المطران حنا يستقبل وفداً من الكنيسة الارثوذكسية في أوكرانيا

المطران حنا يستقبل وفداً من الكنيسة الارثوذكسية في أوكرانيا
رام الله - دنيا الوطن
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من الكنيسة الارثوذكسية الاوكرانية التابعة لبطريركية موسكو وقد وصل الوفد المكون من عدد من الاساقفة ورؤساء الاديار والرهبان والراهبات في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين.

استهل الوفد زيارته للقدس بلقاء المطران الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة حيث ابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس ومن ثم كانت لسيادة المطران كلمة ترحيبية امام الوفد .

رحب المطران بالوفد الاتي من اوكرانيا متمنيا ان يتحقق السلام في هذا البلد الذي تسوده الاضطرابات وضرورة العمل على حل الانقسامات القائمة في الكنيسة هناك بحيث ان تكون كنيسة واحدة بعيدا عن الانقسامات والتصدعات وان تكون ايضا بوضعية قانونية تحت رئاسة بطريركية موسكو .

قال المطران بأننا نتمنى للكنيسة الارثوذكسية الاوكرانية بأن تعود اليها وحدتها وان تنتهي الانقسامات التي حدثت بسبب تغير الاوضاع السياسية هناك وبسبب تدخل اطراف سياسية اججت الانقسامات والتصدعات داخل الجسم الكنسي.

اما نحن في فلسطين الارض المقدسة فما زال الجرح الفلسطيني نازفا وما زال شعبنا ينتظر ويتوقع ان تزول كافة المظاهر الاحتلالية لكي ينعم شعبنا بالحرية والكرامة التي يستحقها ويناضل في سبيلها والتي من اجلها قدم التضحيات الجسام .

بلادنا تتوق الى تحقيق العدالة وبغياب العدالة لا يمكن ان يتحقق السلام المنشود والعدالة في مفهومنا هي ان تتحقق طموحات وتطلعات شعبنا الفلسطيني الذي قضيته هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .

اما مدينة القدس حاضنة اهم مقدساتنا وعاصمة شعبنا الفلسطيني الروحية والوطنية، فإنها تعاني ما تعانيه في ظل ممارسات هادفة لتهميش الحضور الفلسطيني المسيحي والاسلامي في هذه المدينة المقدسة.

الفلسطينيون مستهدفون في مدينتهم والاستهداف يطال مقدساتهم واوقافهم ولقمة عيشهم وكافة مفاصل حياتهم ، ان مدينة السلام هي ابعد ما تكون عن السلام اليوم ، فقد غيب الاحتلال سلام القدس بممارساته وسياساته الهادفة لتغيير ملامح مدينتنا وتزوير تاريخها وطمس معالمها وتهميش واضعاف بعدها الفلسطيني .

اما المسيحيون الفلسطينيون ابناء هذه الارض المقدسة وابناء مدينة القدس فهم يعانون كما يعاني كل الشعب الفلسطيني ، معاناتنا وآلامنا واحدة ، والاحتلال في استهدافه للفلسطينيين لا يميز بين مسيحي ومسلم، الفلسطينيون مستهدفون لانهم يعشقون وطنهم ويدافعون عن قدسهم ومقدساتهم ولانهم يطالبون بحقوقهم ويسعون لكي يعيشوا بحرية في هذه الارض المقدسة.

المسيحيون في بلادنا اصبحوا قلة في عددهم ولكنهم ليسوا اقلية، نحن نرفض ان ينظر الينا كأقلية في وطننا لاننا لسنا كذلك ولاننا ابناء هذه الارض وانتم تعلمون بأن المسيحية انطلقت من بلادنا وفلسطين هي ارض الميلاد والقيامة ، انها البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجلي محبته نحو البشر ، نفتخر بتاريخنا المجيد ونفتخر بانتماءنا لفلسطين الارض المقدسة ، نفتخر بأن بلادنا هي مهد المسيحية وهي القبلة الاولى والوحيدة للمسيحيين في عالمنا ولكننا نقول ايضا بأن كنيستنا ليست كنيسة تاريخ مجيد فحسب وليست كنيسة مقدسات واثار نفتخر بوجودها في بلادنا فحسب ، كنيستنا ليست كنيسة حجارة صماء ، كنيستنا ليست كنيسة الحجر بل كنيسة البشر وما فائدة الحجر بدون البشر، نفتخر بمقدساتنا التاريخية ولكننا نسعى وبكل ما اوتينا من قوة من اجل الحفاظ على الحضور المسيحي الفلسطيني الوطني في هذه الارض المقدسة ، لا نريد ان يختفي الحضور المسيحي ، لا نريد ان تتحول كنائسنا الى متاحف يؤمها الحجاج والزوار من كل حدب وصوب ، نريد لكنيستنا ان تبقى كنيسة حية بمؤمنيها المنتمين لهذه الارض المقدسة ، والمدافعين عن عدالة القضية الفلسطينية ، والمدافعين عن قيم العدالة والكرامة والحرية والسلام الحقيقي.

لا نريد ان يختفي الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة ، انها انتكاسة كبرى ان تكون الارض التي تعتبر مهدا للمسيحية ان تكون خالية من المسيحيين ونتمنى الا نصل الى هذا الوضع ، نزيف الهجرة المسيحية مستمر ومتواصل وهنالك تراجع مذهل في اعداد المسيحيين في هذه الارض المقدسة ، هنالك مدن وبلدات فلسطينية لم يبقى فيها احد من المسيحيين وهنالك هجرة مسيحية متواصلة بسبب الاوضاع الاقتصادية والسياسية وتداعيات السياسة الاحتلالية على حياة الناس كما ان هنالك عوامل اخرى لا مجال لذكرها الان .

نحن في مدينة القدس نعيش في وسط اخطار وتحديات محدقة بنا فحضورنا مستهدف ومستباح واوقافنا تباع بأبخس الاثمان ، هنالك وضع تعاني منه كنيستنا يحتاج الى اصلاحات جذرية ، نحن لسنا دعاة انقسام في الجسد الكنسي الواحد بل نحن دعاة اصلاح ومعالجة لتراكمات من الاخطاء التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم من حالة ضعف وترهل وتراجع وسوف تستمر هذه الحالة اذا لم تكن هنالك معالجة سريعة وفاعلة وحاسمة وجذرية للخروج من الازمة التي تعاني منها كنيستنا.