المطران حنا يستقبل وفدا كنسيا من جنوب افريقيا

المطران حنا يستقبل وفدا كنسيا من جنوب افريقيا
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد كنسي من جنوب افريقيا ضم عددا من ممثلي الكنائس المسيحية هناك والحقوقيين ودعاة الدفاع عن حقوق الانسان ورفض العنصرية والكراهية وقد وصل الوفد في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني .

استهل الوفد زيارته للقدس بلقاء المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية حيث كانت للمطران كلمة ترحيبية.

قال بأننا نرحب بكم وانتم تزورون فلسطين الارض المقدسة للتضامن مع شعبها وقد ابتدأتم زيارتكم من مدينة القدس العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا الفلسطيني ونحن بدورنا نستقبلكم بكل وفاء وتقدير لجهودكم ونضالاتكم التي ادت في وقت من الاوقات الى سقوط نظام الابرتهايد في جنوب افريقيا ونتمنى ان يأتي اليوم الذي فيه يزول هذا النظام القائم في ارضنا المقدسة وان تزول كافة المظاهر الاحتلالية والعنصرية بما في ذلك جدار الفصل العنصري لكي ينعم شعبنا بما يستحقه من عيش كريم آمن وبسلام في هذه الارض المقدسة.

في وقت من الاوقاف كتبكم وثيقة كايروس جنوب افريقيا التي نادت بإنهاء نظام الفصل العنصري الذي كان قائما في بلادكم ، وكانت نتيجة هذا النضال هو انهيار نظام الابرتهايد العنصري وتبوء الزعيم الكبير نلسون مانديلا قيادة بلادكم هذه الشخصية التي تحظى باحترام كافة احرار العالم والتي لها مكانة كبيرة في فلسطين، ونحن لا يمكننا ان ننسى ما قاله نلسون مانديلا بعد خروجه من السجن بأن حريتي لن تكون كاملة الا من خلال حرية الشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال .

اما نحن في فلسطين فما زلنا ننتظر يوم الحرية وما زال شعبنا يناضل ويكافح ويقدم التضحيات الجسام من اجل ان ينال حقوقه السليبة وان تتحقق حريته المرجوة وان يعيش في وطنه بسلام مثل باقي شعوب العالم.

لا يمكن لاي انسان حر في هذا العالم ان يقبل باستمرارية الاحتلال وممارساته وسياساته القمعية بحق شعبنا ، اصدقاءنا منتشرون في كل مكان وقد بدأ العالم بأسره يدرك جسامة الظلم التاريخي الذي حل بشعبنا وقد بدأت تتسع رقعة اصدقاءنا في سائر ارجاء العالم ووثيقة الكايروس الفلسطينية وصلت الى كل مكان واخترقت قلوب وضمائر الكثيرين وحركت الكثير من المياه الراكدة التي كانت موجودة في عالمنا .

ان الكنائس المسيحية في جنوب افريقيا حاربت ونضالت ضد سياسة الفصل العنصري وكان للكنيسة في جنوب افريقيا دور ريادي في انهيار نظام الابرتهايد .

اما نحن هنا في فلسطين فصوت كنيستنا سيبقى دوما صوتا مناديا بالعدالة والحرية والكرامة لشعبنا ، المبادرة المسيحية الفلسطينية هي صوت مسيحي فلسطيني من قلب المعاناة ، اردنا ان يصل هذا الصوت الى كل مكان ، اردنا ان يسمع العالم بأسره ما يقوله المسيحيون الفلسطينيون الذين هم مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني وهم ينتمون لفلسطين ارضا وشعبا وقضية وهوية وتاريخا وتراثا وانتماء .

تآمر علينا الكثيرون وسعوا لاسكاتنا وانزعج البعض من صوت هذه المبادرة وحاربوها وسعوا لاسكات الصوت المسيحي الفلسطيني الوطني المنادي بالعدالة ولكنهم فشلوا في ذلك فشلا ذريعا ، لقد تعرضنا لمضايقات وسياسات تهميش واقصاء واضطهاد بسبب مواقفنا ، وقدمت الينا الكثير من الاغراءات لكي نصمت ولكي نتوقف عن تادية رسالتنا وحقنا في الدفاع عن شعبنا المظلوم ، لم تتمكن الاموال والمناصب والاغراءات المتعددة من النيل من مواقفنا ، فنحن لا نعبد المادة ومجد العالم الباطل ، نحن نعبد الهنا القدوس الذي يدعونا دوما لان نكون الى جانب كل انسان مظلوم ومعذب في هذا العالم ، الهنا يدعونا ان نكون دوما منحازين للمعذبين والمتألمين والمضطهدين في هذا العالم الذين يصفهم الكتاب الالهي باخوة يسوع الصغار .

لا نملك مالا او ثروة ولكننا نملك الارادة والانتماء والمحبة لهذه الارض ، فما قيمة المال بدون الكرامة وما قيمة المناصب بدون الحرية ، لم يتمكن احد من التأثير علينا وبقينا متمسكين بمبادئنا ورسالتنا وحضورنا ولن نتنازل عن ثوابتنا ومبادئنا مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات .

نحن اصحاب قضية عادلة وفي سبيل دفاعنا عن هذه القضية نحن لا نساوم احدا ولا نقبل بأية ابتزازات او ضغوطات من اي جهة كانت، نحن اصحاب رسالة واصحاب قضية وسنبقى ندافع عنها حتى الرمق الاخير .

في فلسطين هنالك شعب رازح تحت الاحتلال يقدم الشهيد تلو الشهيد واسرانا القابعين خلف القضبان هم ابطال الحرية، شعبنا قدم وما زال يقدم التضحيات على مذبح الحرية، وسيبقى هذا الشعب الابي المناضل والمقاوم متمسك بحقوقه وثوابته، الاستسلام ليس موجودا في قاموسنا، ولن يتنازل الفلسطينيون عن حقوقهم مهما اشتدت حدة المؤامرات التي تعصف بنا وتهدف الى تصفية قضيتنا العادلة .

وكما انهار نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ونلتم حريتكم هكذا نحن ايضا في فلسطين نحن متأكدون بأن الحرية اتية لا محالة ومهما طال الزمان لا بد للحق ان يعود الى اصحابه.