عطوة نيفين: مليون ونصف دينار و17 كيلو ذهب.. كيف قُسّم المبلغ على مراحل الجريمة؟

عطوة نيفين: مليون ونصف دينار و17 كيلو ذهب.. كيف قُسّم المبلغ على مراحل الجريمة؟
المغدورة نيفين العواودة
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
انتهت قضية المغدورة نيفين العواودة بعطوة قدرها قاضي المنشد أمس الأحد بمليون ونصف المليون دينار و17 كليو جرام من الذهب الخاص.

"دنيا الوطن" تعرّف على معنى العطوة، ومن أين جاءت قيمة الدية وكيف قسمت على مراحل الجريمة وخرجت بالتقرير التالي..

قضى قاضي المنشد بدفع أهل الجاني مبلغ 20 ألف دينار عن التخطيط والمراقبة في الجريمة، و30 ألف دينار عن إصراره على تنفيذ الجريمة وعدم تراجعه، و40 ألف على خطف الضحية لمكان خالٍ.

 كما قضى قاضي المنشد بدفع أهل الجاني 4 ديات على القتل العمد، وكل دية 100 ناقة، ولعدم وجود هذه النوق في فلسطين فتقدر بـ 17 كيلو غرام من الذهب الخالص، و100 ناقة سوداء على نقل الجثة الى بيتها وليس الى المشفى، وقدر ثمن كل ناقة بـ 3 آلاف دينار أردني، و10 آلاف دينار أردني على كل طابق من الطوابق الستة التي حملها فيها الجاني إضافة إلى 20 ناقة سوداء.

وعن إخفاء الجريمة وسلبه أغراض المغدورة الخاصة، قضي بدفع أهل الجاني 50 ناقة سوداء بالإضافة الى 20 ألف دينار، و60 ألف دينار و20 ناقة سوداء عن عودة الجاني إلى الشقة وإلقاء جثة المغدورة فيها، و30 ناقة سوداء عن التشهير بالصحف والاعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي و100 ناقة بيضاء عن الاعتراف بالأجهزة الامنية، بحسب ما جاء على موقع "أبو محجوب" الاخباري.

وقرر قاضي المنشد دفع مبلغ 100 ألف دينار بسبب الكشف عن الجثة وتشريحها في فلسطين وإسرائيل، بالإضافة الى 55 الف دينار عن ترك العطوة، واحتسب كل يوم من يوم مقتلها ليوم اخذ العطوة بألف دينار

وقدر قاضي المنشد مخاسر أهل المغدورة بالبحث والتحري عن ابنتهم، ومن ثم ملاحقة الجاني بـ 50 ألف دينار.

وطالب القاضي بلف بيت أهل المغدورة بالقماش الأبيض من الجهات الأربع، بدءا من اليوم، وربط ناقة بيضاء أمام البيت، لتبقى على هذا الحال حتى انتهاء مراسم الجاهات والطيب ومن ثم تكون ملكا لهم.

من جانبه، أوضح أبو الحسن العواودة والد المغدورة نيفين أن هناك اتفاق على عطوتها التي انتهت أمس، بأن هذه الجريمة لم يسبق لها مثيل منذ 55 عاما، لافتا إلى أن الغرامة غير مألوفة، لافتا إلى أن ثقل هذه الغرامة نابعة من بشاعة الجريمة المرتكبة.

وقال العواودة في لقاء مع "دنيا الوطن": "المنشد هو أعلى درجات الحكم العشائري، وبالتالي هذا غير خاضع للنقض او النقاش فيه، فالحكم الذي صدر لم ينفذ منه شيء على أرض الواقع".

وأضاف: "تم منح الطرف الاخر مهلة أربعين يوماً باستثناء الجزء البسيط من الحكم وهو احاطة المنزل بالقماش الأبيض، فان ذلك ينفذ في نفس اليوم او يومين او ثلاثة".

وتابع: "اما فيما يتعلق بمبلغ الدية الذي حكم به قاضي المنشد، فيحاول الطرف الاخر ان يخفضوا ما امكن منه، ونحن سنتعامل مع ذلك بشكل أكيد".

وفيما يتعلق بالقماش الأبيض الذي يحاط حول المنزل، أكد العواودة أنه دليل على العفة والطهارة، مبينا أنه شيء رمزي يدل على الشرف.

وفي السياق ذاته، أوضح والد المغدورة نيفين أن هناك نظريتان لاحتساب الذهب مقابل النوق، الأول هو احتساب الدية على النوق في العهد القديم الذي وفر التشريعات، والنظري الثاني هو احتساب الدية على الذهب، مشيرا إلى أن قاضي المنشد احتسب الدية على الذهب أن 4 كيلو و250 جرام قيمة الدية يتم ضربهم في 4 فان النتائج يصبح 17 جراماً تقريباً.

وقال: "قاضي المنشد احتسب الدية على الذهب لانه الجانب الايسر، لانه يقدر بثمن، أما النوق لا تقدم بثمن فلا نستطيع استبدالها على الذهب او الفضة او ما شابه".

وفيما يتعلق بتوزيع المبلغ على خطوات الجريمة، قال: "لا استطيع البت في ذلك لانه يعود إلى أهل العرف ورجال الإصلاح".

بدوره، أوضح أشرف أبو رخية مستشار شؤون العشائر أن العطوة هي لقضايا الشرف وكسر الوجه، معتبرا أن المبلغ الموضوع كبير جداً.

وقال: "هذه الدية شملت جميع خطوات الجريمة، حيث أن المنشد كرم المرأة لذلك جعل الدية بهذا المبلغ".

وبين أن الفرع اليوم يحاول ان يغرم القاتل او المعتدي في قضايا النساء خاصة، لافتا إلى أن الاعتداء على المرأة في فترة النهار يعتبر أكثر جرما من فترة الليل، معللا ذلك أن بأن القاتل لم يأخذ بالاعتبار المواطنين او الحكومة او الاهل.

وفي السياق ذاته، قال: "حدد المبلغ لان القاضي حكم بخمسة أحكام في الجريمة وهي القتل والتمثيل في الجثة والكشف عن العورة وانها مسالمة، فدية المرأة هي ضعف الرجل".

وأضاف: "لو قتلت نيفين في مكان معين لما كانت الحسبة بهذه الطريقة، ولكنه مثّل في المشهد، وبالتالي فان المبلغ والتقسيمات جاءت بشكل تقديري من قبل قاضي المنشد".

وبين أن هذا المبلغ لن يدفع بشكل كامل وانما سيتم تخفيضه ولكن من ناحية الدفع فانه سيدفع بشكل آني.

وفيما يتعلق بالقماش الأبيض، رأى أبو رخية أن ذلك دليل على أن القضاء يحاول تعزير الجاني واتعابه، بالإضافة إلى أن ذلك دليل على تبييض عرض أهل المغدورة.

المختار عيد أبو سنينة، كان له رأي مخالف، حيث قال: "كلمة المنشد مخالفة للشرع الإسلامي، فالدية معروفة تدفع لاهل القتيل، ولكن ما نسمعه اليوم هو من عهد الجاهلية"، مبينا أن دية القتل معروفة.

التعليقات