق. 

وقد عزت إدارة المستشفى ذلك لتراكم الديون المستحقة على وزارة الصحة الفلسطينية، وأن ذلك يحول دون تقديم الخدمات الطبية للمرضى.

وأكدت مصادر دائرة العلاج في الخارج في غزة أن مرضى السرطان الحاصلين على تحويلات طبية ومواعيد في مستشفى المطلع، قد تلقوا اتصالات من إدارة المستشفى تطالبهم بعدم القدوم للمستشفى وفقاً لتلك المواعيد إلى حين حل المشكلة المالية مع وزارة الصحة الفلسطينية. 

وأضافت تلك المصادر أن هؤلاء المرضى بحاجة لعلاج إشعاعي وكيماوي، وأن ملفاتهم جاهزة في المستشفى، وأن تحويلهم وعلاجهم في مستشفيات أُخرى صعب جداً لتدهور أوضاعهم الصحية.  

في اطار حرص المركز على متابعة أزمة المرضى التقى المحامي محمد بسيسو بالدائرة القانونية، الدكتور وليد نمور، المدير العام لمستشفى المطلع، حيث أطلعه على دور المركز في مساعدة المرضى، فيما حذر د. نمور من انهيار كامل في الخدمات التي يقدمها المستشفى لمرضى الكلى والسرطان من قطاع غزة والضفة الغربية، بسبب تفاقم تداعيات الأزمة المالية الناتجة عن تراكم الديون المستحقة على السلطة الفلسطينية، والبالغة 122 مليون شيكل، والذي يفوق قدرة المستشفى في تحمل احتياجاته المالية الأخرى كتغيير وصيانة الأجهزة. 

وأكد أن مرضى قطاع غزة لهم خصوصية لدى مستشفى المطلع لما يعانوه من صعوبات واجراءات الحصول على التصاريح للوصول الى المستشفى في القدس. وبحسب د. نمور، يُعتبر مستشفى المطلع المستشفى الفلسطيني الوحيد الذي يقدم خدمات الإشعاع لمرضى السرطان، وخدمات أخرى متقدمة، وغسيل الكلى للأطفال، وتبلغ قيمة الخدمات التي يقدمها مستشفى المطلع لمرضى غزة والضفة حوالي 15 مليون شيكل شهرياً، منها 7 مليون شيكل ثمناً للأدوية وعلاجات لمرضى السرطان. 

ووفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن مستشفى المطلع يأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد المرضى المحولين للعلاج خارج مراكزها الطبية، حيث يبلغ عدد المرضى المحول لها نحو 1000 مريض شهرياً، 300 من غزة و700 من الضفة. يعرب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن قلقه الشديد من توقف مستشفى المطلع عن استقبال مرضى القطاع، بسبب تراكم الديون المستحقة على وزارة الصحة الفلسطينية، ويدعو وزارة الصحة بسرعة تسديد تلك المستحقات المتراكمة عليها لمستشفى المطلع، وحماية حق كل شخص في الوصول إلى أفضل مستوى من الرعاية الصحية الجسدية والعقلية الذي يمكن بلوغه.  كما يحث المركز إدارة مستشفى المطلع على التراجع عن قرارها وقف استقبال المرضى المحولين لها من وزارة الصحة الفلسطينية، وخاصة مرضى قطاع غزة، الذين يضطرون لإتباع إجراءات معقدة وطويلة من أجل الحصول على تحويلة طبية جديدة، والانتظار للحصول على تصاريح دخول من السلطات الإسرائيلية المحتلة للوصول إلى مستشفيات الضفة الغربية، بما فيها مستشفيات مدينة القدس المحتلة و/أو المستشفيات في اسرائيل. 

ويرى المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن توجهات السلطة الفلسطينية ينبغي أن تركز على دعم وتعزيز المؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، باعتبارها أولوية قصوى في مواجهة سياسات السلطات المحتلة ضد المدينة ومؤسساتها، بما في ذلك المستشفيات المقدسية، كمستشفى المطلع والمقاصد الخيرية، واللتين تقدمان خدمات صحية هامة لكافة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبمستويات عالية.

كما يحذر المركز من التداعيات الخطيرة التي يمكن أن يخلفها وقف دعم المؤسسات الفلسطينية المقدسية، والتي تواجه كافة السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى حصار المدينة ومؤسساتها والعمل على تهويدها وعزلها عن اتصالها الجغرافي الطبيعي مع باقي الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.