المطران حنا يستقبل وفدا كنسيا واعلاميا رومانيا

المطران حنا يستقبل وفدا كنسيا واعلاميا رومانيا
رام الله - دنيا الوطن
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا كنسيا رومانيا يرافقه عددا من ممثلي وسائل الاعلام الرومانية كما وطاقم تلفزيوني من تلفزيون ترينيتاس التابع للبطريركية الارثوذكسية الرومانية ومقرها في مدينة بوخارست .

وقد رافق المطران الوفد في جولة في البلدة القديمة من القدس شملت عددا من احيائها واماكنها الدينية والتاريخية كما ومنطقة باب الخليل حيث عاين الوفد الابنية الارثوذكسية التاريخية العريقة التي تخطط جهات استيطانية اسرائيلية للاستيلاء عليها في اطار ما نسميه " بصفقة باب الخليل المشؤومة " .

ومن ثم كان هنالك لقاء للمطران مع اعضاء الوفد حيث جرى التداول في الازمة الارثوذكسية الراهنة وضرورة الخروج منها بأسرع ما يمكن مع اهمية الحفاظ على وحدة الكنيسة بعيدا عن الانقسامات والانشقاقات.

وقد أعرب الوفد الروماني عن تضامنهم مع المطران ووقوفهم الى جانبه وهو الذي تعرض ومازال يتعرض لمضايقات بسبب مواقفه وحضوره والرسالة الروحية والوطنية التي يحملها في المدينة المقدسة.

اكد اعضاء الوفد رفضهم لاي استهداف قد يتعرض له المطران وبأي وسيلة كانت محذرين من مغبة التعرض لمطران كما واعربوا عن اهتمامهم واهتمام كنيستهم بمسألة الحضور المسيحي في مدينة القدس وفي فلسطين الارض المقدسة كما وفي سائر انحاء المشرق العربي مؤكدين رفضهم لاية محاولة هادفة لتهميش هذا الحضور التاريخي الروحي العريق كما واكدوا ايضا على ضرورة العمل على حل عادل للقضية الفلسطينية لان القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في هذه المنطقة المضطربة .

 المطران اعرب عن سعادته بلقاء الوفد الكنسي والاعلامي الروماني مؤكدا بأننا لا يمكننا ان نتصور فلسطين وخاصة مدينة القدس بدون الحضور المسيحي الفاعل فيها .

المسيحية انطلقت من هذه الارض المقدسة التي تحتضن اهم مقدساتنا ولا يجوز القبول والاستسلام للمؤامرات المشبوهة التي تستهدف الحضور المسيحي العريق في هذه البقعة المقدسة من العالم .

نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تكون الى جانبنا وان تسعى وبكافة الوسائل المتاحة من اجل الحفاظ على هذا الحضور المسيحي الوطني الاصيل ومن اجل افشال كافة المؤامرات الهادفة لاضعاف وتهميش هذا الحضور من خلال تصفية العقارات الارثوذكسية التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وعراقة انتماءنا لهذه الارض المقدسة .

لقد بيعت اوقافنا بأبخس الاثمان ومن باع لا يحق له ان يفعل ذلك لان الاوقاف ليست سلعة معروضة للبيع وانما يجب ان تستثمر من اجل تعزيز وتدعيم الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة وكذلك من اجل مساعدة ابناء شعبنا ، اوقافنا يجب ان تستعمل وان تستثمر بالطريقة المناسبة ولا ان تباع بأبخس الاثمان لجهات استيطانية معادية لشعبنا الفلسطيني .

ان استيلاء هؤلاء المتطرفين على اوقافنا الارثوذكسية في باب الخليل كما وفي غيرها من الاماكن انما يعتبر تعديا على ابناء كنيستنا واستهداف لكل شعبنا وهذا يندرج في اطار السياسات الاحتلالية الهادفة لطمس معالم القدس وتشويه طابعها والنيل من مكانتها وتهميش الحضور الفلسطيني الوطني فيها .

ان المسيحيين الفلسطينيين لا يقبلون بأن يتم تسريب اوقافهم الى جهات معادية ، ومن يقوم بهذه التسريبات انما يرتكب خيانة بحق الكنيسة وبحق القدس وبحق ابناء رعيتنا وشعبنا في هذه الارض المقدسة .

ان من يبيعون اوقافنا وعقاراتنا بأبخس الاثمان لا يمثلوننا ولا يمثلوا عراقة الحضور المسيحي الاصيل في هذه الارض المقدسة .

ان من يبيعون اوقافنا بأبخس الاثمان انما هم ادوات مشبوهة مسخرة في خدمة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف المسيحيين كما انها تستهدف كافة ابناء شعبنا الفلسطيني .

ان قوى الشر العالمية تسعى لتدمير كنيستنا الارثوذكسية ويسعون لشطب وجودنا في هذه الارض المقدسة وهذا المخطط ليس وليد الساعة بل هو مشروع مستمر ومتواصل منذ عشرات السنين وقد ادى هذا الوضع القائم في كنيستنا الى جعل الكثيرين من ابنائها يتركون كنيستهم الام وينتقلون الى طوائف اخرى .

في وقت من الاوقات كنا اكبر كنيسة من الناحية العددية واغنى كنيسة من ناحية الاوقاف والعقارات ، أما اليوم فقد اصبحنا فقراء في كل شيء ، فأوقافنا ليست لنا وقد استولى عليها الاعداء بأبخس الاثمان .

أما ابناء كنيستنا فقد ترك الكثيرون منهم كنيستهم وانتقلوا الى طوائف اخرى لانهم لم يجدوا حضنا دافئا في كنيستهم في ظل حالة تراجع كارثية في الحقول الرعوية والكنسية وغيرها .

لا يمكننا ان نقبل باستمرارية هذا الوضع فكنيستنا الارثوذكسية في خطر شديد وما هو مطلوب منا هو اجراء اصلاحات فورية وسريعة وحاسمة ، نحن بحاجة الى كثير من الاصلاح لكي يعود الى كنيستنا مجدها وبهائها وقوتها.

كنيستنا مصلوبة ويطعنها الاعداء من كل حدب وصوب ويتم التآمر عليها لتصفية وجودها وحضورها في هذه البقعة المقدسة من العالم وما اكثر المتواطئين والمتآمرين على هذه الكنيسة التي تعاني من الاستهداف والتآمر عليها من اعداءها المنظورين والغير المنظورين .