شباب غزة بين المحسوبية واستغلال طاقاتهم للحصول على وظيفة

شباب غزة بين المحسوبية واستغلال طاقاتهم للحصول على وظيفة
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن-  أحلام عفانة
واقع مؤلم يعايشه الشباب في قطاع غزة بفعل سياسة الاحتلال الإسرائيلي العدوانية، التي تستهدف كافة مقومات الحياة، والانقسام الفلسطيني الذي استمر لأكثر من عشر سنوات، الأمر الذي ترك آثاراً مأساوية على حياتهم.

يشتكي كثير من الشباب من البطالة وعدم تلبية احتياجاتهم الأساسية، في ظل الواسطة والمحسوبية المنتشرة في القطاع، بالإضافة إلى استغلالهم من قبل المؤسسات، سواء بذريعة التدريب أو التطوع أو حتى العمل بأجر زهيد.

حالة من الإحباط انتابت الشباب، حيث أصبحوا لا يعلمون ما الذي يجب عليهم فعله؛ لكي يحظوا بعمل يؤهلهم للعيش بكرامة وتوفير مستلزمات الحياة المتزايدة.

قال أحمد البالغ من العمر (29 عاماً) لـ "دنيا الوطن": "تجربتي بدأت حينما أنهيت دراستي الجامعية منذ 7 سنوات من إحدى الجامعات المحلية بمعدل جيد جداً مرتفع في تخصص هندسة الاتصالات، حينها اعتقدت أنني قد أنهيت مرحلة مهمة من حياتي وهي المرحلة الجامعية؛ لأنضم بعد ذلك لسوق العمل وأبدأ في خوض الحياة العملية".

وأوضح أنه تقدم للعمل في أكثر من مجال وفي شركات عدة وفي وظائف حكومية لجهات مختلفة، مضيفاً "قلت في داخلي إنها فترة بسيطة ولا بد أن أحصل على عمل، خاصة أنني تخرجت بمعدل يؤهلني للانضمام لسوق العمل بقوة، لكني واصلت البحث عن العمل لفترات طويلة دون جدوى".

وأعرب أحمد عن تفاجئه في كل مرة يلتقي فيها زميلاً من زملاء الدراسة الذين لم يحظوا بمعدل مقارب لما حصل عليه، يخبره بأنه يعمل لدى شركة أو وظيفة هنا وهناك.

ولفت إلى أن كل الحاصلين على وظائف حصلوا عليها من خلال معارف وواسطات لأقاربهم وأهاليهم بشركات كبيرة، مضيفاً "الصادم في الموضوع أن أحد زملائي تخرج بمعدل أقل من 70% وحصل على وظيفة في شركة كبيرة لمجرد أن والده لديه معارف كبيرة مع مديري الشركة".

من جهتها، قالت مهى البالغة من العمر (26 عاماً): "عملت في مركز خاص، كانت معاملتهم سيئة جداً، كما أنهم يستغلون الشباب ويسيطرون عليهم من خلال إجبارهم على أعمال فوق طاقتهم أو ليس من تخصصهم".

وأضافت: "كان الراتب قليلاً جداً، حيث لا يعطوني راتبي بشكل كامل، بل ممكن أن يمر شهران وثلاثة وأنا لا أتقاضى أي شيكل واحد، وعدوني بزيادة الراتب لكن للأسف لم يفوا بوعدهم، ما اضطرني إلى ترك العمل".

وبيّنت مهى أنها قدمت في أماكن عمل كثيرة، حيث إن جميعهم يعقدون معها اتفاقاً على أن تكون أول أشهر تجريبية، حتى يختبروا خبرتها في العمل، وبعد أن يستغلوا عملها معهم بدون راتب خلال تلك الأشهر، وتطالب براتب يقولون لا يوجد راتب بل بدل مواصلات فقط.

بدورها، أوضحت فدوى نصار البالغة من العمر (37 عاماً)، أنها عملت في إحدى الوزارات بعقد سنوي، وبشهادة المسؤولين كانت مثالاً للالتزام والنشاط بالعمل والتجدد وابتكار الأفكار لإنجاز الأعمال.

وأوضحت لـ "دنيا الوطن"، "كانت هناك وعود كثيرة بتجديد العقد وما إن انتهى العقد حتى أقدم الوزير على إرسال كتاب شبيه بالطرد بعد أن طلبت منهم التطوع إلى أن تحين فرصة لتجديد العقد، لكوني لا أنتمي للحزب الذي ترأسه الحكومة"، مضيفة: "في نفس الوقت تم تجديد وتثبيت عقود لشقيقتين لم تداوما بالوزارة طوال السنة غير أشهر معدودة، لكونهما ينتميان للحزب ومدعومتان منه".

وفي موقف آخر، بيّنت نصار أن "الإغاثة الإسلامية أعلنت عن توفر فرصة عقود وطلبت من سلطة الأراضي إرسال الأسماء المراد تشغيلها، وتم إرسال أسمائنا واجتمعنا بالوزير وطاقم المدراء العاملين، حيث تم تحديد يوم لبدء العمل، إلا أننا تلقينا خبراً فيما بعد أنه تم شطب أسمائنا وتغييرها بأسماء أخرى".

وأضافت: "اكتشفنا أن الأسماء الجديدة كانت لأشخاص مقربين من المسؤولة في الوزارة في العلاقات العامة، بادعاء أن الإغاثة الإسلامية هي من طلبت ذلك، وبعد التأكد من الخبر نفت الإغاثة هذه الأنباء، مؤكدة عدم تدخلها بالأسماء التي يتم إرسالها لها للتشغيل".

ومن جانبها، قالت ربا البالغة من العمر (33 عاماً): "تقدمت لوظيفة باحث اقتصادي في إحدى الوزارت، وأثناء انتظار وقت المقابلة اكتشفت أن الوظيفة قد تم تجهيزها لفتاتين كانتا تعملان بعقود مؤقتة، وأن إعلان الوظيفة شكلي بهدف تثبيت الفتاتين".

وطالب الشباب الجهات المسؤولة بالعمل على تنظيم سوق العمل في المؤسسات الخاصة، وتوفير فرص عمل للخريجين في المؤسسات الحكومية على قاعدة النزاهة مع مراعاة الكفاءة والمعدلات المرتفعة للمتقدمين للوظائف.

التعليقات